كم يوم يستطيع الزوج البعد عن زوجته

كم يوم يستطيع الزوج البعد عن زوجته ؟، حثّ الإسلام على الزواج ودعى الزوجَين لبناء أسرة قائمة على الحب والترابط والتآلف بين أفرادها، تسعى لعلاقة زوجيّة ناجحة بين الطرفين، لما لها من أهميّة في أساس تلك المؤسسة، والتي تعتبر من أهمّ العناصر لدعم الرابط العاطفي بين الزوجين، كما أنّها تعود بالفائدة الصحيّة لكليهما، وتجمع قلوب المُحبّين بالحلال تحت سقف بيتٍ واحد، ناهيك أنّ العلاقات الزوجيّة تختلف بين الأزواج من كلا الجهات، لذلك دعونا نتعرف من خلال مقالنا اليوم عبر موقع المرجع عن مواضيع مختلفة بشأن العلاقات الزوجيّة وممارستها، ونشمل معلومات عن موضوع اليوم.

العلاقة الزوجيّة

إنّ الزواج المُرضي والمستقر والقائم على رابط الحب القوي يوفر مصدرًا مهمًا للدعم العاطفي والفعّال طوال العمر، كما أنّه مُرتبطًا ارتباطًا بليغًا بالرفاهية الاقتصاديّة والصحة العقليّة والبدنيّة، والتي تنجم عنها فوائد كثيرة من خلال اختيار شريك الحياة المُرضي والأكثر إحساسًا معه بالأمان والراحة، وهذا أساس العلاقات المستقرّة المُتصدّرة دومًا في المقام الأول، وعليه فإنّ كل علاقة لها إيجابيّات وأيضًا مهدّدة بالسلبيّات، وكل له أسبابه، بظروف الحياة والفترات التي يعيشها كلا الزوجين، لكنها في النهاية تجربة حياتيّة مُرفقة بنجاحها وفشلها، ولكن باتحادهما في إطار أنّ على كل منهما حقوق وواجبات وأشياء مختلفة أخرى يُقدّمها للآخر، فللزوج ما عليه من توفير ماديات الحياة وما تحتاجه، وللزوجة ما عليها من توفير الأمان والاستقرار، وما يسودها من تناغم الحب والرخاء بأهمية تلك العلاقة النادرة مدى الحياة وتكوين عائلة فريدة خاصة بهما والشراكة بين الاثنين في الأمور الحياتيّة والعاطفيّة، وكلاهما مكمّلان لبعضهم البعض، كما وتحتاج العلاقة الزوجية إلى حكمة وإدارة وفن في التعامل.[1]

كم يوم يستطيع الزوج البعد عن زوجته

كم يوم يستطيع الزوج البعد عن زوجته

إنّ ما يسود الزواج ويمثله هو أن يجتمع كلاهما تحت سقف بيتٍ واحد، يتقاسما تفاصيل الحياة بحُلْوها ومُرّها، ولكن هنالك أسباب تُجبِر كلا الزوجين وتضطرّهما للابتعاد عن بعضهما البعض لسببٍ أو لآخر، كالسفر مثلًا وهو أن يسافر الرجل إلى دولةٍ أخرى بظرف عمل مُجبرًا الامتناع من إرفاق زوجته معه، وأسباب أخرى شخصيّة أو بحسب الظروف أحيانًا، ولكنه ليس فريدًا الانفصال بين الزوجين في حين تواجدهما في مكانٍ واحد، فبُعد المسافة بينهما قد تحفر ثغرة الفتور والبرود وبالتالي يضعف الحب وقد يُشعل الخيانة الزوجيّة وبالتالي تحصل مشاكل أكبر ممّا كانت، وذلك ليس مرتبطًا بالعلاقة الحميميّة فقط بل إنّ المرأة بمجرد وجود زوجها معها بقلبه تشعر بالأمان والاستقرار وراحة لا مثيل لها، وما إن بُني البعد والجفا بينهما تحوّلت الحياة لمشاعر سلبيّة تؤثر على بُنية الحياة والأطفال إن حال تواجدهم، حيث أنّ وجود الأب في العائلة يلعب دورًا مهمًّا، ومن خلال سردنا لواقع تجارب العديد من الأزواج فإنّ الأيام التي يستطيع الزوج البعد فيها عن زوجته تختلف من أيّ زوجين لغيرهما، فمنهم من يكون أقصى حد 6 أشهر، ومنهم من لا يتجاوز شهرين كالمتزوجين حديثًا، ومنهم من لا يقدر أكثر من أسبوع أو أيام قليلة، وقد يطول بين الأزواج المُعمّرين لمدة سنة مثلًا، ومن هنا نفهم تمامًا أنّه ليس شرطًا أن يكون ذلك على كافة العلاقات وباختلاف الأسباب.

كم يوم يستطيع الزوج البعد عن زوجته

حكم الإسلام في الابتعاد عن الزوجة

كما اهتمت الشريعة الإسلاميّة بالعلاقة الزوجيّة، وحدّثت الأزواج عن عدم الانشغال عن زوجاتهم بالعدل بين مشاغل الحياة ومتطلباتهم، أن يُقدّم لها الحنان والعطف، ويؤنس وحشتها، ويُملي الفراغ عليها، يعتني بها ويُنصفها، فالزوج المُقصّر في حق زوجته آثم، ويجب عليه اللحاق بذلك بحسن المعاملة واللين، وكما ورد في الشريعة أنّ إهمال الزوج لزوجته والبعد عنها هو مخالف للشرع، كإهمالها عاطفيًّا، أو إهمال نفقة زوجته، وهجرها في الفراش، وتتعدد صور الإهمال إلى غير ذلك، ومن الجدير بالذكر أنّ المرأة عاطفية بطبيعة فطرتها وخلقتها، وكما قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ”.[2]

اقرأ أيضًا: علامات رغبة الرجل في الزواج الثاني

مدى صبر الرجل عن عدم ممارسة العلاقة الزوجيّة

إنّ ما يُقصد بممارسة العلاقة الزوجية هي العلاقة الحميميّة بين الزوجين، والتي ما إن غابت بينهما حصلت سلبيّات لها تأثير كبير على علاقتهما وعلى الحياة بالكامل، فإن أطلنا النظر في العبارة نستطيع القول أن ما يحتويه من أبعاد أدت لذلك إلى جانب العلاقة العاطفيّة يمكن أن يؤثر الامتناع عنه لفترة طويلة إلى مشاكل صحية وأضرارًا لن تُؤخذ بعين الاعتبار، ومنها قلة النوم، انعدام الشهية للأكل، الضغط الدائم، صداع نصفي، توتر، عصبية، قلق، وغيرها من الأضرار التي يتأثر منها الفرد الذي يعاني من عدم الممارسة على الرغم من رغبته، ولكن ما يجعل الرجل صابرًا عن عدم ممارسته للعلاقة هي أسباب متعلقة بظروف حياته، فمنهم من يقدر على الصبر كما قلنا لمدة 6 أشهر كحد أقصى، وليس بالضرورة التشابه بين الرجال كافة من تلك الناحية، فالبعض قد لا يستطيع المقاومة عن رغبته أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر، في حين غيرهم قد يصبرون لمدة سنة.

اقرأ أيضًا: علامات عدم احترام الزوجة لزوجها و11 نصيحة للحفاظ على الزوج

أضرار عدم ممارسة العلاقة الزوجية للرجل لفترة طويلة

يمكن أن يؤثر الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة للرجل لفترة طويلة إلى مشاكل صحيّة، ولكن هذا يقتصر على امتناعه عن الممارسة برغبته أو بالإجبار لأسبابٍ مُعيّنة، فإذا كان برغبته فإنه لا يؤثر عليه بالضرر ويبقى بحالة صحيّة جيّدة، وإن كان بالإجبار فيؤثر على صحته ويؤود به إلى مشاكل عديدة مثل:

  • التوتر: إذا كانت لدى الرجل الرغبة في ممارسة العلاقة ولم يستطع ذلك، فإنه يسبب له توترًا غير مرهونٍ بوقت محدد، إلى جانب القلق، كما أن ممارستها تساعد على تقليل التوتر والضغط العصبي، كذلك تؤدي إلى العصبيّة المُفرطة وقلة النوم وانعدام الشهية عن الطعام والضغط الدائم والصداع وكله متعلق برغبته وعدم استطاعته.
  • عدم الاستقرار العاطفي: والذي يؤثر على العلاقة الزوجيّة ويهددها، مرهون بالفشل والبعد وزيادة الجفا بين الزوجين، إذ أن العلاقة الحميمة مهمة جدًا بالنسبة للرجل، تبني الحب وتوثقه، على عكس النساء، فإن العلاقة العاطفيّة مهمة جدًا لهن أكثر من العلاقة الحميمة، وهذا ما يجعلهن أكثر خطأً في فهم أزواجهن، في اعتقاد النساء أنّ الزوج عند مطلبه للعلاقة الحميمة أنه يؤدي غرضًا ما بعيدًا عن عاطفيته وحبه المرهون به، فكثير من الأزواج يعبرون عن حبهم لزوجاتهم خلال ممارسة تلك العلاقة، وما إن انتهت يصمتون، ويجددون ذلك تكرارًا، لذلك فإنْ رأى الرجل نقص في مرات ممارسته للعلاقة يُشعره بالسوء أنّ زوجته لم تعد تحبه كما قبل.

اقرأ أيضًا: طريقة التعامل مع الزوج المطنش

فوائد ممارسة العلاقة الزوجية

بعد أن تعرفنا إلى أضرار عدم ممارسة العلاقة الزوجية للرجل، فليحاول كل من الزوجين ممارسة العلاقة الزوجية في إطار الحب والمودة لتجنب الأضرار واغتنام الفوائد، حيث تُساعد العلاقة الزوجيّة الحميمة على زيادة روابط الحب بين الزوجين والتكافل والود ووثاق الرخاء والوئام، فهي طرد غرامٍ وهيام يُشعل التميّز في علاقتهما، لنستفيد منها ونتعرف على فوائدها الصحية، دعونا نتعرف فيما يأتي:

  • تقليل التوتر: إنّ ممارسة العلاقة الحميمة تقلل من التوتر المرافق بالعصبية المفرطة والضغط العصبي والنفسي، وذلك يعود إلى زيادة إفراز الهرمونات التي تحسن من الحالة المزاجية، مثل هرمون الأوكسيتوسين والإندروفين.
  • تنظيم النوم: تساعد ممارستها أيضًا على تنظيم النوم بسبب إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد على النوم بهدوء.
  • الرغبة في الأكل: كما أنّ ممارسة العلاقة يفتح الشهية على الطعام ويرغب تطلبها بالمزيد.
  • تقوية الذاكرة: من خلال نتائج بعض الدراسات العلمية والأبحاث وجدوا أن ممارسة العلاقة الزوجية تساعد على تقوية الذاكرة، فهي تبني الأعصاب بشكل أفضل ويسهل التذكر.
  • تقوية عضلات الحوض: كذلك فإنّ ممارسة العلاقة الزوجيّة تعود بالفائدة على المرأة أيضًا ليس على الرجل فقط، فإنّها تقوي عضلات الحوض عند المرأة التي تضغط على المثانة وتحسّن عملية التبول عند النساء مع تقدم العمر.
  • تحسين العلامات الحيوية وأداء الجسم: تساعد ممارسة العلاقة الزوجية على تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب، تقليل الضغط النفسي، تهدئة التوتر، زيادة المناعة، خفض مستوى ضغط الدم.
  • توطيد العلاقة العاطفية: يجمع الزوجان نفسهما داخل بعضهما البعض، تتآلف الأرواح، يسكن الوئام والرخاء، تسود العاطفة علاقتهما، تتوطد العلاقات الزوجية.
  • تقليل فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا: وجد الباحثون أنّ من يمارس العلاقة حوالي 21 مرة في الشهر أقل عُرضة للإصابة بسرطان البروستاتا ممن يمارسها من أربع إلى سبع مرات في الشهر.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوج العصبي والمزاجي

علامات احتياج الرجل لممارسة العلاقة الزوجية

في حال كان الرجل يريد ممارسة العلاقة الزوجية ولم يستطع فإنه يظهر عليه بعض العلامات التي تدل على رغبته، وهي العصبية الزائدة والشعور بالضغط النفسي المتواصل وقلة الرغبة في النوم وانعدام الشهية للأكل وصداع نصفي والتوتر أو ما يُظهره من تخيلات وأحلام للعلاقة الزوجية، ولكن يختلف الأمر من رجل لآخر في ممارسته للعلاقة الزوجية بناءً على السن مثلًا أو نوع الطعام أو الصحة الجسدية والعقليّة، بينما هناك علامات احتياج الرجل لممارسة العلاقة الزوجية مع زوجته في عدم وجود أي مشاكل تمنعه من ذلك، وهي:

  • يقرّر الرجل الاستحمام فجأةً، أو حلاقة ذقنه، ووضع العطر وتبديل ملابسه.
  • يطلب من زوجته تدليك كتفيه أو تمرير أصابعها بين خصيلات شعره.
  • الاهتمام الزائد من الرجل لزوجته مثلًا محاولة تحضير الطعام.
  • تطلّب الرجل لأنواع معينة من الطعام كالمأكولات البحريّة مثلًا أو اللحوم الحمراء فهو بذلك يشير لها بأن تفهم ما يقصده وتحاول هي أن تهتم بمظهرها وطابعها الرومانسي بمختلف الأشكال.
  • في بعض الأحيان يحاول الرجل إثارة المشاكل بدون أي سبب وعلى الزوجة أن تفهم ذلك وتسايره لتلبية حاجته من العلاقة لكي يهدئ من توتره ويعدل مزاجه.
  • المداعبة التي يقوم بها الرجل والممارسات اللطيفة مثل القبلات.
  • وقد تكون الابتسامة بإحساس المرأة رغبة زوجها بممارسة علاقة زوجيّة معها.

علامات احتياج الرجل لممارسة العلاقة الزوجية

علامات احتياج المرأة لممارسة العلاقة الزوجية

هناك علامات تدل على احتياج المرأة لإقامة علاقة حميمة مع زوجها، وكل ما تتطلبه أن يفهم زوجها ذلك ويلبّيها، لأنه كما خُلِقت تلك الحاجة عند الرجل أيضًا وُجدت عند المرأة، ومن هذه العلامات هي:

  • اقتراب المرأة لزوجها والتودد إليه.
  • التطلع لزوجها بنظرات حب غامرة.
  • مباشرة المرأة في ارتداء ثياب النوم والتعطر.
  • تقبيل زوجها ومداعبته.
  • أن تصبح أكثر دلعًا وغنجًا، وهو ما يحبه زوجه فيها.
  • اللعب بشعرها والوقوف أمام المرآة في حضور زوجها.
  • وقد تصبح أكثر عصبية عند عدم فهم زوجها لرغبتها.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوج اللامبالي بزوجته

مع هذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا ختام موضوع بحثنا، الذي كان بعنوان كم يوم يستطيع الزوج البعد عن زوجته ؟، والذي تطرّقنا من خلاله للحديث عن العلاقة الزوجيّة بشكلٍ عام، وحكم الشريعة الإسلاميّة في ابتعاد الزوج عن زوجته، ومدى صبره عن عدم الممارسة لفترة طويلة، وأضرار وفوائد العلاقة الحميمة والامتناع عنها، وأيضًا تحدثنا عن علامات دالة على حاجة الرجل والمرأة في الرغبة لممارسة العلاقة الزوجيّة، جاهدين بذلك شمل كل ما يفيد العلاقات الزوجيّة.

المراجع

  1. encyclopedia.com , Marital Relationships , 20/10/2021
  2. سورة البقرة , آية 228

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *