هل الاستحمام يغني عن الوضوء

هل الاستحمام يغني عن الوضوء حيث إنَّ كثيرًا من الأحكام الشرعية توجب على المسلم الاغتسال حتَّى تحصل الطهارة، ومنها توجب عليه الوضوء، لذا فكثير من المسلمين يسألون عن مدى إمكانية أن يغني الاستحمام عن الوضوء بشكل عام، وفي هذا المقال من موقع المرجع سوف نتحدَّث عن الحالات التي يجب فيها الاستحمام، وسوف نفصل في إمكانية أن يغني الاستحمام عن الوضوء.

ما هو الغسل أو الاستحمام

يُعرَّف الغسل في الإسلام بأنَّه وضع الماء الطاهر وتعميمه على سائر أجزاء البدن، وهو قد يكون واجبًا ومستحبًا ومُباحًا في الإسلام، وذلك بحسب الحالة والمسألة الفقهية، وقد ورد الغسل في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المباركة في غير موضع واحد، ومن هذه المواضع:[1]

• في القرآن الكريم: قال تعالى في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُوا}[2].
• من السنة النبوية: عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ قَبْلَ أنْ يُدْخِلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِهِ لِلصَّلَاةِ”[3] والله أعلم.

هل الاستحمام يغني عن الوضوء

إنَّ الاستحمام في الإسلام يُغني عن الوضوء إن نوى المسلم الوضوء قبل الاستحمام أو الغسل، فمن كان جُنبًا واستحم فقد تطهر وتوضأ، ومن كان جُنبًا وغطس في بركة من الماء أو نهر أو غير ذلك وكان قد نوى أن يتطهر من الجنابة وأن يتوضأ، فقد تم له ذلك، ويكون قد ارتفع عنه الحدثان، ولا بد من الإشارة إلى أنَّ السنة النبوية الشريفة تشترط أن يتوضأ المسلم إن كان على جُنب ثمَّ يغتسل بعد وضوئه، وذلك اقتداء برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فإذا أراد المسلم أن يغنيه استحمامه عن الوضوء، فعليه أن يؤدي الاستحمام كما أمر الله تعالى في سورة المائدة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}[4] والله تعالى أعلم.[5]

قد يهمك أيضًا: هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء

هل الاستحمام يغني عن الاستنجاء

يُستحب للمسلم أن يغسل يديه وفرجه قبل أن يبدأ بالاستحمام، فهذه هي السنة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والحكمة هي أن يغسل الأذى الناتج عن الجنابة أو أي شيء آخر، وهو غالبا ما يكون على اليدين والفرج، فإذن وجد على أي مكان من الجسد وجب غسله قبل الاستحمام، قال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ، وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا…، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ”[3] والله تعالى أعلم.[6]

ما هي موجبات الاستحمام

لقد حدد أهل العلم مجموعة من الحالات التي يجب عندها الغسل للمسلم، وهذه الحالات هي:[7]

• خروج المني ولو من دون جماع: جاء في الموسوعة الفقهية ما يأتي: ” اتّفق الفقهاء على أنّ خروج المنيّ من موجبات الغسل، بل نقل النّوويّ الإجماع على ذلك…”.
• دخول الحشفة كاملة في الفرج ولو لم يحدث إنزال.
• الحيض والنفاس: جاء في الموسوعة الفقهية: ” اتفق الفقهاء على أن الحيض والنفاس من موجبات الغسل”، وقال تعالى في سورة البقرة: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[8].

بهذه الموجبات الأربع نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن حكم شرعي مهم وهو هل الاستحمام يغني عن الوضوء كما تحدَّثنا عن هل الاستحمام يغني عن الاستنجاء ومررنا على موجبات الغسل المتفق عليها بين أهل العلم والتي يجب فيها الغسل على المسلم بشكل قطعي.