حكم عيب الطعام والدليل على حكم ذم الطعام

حكم عيب الطعام والدليل على حكم ذم الطعام، من الأحكام الشرعية المهمة في حياة كل مسلم، فمن عظمة الدين الإسلامي أنّه لم يترك جانبًا من جوانب الحياة إلا وقد تناوله بالبيان والإيضاح، ومن تلك الجوانب آداب الطعام والشراب، وقد حدد الدين الإسلامي الكثير من آداب الطعام كالتسمية والأكل باليمين وغير ذلك من الآداب، ومن خلال موقع المرجع سيتم التعرف على هل يجوز عيب الطعام وذمه وهل يعد غيبة للطباخ وصانعه.

حكم عيب الطعام

إنّ عيب الطعام مكروه عند أهل العلم وهو مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أشار أهل العلم أنّ الكراهة في تعييب الطعام الحلال أما الطعام الحرام فإنه يُذم ويعيّب ويُنهى عنه، وقد ذكر بعض أهل العلم أنّ العيب إن كان من جهة الخلقة يكره تعييبه، وإن كان من جهة الصنعة لم يكره، فالخلقة صنعة الله لا تعاب أما صنعة الآدمي تُعاب، وذكر النووي أنّ من آداب الطعام أن لا يعاب مطلقًا، كالقول مالح حامض من غير ملح غليظ رقيق وغير ذلك، فعيب الطعام من سوء الخلق، وهو من باب مقابلة الإحسان بالإساءة لمن قدّم الطعام وفيه كسرٌ لقلب صاحبه وأذية له والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: أحاديث متعلقة بآداب الطعام والشراب

هل يجوز عيب الطعام

إن الظاهر من أقوال أهل العلم أنّه لا يجوز تعييب الطعام فهو مكروه ولا يصح من المسلم تأدبًا وتأسّيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، إلا إن كان الطعام سلعة تباه وتشترى، كالذي يشتري طعامًا بصفاتٍ معينة، ثم يجد الطعام مخالف لتلك الصفات، فهو من العقود التي للطرفين أن يطالبا بحقوقهما فيها، فالبائع قبض الثمن والشاري من حقه أن يألك طعامًا بصفاتٍ اشتراها، فلو كان الطعام لا يوافق تلك الصفات من حق الشاري أن يشتكي وأن يعيب الطعام ليس تشكيًا من عين النعمة، إنما من طريقة طهوه وصنعه، فالشكوى هنا ليست من باب عدم شكر النعمة إنما من باب طلب الحقوق، وهي من الأمور التي أقرها الشرع مع الرفق بالصانع وعدم معانتته والله أعلم.

شاهد أيضًا: حضرت وليمه وكان ملح الطعام كثيرا فما التصرف المناسب

هل عيب الطعام من الغيبة

إن عيب الطعام يخالف سنّة النبي صلى الله عليه وسلم قولًا واحدًا، ولو كان يترتب عليه أن يتأذى صاحبه أو صاحب المطعم أو صانعه، وكان الطعام ناضجًا كفاية إلا أنّه لم يعجب الآكل ففي هذه الحال قد يكون من الغيبة الممنوعة شرعًا، فالغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره، فصانع الطعام يسوؤه أن يُذكر طعامه بسوء والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم الاسراف في الطعام والشراب

هل يأثم من عيب الطعام

لا إثم على من عيب الطعام كما ذكر أهل العلم، فإن قال الطعام مالح أو قليل الملح أملحوه أو نحوه لا يأثم إنما من كمال أخلاقه وحسن آدابه أن لا يعيب الطعام، بل يطلب بأدب من غير أن يعيب الطعام فيتم تعديله بلين ولطف والله أعلم.[3]

الدليل على حكم ذم الطعام

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: “ما عَابَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، كانَ إذَا اشْتَهَى شيئًا أَكَلَهُ، وإنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ”.[4] وبهذا الحديث استدل أهل العلم على كراهة ذم الطعام وعيبه، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما عاب طعامًا قط، فالطعام والشراب من رزق الله، ولو عابه المسلم فإنه قد ردّ على الله رزقه، ونعم الله لا تُعاب بل تُشكر وتُحمد والله ورسوله أعلم.

هل يجوز رمي بقايا الطعام

لا يجوز رمي بقايا  الطعام مما يؤكل في النفايات بين القمامة، فالمسلم يأكل كلّ ما يمكن أكله ولا يرميه حتى لا يكون إسرافًا وتضييعًا لأنعم الله، ولكن لو لم يعد يمكن أكله، وأراد التخلص منه فإنه يضعه في أوانٍ خاصة وأماكن خاصة يمكن لأحد أن يأتي ويقدم هذا الطعام للدواب كالخبز الجاف يمكن تقديمه للدواب تأكله، ويستخدم علفًا، وكذلك الخضروات والفواكه التالفة، لا تُرمى بين النجاسات وغيرها من القمامة والله ورسوله أعلم.[5]

بهذا نختتم مقال حكم عيب الطعام والدليل على حكم ذم الطعام، والذي تم من خلاله بيان الحكم الشرعي لذم الطعام وهل يأثم من يعيب الطعام، وهل عيب الطعام من الغيبة للطباخ.

المراجع

  1. islamqa.info , هل تكره الشكوى من عدم جودة الطعام الذي يشتريه؟ , 26/05/2022
  2. islamweb.net , حكم عيب الطعام وهل يعد غيبة للطباخ أو صاحب المطعم , 26/05/2022
  3. binbaz.org.sa , هل يأثم مَن عاب الطعام؟ , 26/05/2022
  4. صحيح مسلم , مسلم/ أبو هريرة/ 2064/صحيح
  5. binbaz.org.sa , حكم رمي فضلات الطعام في القمائم , 26/05/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *