خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم

خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم، الزكاة في الإسلام من أعظم الأركان والفرائض التي تعود بالمنافع على المسلمين جميعًا، لذلك فقد فرضها الله تعالى وحذَّر من مغبَّة ترك هذه الفريضة، وقدَ وضع للزكاة ركائزَ وأركان وشُروط وموانع، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على فريضةِ الزكاة، ومنْ لا يجوز دفع الزكاة إليّهم، بالإضافة إلى تعريف الزكاة لغة واصطلاحًا.

تعريف الزكاة

تُعرف الزكاة لغة بأنّها النّماء والبركة والطّهارة، لأنها تُطهِّر مُخرجها من الآثام، كما في قول الله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)[1]، وسُمّيت الزكاة بِهذا الاسم لأنّها تُطهّر صاحبها، وتقيه من الآفات، لِقوله -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها)[2]، أما الزكاة اصطلاحًا فهي عبادة فرضها الخالق سبحانه وتعالى على مال الأغنياء لصالح الفقراء، وبشروط معيّنة يتقرّب بها العبد إلى ربه، امتثالاً لأمره وطاعة، الزّكاةُ هي ثالث أركان الإسلام الخمسة، وهي فَريضة من فروض الدّين الإسلاميّ.

شاهد أيضًا: حكم من جحد وجوب الزكاة مع العلم بوجوبها

خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم

توجد العديد من الأصناف الذين لا يجوز دفع الزّكاة لهم، ومن دفعها إليهم مع علمه فهو آثم وعليه الإعادة، ودليلُ ذلكَ من السنةِ النبويّة قول رسولُ الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- لمعاذ -رضي الله عنه- عندما بعثه لليمن: (فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ)[3]، والأشخاصُ الذيّن لا تدفع إليهم الزكاة هم على النحوِ الآتي:

  • الغني والقادر على الكسب:

فقد ورد دليل ذلك في السُّنّة النبوية، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولا حَظَّ فيها لِغنِيٍّ، ولا لِقوِي مُكتَسِب)[4]، فلا تصح الزكاة على الغني الذي يملك نصابًا يزيد عن حاجته الأصلية، فالزكاة تؤخذ من الأغنياء وترد للفقراء ومستحقيها وليس العكس، والأشخاص الأقويّاء الأصحاء الذين يجدون ما يكتسب منه من العمل ما يسد احتياجاتهم، فهذا الشخص من الواجب عليه أن يقوم بالعمل الذي يكسبه ما يقيت به عياله ونفسه فلا يقبل منه أن يختار أن يكون عاطلاً عن العمل من تلقاء نفسه وبإرادة منه.

  • الأصول والفروع والزوجة ومن تَجبُ على الإنسان نفقته:

لا يجوز إخراج الزكاة للأشخاص الذين تجب نفقتهم على المزكي، حيثُ أنّ الزكاة والنفقة لا يجتمعانِ، ولأنّ دفع النفقة الواجبة لهم يُغنيهم عن الزّكاة، كالوالدين وإن عَلَو، كالأجداد، والأبناء وإن نزلوا، كالأحفاد.

  • غير المسلم من غير المؤلفة قلوبهم:

لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ)[5]، حيثُ أنّ الزكاة تؤخذُ من أغنياءِ المُسلمين وتُعطى لفقرائهم، ولا تصح الزكاة للكافر.

  • العبد:

لأنّهم مِلك لسيّدهم، فالذي يُعطى لهم يصبح لسيّدهم، والأصل أنَّ السيّد تلزمه النفقة على العبد، ويُستثنى من ذلك المُكاتِب الذي يُعطى من الزّكاة ليَقضي دَيْن مُكاتبته.

  • غير البالغ:

فلا تجوزُ دفع الزكاةَ للصغيرِ قبل بلوغه سبعة أعوام.

شاهد أيضًا: لا زكاة في الخارج من البحر وإن أُعد للتجارة

من هم مستحقو الزكاة

تُعطى الزكاة لثمانيّة أصناف، وقد جاءهم ذكرهم في كتابهِ الكريّم، في قولهِ تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)[6]، وتتلخصُ الأصنافَ الثمانيّة في النقاطِ الآتيّة:

  • الفقراء والمساكين:

الفقراءُ والمساكيّن هم الأشخاصَ الذينَ لا يجدونَ كفايتّهم، فيكفيهُم الأغنياء ما يحتاجون إليه، وأمَا الأغنياءَ فهُمُ الأشخاص الذينَ يستطيعونَ سدّ حاجتهم الأساسيّة لهمُ ولأولادِهم، منْ المأكل والمشرب والملبس، وأنْ يملكُ مبلغًا زائدًا عن حاجتهِ، وهو النّصاب، أمّا من لا يستطيع تأمينَ هذه الحاجات فهو فقيرٌ، ويُعطى من الزّكاة.

  • أصحاب الديون:

أصحاب الديون أو الغارمون، وقد تعددتْ أقوالُ الفقهاءِ في تعريفهِ، فذهب الحنفيّة إلى أنّه كلُّ مَنَ عليه دَينٌ، وليس معه مِلك النصاب الزائد عن دَينه، وأمَا الجمهورُ فقدْ قسموه إلى قسميّن وهُم الغارم لنفسّه، وهو من يَستدين لأجل مصلحته، كالزواج أو الكِسوة وغير ذلك، وليس معه ما يَقضي به دينه الذي حلَّ أجَله، وكان سببُ الدَين مُباحاً وليس لأجل المعصية، أما القسم الثانيْ هو الغارم لمصلحة المُجتمع، كمن يستدين للإصلاح بين الناس، أو لإكرام الضّيف، فيُعطَى من الزّكاة ولو كان غني.

  • العاملون على شؤون الزكاة:

العاملون على شؤون الزكاة وهُمْ الذيّن يوليّهم الإمام أو الحاكم لجمعِ مال الزكاة وهم الجباة والحفظة لها والكتبة لِديوانها، ويشترطُ فيّه أنْ يكون مسلم، ذكر، أمين، عالم بأحكام الزكاة، ويأخذون من الزّكاة ما تُقدّره الدولة لهم، بشرط عدم الزيادة عن أجر المثل، وأن لا تزيد عن ثُمن الزّكاة.

  • المؤلفة قلوبهم:

المُؤلفة قلوبّهم وهُمُ الأشخاصُ الذينَ يكونوا مُطاعيّن في قومهم، فتدفعُ إليّهم الزكاة بقصد دفع شرّهم، أو تقوية إيمانَهم، وقد يكونوا المُؤلفة قلوبَهم مُسلميّن أو غير مُسلمين، وقد جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه أعطى الكُفّار من أموال الزكاة لتأليف قُلوبهم، حيث أعطى أبا سُفيان، وصفوان بن أُمية، وعُيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، وغيرهم.

  • في سبيل الله:

وهُمُ الغُزاةُ الذينَ يُجاهدونَ في سبيَل الله تعالى، ومنْهُمْ المُجاهدون الذينَ لا يتقاضون راتبًا، أو لهم راتبٌ ولكن لا يكفيهم، فيُعطون للتجهّز للجهاد، والدُّعاةُ إلى الله تعالى الذينَ يُبلّغونَ دينه، والذين يُعلّمون كتاب الله، والمُتفرّغون لطلب العلم، فيُعطون من الزّكاة بشرط أن يكونوا من الفُقراء، ولا راتب لهم، أو لهم مصدرُ رزقٍ ولكن لا يكفيهم، والحُجّاج الفقراء فيُعطى المُسلم الفقير من الزكاة للقيام بالحجّ.

  • تحرير الرقيق:

وتحرير الرقاب يكونُ على ثلاثةِ أقسَام منْهُمْ العبد المُسلم، وافتداء الأسرى من الأعداء، والمُكاتب المُسلم.

  • المسافر المنقطع:

المسافر المنقطع هوَ المسافرُ الذي انقطعَ عنْ بلدهِ، وليسَ معهُ أيّ مال يكفيْ للوصولِ إلى بلدهِ، فيعطى من الزكاة ما يستطيع بهِ الوصول إلى بلدهِ، ولو كان غنيًا.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم، حيثُّ أدرجنَا الفئات الذين يستحقون الزكاة، ومن لا تدفعُ إليّهمُ الزكاة.

المراجع

  1. سورة الشمس , الآية 9
  2. سورة التوبة , الآية 103
  3. صحيح مسلم , مسلم ، معاذ بن جبل ، 19 ، صحيح
  4. إرواء الغليل , الألباني ، عبيدالله بن عدي بن الخيار ، 867 ، حسن
  5. صحيح مسلم , مسلم ، معاذ بن جبل ، 19 ، صحيح
  6. سورة التوبة , الآية 60

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *