من النبي الذي دفن بعد الرسول

من النبي الذي دفن بعد الرسول محمّد خاتم الأنبياء والمرسلين، من الأسئلة التي يتمّ البحث عنها بشكل واسع ودقيق، وذلك بإعتبار أنّ جميعنا يعلم بأنّ النّبي محمّد صلوات الله وسلامه عليه كان آخر المرسلين من الأنبياء، الّذين أنزل عليهم الوحي من السّماء لهداية النّاس للدّين الإسلامي، لذا وعبر هذا المقال ضمن موقع المرجع سوف نجيب على سؤالكم من النّبي الّذي دُفن بعد الرّسول، ومن هو النّبي دانيال.

من النبي الذي دفن بعد الرسول

إنّ النّبي دانيال عليه السّلام هو الّذي دُفن بعد الرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم، حيثُ ورد عن أنس بن مالك بأنّه عندما فتحوا تستر بقيادة أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “فَوَجَدَ رَجُلًا أَنْفُهُ ذِرَاعٌ فِي التَّابُوتِ , كَانُوا يَسْتَظْهِرُونَ وَيَسْتَمْطِرُونَ بِهِ , فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِذَلِكَ , فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنَّ هَذَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالنَّارُ لَا تَأْكُلُ الْأَنْبِيَاءَ , وَالْأَرْضُ لَا تَأْكُلُ الْأَنْبِيَاءَ , فَكَتَبَ أَنِ انْظُرْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ يَعْنِي أَصْحَابَ أَبِي مُوسَى فَادْفِنُوهُ فِي مَكَانٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُكُمَا قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو مُوسَى فَدَفَنَّاهُ”، وفي روايةٍ أخرى عن ابن تيميّة شيخ الإسلام رحمه الله قال: “وَلَمَّا ظَهَرَ قَبْرُ دَانْيَالَ بتستر كَتَبَ فِيهِ أَبُو مُوسَى إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ: إذَا كَانَ بِالنَّهَارِ فَاحْفِرْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ قَبْرًا، ثُمَّ ادْفِنْهُ بِاللَّيْلِ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا، وَعَفِّرْ قَبْرَهُ، لِئَلَّا يَفْتَتِنَ بِهِ النَّاسُ”.[1]

من النبي الذي جاء بعد الرسول في عهد عمر

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي بعث مرتين الى قومين مختلفين

من هو النبي دانيال

ذُكر عن أهل العلم بأنّ النّبي دانيال هو نبي من بني إسرائيل، وكان في الزّمن الّذي جاء فيه “بختنصر” إلى بيت المقدس، وقتل الكثير من بني إسرائيل كما أنّه أحرق التّوراة، وقد قيل أنّ بختنصر قد رمى دانيال في حفرة وسلّط عليه أسدين إلّا أنّهما أصبحا يلعقانه دون أن يفعلان له شيءٌ يؤذيه، حتّى حضرت أمّه ووجدت على تلك الحال، فنجّاه الله منها، حيثُ أنّه نقش صورته وصورة الأسدان وهما يلعقانه على خاتمه كي لا ينسى نعمة الله الّتي منّ بها عليه، وعندما فتح المسلمون تستر بقيادة أبو موسى رضي الله عنه، وجدوا داخل القلعة رجلًا ميتًا وضع إلى جانبه ماله، فسألوا عنه فقالوا لهم بأنّه النّبي دانيال، فأرسلوا إلى سيّدنا عمر بن الخطاب فأمرهم بحفر ثلاثة عشر قبرًا في النّهار ودفنه في اللّيل وجعل القبور متشابهة كي لا يُفتن النّاس ويخرجونه من قبره.

من النبي الذي دفن حيا

إنّ النّبي الّذي دُفن حيًّا هو النّبي شيث عليه السّلام، أحد أبناء أبو البشر آدم عليه السّلام حيثُ كان النّبي شيث أفضل أبناء سيّدنا آدم وأكثرهم شبهًا له، وقد قيل بأنّه أُنزل عليه خمسون صحيفةً، وقد أوصى النّبي آدم له بعد أن اشتد عليه المرض، وعندما تولّى أمور قومه وسكنوا الجبل، منعهم من الإختلاط مع قوم أخيه قابيل الّذين سكنوا السّهل، لأنّهم اتخذوا المعازف واللّهو سبيلًا لهم، وقيل بأنّ قومه اتفقوا مع إبليس ودفنوه حيًّا تحت التّراب.[4]

من النبي الذي دفن بعد موت النبي محمد

في عهد سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وفي زمن الفتوحات الإسلاميّة، وعندما فتح المسلمون تستر في إيران، على يد أبو موسى رضي الله عنه وجدوا داخل القلعة رجلًا داخل تابوت وضع إلى جانبه ماله، حيثُ يأخذ النّاس منه حاجتهم ومن ثمّ يعيدونها إليه، وعندما سألوا من يكون، قيل لهم بأنّه النّبي دانيال، فأرسل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب فأرسل لهم، إنّه نبي من الأنبياء، فالنّار لا تأكل الأنبياء ولا الأرض تأكلهم، فإدفنوه أنت وأصحابك في مكان لا أحد يعلمه غيركما، فحفروا له ثلاثة عشر قبرًا، وعندما حلّ الظّلام دفنوه في إحداهما، وجعلوا القبور تتشابه كي لا يتمكّن النّاس بعد ذلك من الحفر عليه وإخراجه منه.

من النبي الذي مات ولم يدفن

إنّ النّبي الّذي مات ولم يُدفن هو النّبي دانيال، وهو نبي من بني إسرائيل، وقد كانت جثّته موجودة داخل القلعة في مدينة تستر الإيرانيّة، تمّ وضعه في غرفةٍ خاصّة مغطّاة بالسّتائر، ووضع إلى جانبه ماله يأخذ منه النّاس حاجتهم ويعيدونها إليه بعد قضاء أمرهم، وعندما تم فتح تستر على يد المسلمين، وجدوا جثّته فسألوا عنه، فقيل لهم أنّه النّبي دانيال، فأرسل إلى الخليفة عمر بن الخطاب فأمرهم بدفنه كما يُدفن الأنبياء، وعدم جعل أحدٌ غيرهم يعمل بمكان قبره، ووضعوا ماله في خزينة المسلمين.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قتله ابليس

ذكر النبي دانيال في القرآن

ورد في آيات القرآن الكريم الكثير من أسماء الأنبياء والرّسل إلّا أنّه لم يرد ذكر اسم النّبي دانيال عليه السّلام في أحدٍ منها، وإنّما هو ما ورد عن السّلف الصّالح في رواية فتح مدينة تستر، التي كانت بقيادة أبو موسى الأشعري في عهد الخليفة عمر بن الخطّاب، الّذي أمر بدفن جثّته بعد أن وجدوها محنّطةً داخل غرفةٍ في القصر، ومن ثمّ قاموا بدفنها كما يُدفن الأنبياء والمرسلون، وجعلوا قبره مخفيًّا عن عامّة النّاس لكي لا يُفتنوا به.

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن من النبي الذي دفن بعد الرسول، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عن من هو النّبي دانيال، إضافةً إلى من هو النّبي الّذي مازال حيًّا، والنّبي الّذي دفن حيًّا، لنختتم المقال بفقرة ذكر النّبي دانيال في القرآن الكريم.