عناصر دراسة الجدوى

عناصر دراسة الجدوى من الأمور الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل البدء بأي نوع من المشاريع، لضمان مسيرة صحيحة للخطى الخاصة بالنشاط من خلال معرفة الهيكلية العامة له، ودراسته من جوانب مختلفة كانت السبب في خلق أنواعًا مختلفة من دراسة الجدوى، والتي سوف نتعرف عليها من خلال مقالنا التالي على موقع مرجع، إذ سنتطرق إلى أهم عناصر دراسة الجدوى ومكوناتها، وأهميتها، بالإضافة إلى النقاط المفصلية المتعلقة بهذا النوع من الدراسة. 

مفهوم دراسة الجدوى 

تعبر دراسة الجدوى عن تحليل يهتم بجميع العوامل المتعلقة بالمشروع، بما في ذلك الاعتبارات الاقتصادية والتقنية والقانونية والجدولة، بهدف التأكد من احتمال إكمال المشروع بنجاح، مع العلم تتوقف جدوى المشروع على عدة عوامل تتمثل بالتكلفة والعائد على الاستثمار، أي معرفة فيما إذا حقق المشروع ما يكفي من الإيرادات، ومن الجدير بالذكر لا تنحصر دراسة الجدوى فقط على المشاريع ذات الطابع المادي والتي تهتم بمقدار المكاسب والتنبؤ بها، بل يوجد دراسات جدوى للمشاريع ذات طابع إنساني واجتماعي أي باختصار يمكن القول إن دراسة الجدوى هي تلك الخطوات اللازم معرفتها في سبيل تحقيق الهدف من ذك النشاط مهما كان نوعه. [1]

عناصر دراسة الجدوى 

بما أن دراسة الجدوى تعتبر تعريفًا للمشكلة، وتحليلًا لطريقة العمل من خلال معرفة المتطلبات وتقييم البدائل، من الطبيعي أن تكون أنشطة إعداد دراسة الجدوى عامة، لذلك يمكن تطبيقها على أي نوع من المشاريع. وفيما يلي سنستعرض أهم عناصرها: [2]

• نطاق المشروع: الذي يعني تحديد المشكلة الواجب معالجتها، على اعتبار أن طرح المشكلة بطريقة جيدة هو نصف حلها، لذلك لا بد من معرفة أجزاء الأعمال المتأثرة بالمشروع سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بما في ذلك المشاركون في المشروع ومناطق العمل، كما من الضروري تحديد الجهة الراعية للمشروع. 
• تحليل المشروع: يستخدم التحليل لتحديد وفهم طريقة التنفيذ الحالية، مثل النظام، المنتج، إلخ، مما يساعد في اكتشاف وجود الأخطاء ومعالجتها، هذا فضلًا عن معرفة نقاط القوة والضعف التي لها الفضل في تطور المشروع من جهة، وتوفير الوقت والمال من خلال استبعاد نقاط الضعف، والتركيز على نقاط القوة من جهة أخرى. 
• تحديد متطلبات المشروع: حيث تعتمد المتطلبات على هدف المشروع ومجاله. على سبيل المثال، تختلف كيفية تحديد متطلبات منتج اختلافًا كبيرًا عن متطلبات نظام المعلومات.  
• تحديد مسار المشروع: ويتم ذلك من خلال وضع مسار واضح للعمل وتلبية المتطلبات. وذلك من خلال النظر في البدائل لإيجاد الحلول واختيار الأنسب منها، أي لا بد من معرفة فيما إذا كان النهج المتبع قابلًا للتطبيق وقادرًا على تحقيق متطلبات المشروع كما هو مخطط له. 
• دراسة تكلفة المشروع: لا بد من تقييم النهج المتبع في المشروع من حيث التكلفة، ويبدأ ذلك بتحليل التكلفة الإجمالية المقدرة للمشروع واقتراح بدائل أخرى. وذلك من أجل القيام بالمقارنة الاقتصادية، وبعد حساب التكلفة الإجمالية للمشروع، يتم إعداد ملخص للتكلفة والتقييم يتضمن أشياء مثل تحليل التكلفة والفوائد، والعائد على الاستثمار. 
• مراجعة العناصر السابقة: لا بد من تجميع كل العناصر المذكورة سابقًا وتقيمها معًا، وملاحظة دقة عناصر دِرَاسة الجدوى. وذلك من أجل اتخاذ القرار النهائي بخصوص الموافقة عليه أو رفضه. 

شاهد أيضًا: أفكار مشاريع صغيرة مربحة جدا وغير مكلفة للنساء.

أهمية دراسة الجدوى 

 يوجد العديد من فوائد دِرَاسة الجدوى، والتي تتجلى فيما يلي: [1]

• تساعد على توضيح إيجابيات وسلبيات المشروع قبل استثمار قدر كبير من الوقت ورأس المال فيه.  
• تزود فريق إدارة الشركة بمعلومات حاسمة يمكن أن تمنعهم من الدخول في مشروع تجاري محفوف بالمخاطر. 
• تساعد دِرَاسة الجدوى الشركات في تطوير الأعمال الجديدة من خلال توضيح طريقة عملها، والعقبات المحتملة، والمنافسة، وتحليل السوق، ومبلغ ومصدر التمويل اللازم لتنمية الأعمال. 
• تهدف دراسات الجدوى إلى إيجاد استراتيجيات التسويق التي تساعد في إقناع المستثمرين أو البنوك لتبني مشروع أو عمل ما.

أدوات دراسة الجدوى 

بالتأكيد لكل مشروع احتياجات وأهداف خاصة به، لذلك من الطبيعي أن تختلف دِرَاسة الجدوى من مشروع لآخر، ولكن يوجد مجموعات من الأدوات المشتركة التي يجب استخدامها في أغلب دراسات الجدوى، ألا وهي: [1]

• تحليل أولي يتضمن تلقي ردود الفعل حول المفهوم الجديد من أصحاب المصلحة المناسبين؛ للنظر في سيناريوهات وأفكار الأعمال الأخرى. 
• تحليل وطرح الأسئلة حول البيانات التي تم الحصول عليها في المرحلة المبكرة من الدراسة للتأكد من أنها صلبة. 
•  دراسة السوق لتحديد طلب السوق والفرصة لمتابعة المشروع أو الأعمال. 
• كتابة خطة تنظيمية من خلال تحديد مقدار العمالة المطلوبة، وبأي تكلفة، ولفترة طويلة. 
• إعداد كشف الدخل المتوقع، والذي يتضمن الإيرادات وتكاليف التشغيل والأرباح. 
• إعداد الميزانية العمومية للمشروع. 
• تحديد العقبات ونقاط الضعف المحتملة، وبالتأكيد وضع استراتيجيات للتعامل معها. 

خطوات دراسة الجدوى

تتضمن دراسة الجدوى مجموعة من الخطوات الواجب اتباعها قبل البدء بأي مشروع مهما كان نوعه، وتتمثل هذه الخطوات بما يلي: [4]

• إجراء تحليل أولي للمشروع: وذلك بالتركيز على خدمة يكون الطلب فيها ضمن السوق أكثر من العرض، مع تحديد العقبات من حيث التكلفة وصعوبة التسويق الفعال.
• إعداد الدخل المتوقع: تتطلب هذه الخطوة توقع ما يجب أن يكون عليه الدخل من المشروع، والاستثمار المطلوب لتحقيق الهدف، لذلك لا بد من مراعاة الخدمات ومقدار تكلفتها وأي تعديلات على الإيرادات، مثل: السداد، وما إلى ذلك.
• إجراء دراسة للسوق: تعد هذه الخطوة مفتاح النجاح لدراسة الجدوى الخاصة بك، لذلك يجب أن تكون شاملة قدر الإمكان،مع العلم ستعطيك أبحاث السوق أوضح صورة عن الإيرادات التي يمكنك توقعها واقعيًا من المشروع، ولعل أبرز الأشياء التي يجب أخذها في الاعتبار هي: التأثير الجغرافي على السوق، والتركيبة السكانية، وتحليل المنافسين، وقيمة السوق ومقدار الحصة السوقية.
• تخطيط تنظيم الأعمال: عند وضع الأساس للخطوات السابقة، لا بد من تنظيم عمليات المشروع المخطط له، وينبغي أن تكون الخطة شاملة، بحيث تتضمن تكاليف بدء التشغيل والاستثمارات الثابتة وتكاليف التشغيل، بما فيها من المعدات، وأساليب التسويق، والعقارات، والموظفين، والنفقات العامة.
• إعداد الميزانية العمومية: ويشمل تقدير الأصول والخصوم، تقديرًا دقيقًا قدر الإمكان، وذلك من خلال إعداد قائمة تتضمن الأصناف والمصادر والتكاليف والتمويل اللازم للتأجير أو شراء الأراضي والمباني والمعدات وتمويل الأصول والحسابات المدينة.
• مراجعة وتحليل جميع البيانات: يجب استعراض ومراجعة كل البيانات السابقة للتأكد من أن كل شيء كما ينبغي أن يكون ولا شيء يتطلب التغيير والتبديل، لذا، خذ لحظة للنظر في عملك للمرة الأخيرة، وأعد النظر في خطواتك السابقة، مثل كشف الدخل، ومقارنتها مع النفقات والخصوم الخاصة بك، كما لا بد من التفكير العميق في المخاطر، وتحليلها من أجل الخروج بأي خطط للطوارئ.
• اتخاذ قرار: تتضمن هذه الخطوة اتخاذ القرار حول ما إذا كان المشروع قابلًا للتطبيق أم لا، هذا يبدو بسيطًا، ولكن يجب أخذ بالاعتبار فيما إذا كان العمل يستحق حقًا الوقت والجهد والمال، مع قدرته على تماشي الأهداف الاستراتيجية للمنظمة وتطلعاتها على المدى الطويل.

نصائح هامة في دراسة الجدوى

يوجد مجوعة من النصائح التي تدعم دراسة الجدوى الخاصة بمشروعك، ألا وهي: [4]

• استخدم برامج إدارة المشاريع، مثل: ProjectManager، لتنظيم البيانات، والعمل بكفاءة وفعالية.
• استخدم القوالب أو أي بيانات وتكنولوجيا تمنحك القوة.
• المشاركة مع أشخاص خبراء للحصول على ملاحظاتهم، وتوظيف خبراتهم بما يفيد مشروعك.
• الاستفادة من أبحاث السوق لتعزيز جميع البيانات.
• التأكد من جميع المعلومات الواردة إليك بما يخص سوق المنافسة والأمور المفصلية في مشروعك.

شاهد أيضًا: أفضل مشروع صغير مربح في السعودية 2021

أنواع دراسة الجدوى 

دراسة الجدوى ذلك الفعل التحليلي الذي يقدر من خلاله مدير أي مشروع تحديد نسبة نجاح المشروع الخاص به ومقدار الفائدة منه، وذلك من خلال إيجاد الإيجابيات والسلبيات، والثغرات من مختلف الجوانب، مما أدى إلى وجد أنواع مختلفة من دراسة الجدوى، والتي تتجلى فيما يلي: [3]

دراسة الجدوى الفنية 

 وينظر فيها إلى ما يتعلق بالجدوى الهندسية للمشروع، وتغطي الجوانب المدنية والهيكلية الخاصة به، كما تنظر في القدرة التقنية للتكنولوجيات المتوقعة وقدرات الموظفين اللازمين للمشروع، وفي بعض الأمثلة، يجب تحليل نقل التكنولوجيا والخبرات بين الثقافات والمناطق الجغرافية؛ لذلك تدرس الأمور المتعلقة بالمكاسب الإنتاجية، والآثار المترتبة على ذلك من توافر الوقود، والتضاريس، والجغرافيا، ودعم البنية التحتية، وغيرها من المشاكل. 

دراسة الجدوى الإدارية 

تعالج هذه الجدوى هيكل المشروع الإداري والتنظيمي، مما يضمن معرفة مدى قابليتها للتطبيق على نوع المشروع المقترح، وفي سبيل ذلك يتم التأكد من الجدوى الإدارية من خلال عناصر رئيسية معينة مثل مشاركة الموظفين، وتوافر الإدارة الواضحة، والقدرة والالتزام. 

دراسة الجدوى الاقتصادية 

تشير الجدوى الاقتصادي إلى مدى قدرة المشروع المدروس على لتحقيق فوائد اقتصادية، ويلزم إجراء تحليل للفوائد والتكلفة، وعلاوة على ذلك، يمكن أيضًا تقييم الجدوى الاقتصادية للمشروع من خلال تحليل التعادل، كما يجب ترجمة الجوانب الملموسة وغير الملموسة للمشروع إلى مصطلحات اقتصادية، ومن الجدير بالذكر تعتبر الجدوى الاقتصادية عاملًا حاسمًا حتى عندما يكون المشروع غير ربحي بطبيعته. [3]

دراسة الجدوى المالية 

وهنا لا بد من التمييز بين الجدوى المالية والجدوى الاقتصادية، إذ تضم الجدوى المالية قدرة أصحاب المشروع على جمع ما يكفي من المال لتنفيذ المشروع، وغالبًا ما يميل أصحاب المشاريع إلى وجود مستثمرين إضافيين ومصادر أخرى للأموال.  وينبغي أيضًا النظر إلى جوانب أخرى من الجدوى المالية، على سبيل المثال: الجدارة الائتمانية، وتوافر القروض، والأسهم، وجدول القروض، كما يجب استعراض الآثار المترتبة على شراء الأراضي، وعقود الإيجار، وغيرها من العقارات الداخلة في تحليل الجدوى المالية. 

دراسة الجدوى الثقافية 

يجب معرفة مدى توافق المشروع المقترح مع البيئة الثقافية للمشروع، وهذا هو الهدف الأساسي من مفهوم دراسة الجدوى الثقافية، إذ لا بد من دمج العمليات المخطط لها مع المعتقدات والممارسات الثقافية المحلية في المشاريع كثيفة العمالة.  

دراسة الجدوى الاجتماعية 

 تعالج الجدوى الاجتماعية الأثر الذي قد يحدثه المشروع في النظام الاجتماعي الخاص ببيئة المشروع، حيث قد يحدث أن تكون فئة معينة من الموظفين قصيرة أو غير متاحة نتيجة للهيكل الاجتماعي المحيط، ويجب تقييم تأثير المشروع على المركز الاجتماعي للمشاركين في المشروع، كما ينبغي معرفة أن الموظفين في بعض الصناعات لهم رموز خاصة بالوضع داخل المجتمع. 

دراسة الجدوى المتعلقة بالسلامة 

تتضمن دراسة جدوى السلامة تحليل المشروع، بما يتعلق بالقدرة على تنفيذه بأمان مع ضمان تقليل الآثار غير المواتية للبيئة، ولكن مع الأسف نلاحظ أن معظم المشاريع المعقدة لا تأخذ بعين الاعتبار معالجة الأثر البيئي بالشكل الصحيح. 

دراسة الجدوى السياسية 

 نلاحظ في كثير من الأحيان أن التوجهات الخاصة بالمشروع المقترح تتعلق باعتبارات سياسية معينة، ويظهر ذلك بشكل خاص في المشاريع الكبيرة ذات الرؤية المستقبلية الطامحة، فعلى سبيل المثال، بغض النظر عن جدوى المشروع، قد تكون الضرورة السياسية مصدرًا للمساعدة في مشروع ما، ومن ناحية أخرى، قد تواجه بعض المشاريع معارضة لا يمكن السيطرة عليها، بسبب عوامل سياسية، لذلك يجب تحليل الجدوى السياسية من خلال تقييم لأهداف المشروع مع الأهداف الحالية للنظام السياسي. [3]

دراسة الجدوى البيئية 

 بالتأكيد الجانب البيئي حاسم جدًا في جعل أي مشروع محتمل ناجحًا أو فاشلًا؛ لذلك لا بد من النظر في هذا الجانب ضمن المراحل المبكرة من المشروع، إذ يجب معالجة جميع الشواغل البيئية التي أثيرت أو تم التنبؤ بها في مجال الجدوى البيئية حتى يتسنى اتخاذ الإجراءات المناسبة لتغطية القضايا ذات الصلة بالبيئة، كما يجب إدراج قدرة المشروع على الحصول على التراخيص، والتصاريح، والموافقات المطلوبة في الوقت المناسب بتكلفة معقولة في هذا المجال. 

دراسة السوق  

ويجب ألا تخلط جدوى السوق مع الجدوى الاقتصادية، إذ لا بد من النظر في التأثير المحتمل للطلب في السوق، ومقدار الحصة السوقية المتاحة في تحليل الجدوى، كما من الضروري خلال مراحل بدء المشروع، تحليل الأنشطة التنافسية المحتملة (المحلية والإقليمية والوطنية والدولية)؛ وذلك من أجل تمويل الطوارئ المبكرة والتأثيرات على تكاليف التشغيل. [3]

شاهد أيضًا: تجربتي في مشروع كوفي شوب وكيفية الحصول على أعلى إيرادات منه

 وفي ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن عناصر دراسة الجدوى وأهميتها وأنواعها، لا بد من التأكيد على أهمية القيام بدِرَاسة الجدوى لأي نوع من أنواع المشاريع، مما يضمن لك السير على خطى صحيحة في سبيل تحقيق الأهداف المطلوبة.