كم عدد ايام عدة الارملة

كم عدد ايام عدة الارملة؟ من الأحكام التي يقوم المسلمون بالبحث عنها وخاصّةً النساء اللواتي ترمّلن، واللوات قد خصّهن الإسلام بعديد التشريعات والأحكام الشرعية الخاصة بهنّ، والواجب عليهن وعلى المسلمين أجمعين الالتزام بكلّ أحكام الشريعة بحذافيرها وعدم الإخلال بها، ويهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال ببيان عدة المتوفي عنها زوجها وما يجب عليها.

ما هي الأرملة

قبل معرفة كم عدد ايام عدة الارملة لا بدّ من تعريف مفهوم الأرملة في الإسلام، فهي المرأة التي مات عنها زوجها، والتي خصّها النبي صلى الله عليه وسلم بوصيّته فهي التي تحتاج لمن يقوم على أمورها، وقد أوصى الإسلام بالسعي عليها وعلى المسكين وكان من يفعل ذلك كالمجاهد في سبيل الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “السَّاعي على الأرملةِ والمسكينِ كالمُجاهدِ في سبيلِ اللَّهِ أوِ القائمِ اللَّيلَ الصَّائمِ النَّهارَ”.[1] فالسعي على الأرملة له فضلٌ كبير.[2]

شاهد أيضًا: عدة المتوفي عنها زوجها وهي حامل

كم عدد ايام عدة الارملة

إنّ عدد ايام عدة الارملة هي مائة وثلاثون يومًا وتبلغ أربعة أشهر وعشر في حال لم تكن حاملًا، لكن لو كانت بعض الشهور في العدة 29 يومًا فهي تعتدّ بعدد أيّام الشهر التي فيه العدّة، وتكون أيّام القياس بالأشهر الهجرية، وتختلف عدّة الحامل، وقد ذكر في كتاب الله قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}.[3] والعدّة هي المدة التي شرّعها الله سبحانه وتعالى بعد وفاة الزوج أو الطلاق، والتي فيها تعتدّ المرأة الأرملة وتتربّص بنفسها فيها، وقد أُخذت العدّة من الحساب والعد، وهي واجبةٌ على المرأة الأرملة والمطلقة.[4]

شاهد أيضًا: متى يكون للرجل عدة الزواج

شروط عدة الأرملة

ببيان مسألة كم عدد ايام عدة الارملة، فإن الأرملة تعتدّ وتتربص بنفسها أربعة أشهر وعشرة أيام، وعليه أن تلتزم بعدّة شروط خلال العدّة، وهي:[5]

• أن تظلّ الأرملة في بيت زوجها الذي مات وهي تسكن فيه حتّى تستكمل عدّتها وذلك إن أمكن لها ذلك، ولا حرج عليها أن تخرج من بيتها لطبيب أو محكمة أي حاجة ضرورية.
• أن تحرص الأرملة على أن تلبس اللباس الساتر الشرعي العادي الذي يستر الجسد كلّه، وتتجنب الملابس الملونة أو التي فيها زينة ونحوها.
• تبتعد عن الطيب والبخور في ثيابها وجسدها.
• تحرص على عدم التزين بكحلٍ ولا حنّاء ولا أيٍّ من أدوات التجميل الحديثة.
• تبتعد الأرملة في عدتها عن الزينة من الذهب والقلائد والفضة وخواتم الزينة، فتبتعد مطلقًا عن أيٍّ من مظاهر الزينة.
• تلتزم البيت ولا تخرج منه إلا لحاجة ضرورية والأفضل لها أن يكون ذلك ليلًا وبرفقة أحد محارمها.

عدة الأرملة الحامل

قد يتساءل البعض كم عدد ايام عدة الارملة الحامل، وهي المرأة التي مات عنها زوجها وهي حامل والعدّة عليها واجبة، وقد بيّن أهل العلم أنّ عدّتها تنقضي بانقضاء فترة حملها، أي تكون في عدّتها حتّى تلد، وقد ورد في ذلك قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}.[6] وقد روى الصحابي الجليل سليمان بن يسار قال: “أنَّ أبا هُرَيْرةَ وابنَ عبَّاسٍ وأبا سلمةَ بنَ عبدِ الرَّحمنِ تذاكَروا عدَّةَ المتوفَّى عنها زوجُها تضعُ عندَ وفاةِ زوجِها؟! فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: تعتدُّ آخرَ الأجلينِ، وقالَ أبو سلمةَ: بل تحلُّ حينَ تضعُ، فقالَ أبو هُرَيْرةَ: أَنا معَ ابنِ أخي، فأرسَلوا إلى أمِّ سلَمةَ، زوجِ النَّبيِّ فقالت: وضعت سُبَيْعةُ الأسلميَّةُ بعدَ وفاةِ زوجِها بيسيرٍ، فاستَفتَت رسولَ اللَّهِ فأمرَها أن تتزوَّجَ”.[7] وقد بيّن أهل العلم أنه بمجرد نزول ولدها منها تنتهي عدّتها، فلو مات زوجها اليوم وولدت في ذات اليوم، قضت عدّتها في يومٍ واحد، ولو مات زوجها وولدت بعد تسعة أشهر كانت عدّتها تسعة أشهر والله ورسوله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: هل يجوز الطلاق للحامل

عدة الأرملة الكتابية

إنّ عدد ايام عدة الأرملة الكتابية كما المسلمة تمامًا، أربعة أشهرٍ وعشرًا، وهي واجبةٌ عليها لا تختلف عن المرأة المسلمة، فقد ذهب الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة وجمهور العلماء، أنّ عدّة الكتابية والذّميّة في الطلاق ووفاة الزوج المسلم كعدّة المسلمة، فالأدلّة لا تفرّق بينهما في ذلك، فالعدّة حقٌّ للزوج، والكتابية تُخاطب بحقوق العباد فالعدّة عليها واجبة، وهي من أهل إيفاء حقوق العباد، وقد ورد عن الإمام الشافعي قوله: “وأحب إلي لو ترك نكاح الكتابية وإن نكحها فلا بأس وهي كالحرة المسلمة في القسم لها والنفقة والطلاق والإيلاء والظهار والعدة وكل أمر غير أنهما لا يتوارثان وتعتد منه عدة الوفاة وعدة الطلاق وتجتنب في عدتها ما تجتنب المعتدة”.[9]

عدة المرأة المطلقة

يختلف عدد ايام عدة المطلقة عن عدد ايام عدة الارملة، كما تختلف في بعض الأحكام والضوابط، وفي عدّة المطلّقة بيّن أهل العلم عديد الحالات، يمكن تلخيصها كما يأتي:[10]

• المطلقة غير المدخول بها: وهي المرأة التي طلقها زوجها قبل الخلوة بها، فهي لا عدّة عليها أبدًا، فبمجرد طلاقها تبين منه وتحلّ لغيره.
• المطلّقة الحامل: إن تمّ الدخول بالمرأة وحملت ثم طلقها زوجها، فإنّ عدّتها تكون إلى أن تضع حملها، مهما طالت المدة أو قصرت.
• المطلقة المدخول بها من غير حمل: وهي من ذوات الحيض من النساء، فتكون عدّتها بمدّة ثلاث حيضاتٍ كاملة بعد الطلاق مع طهورها، مهما طالت المدة بينهن أو قصرت، ولو كانت مرضعة تنتظر الحيض وتعدّ ثلاثًا وبه تنتهي عدّتها.
• المرأة التي لا تحيض: لو كانت المطلقة لا تحيض لصغرها أو كبرها، فعدّتها الطبيعية ثلاثة أشهر، ولو فقدت حيضها لمرضٍ ونحوه ولن يرجع إليها، فإنّها تعتدّ بثلاثة أشهر، ولو ارتفع عنها حيضها وهي تعلم أنّه سيرجع تنتظر رجوعه ثمّ تعدّ ثلاث حيضات، ولو ارتفع حيضها من غير معرفة السبب فهي تعتد سنة كاملة للحمل وللعدة والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم العدة للارملة فوق الخمسين

الحكمة من مشروعية عدة الأرملة

إنّ الحكم من مشروعية العدّة للمرأة المسلمة المطلّقة والأرملة، هو حماية المرأة وصونها وصيانتها من أن يلحق بزوجها نسلٌ من غيره، فيكون له ولدٌ ليس منه، فيكون بها صيانة للمرأة من أن يطأها أحدٌ بعد زوجها بعقد نكاحٍ فتشتبه الأمور في نكاحها وحملها، والمرأة تتأثر بفراق زوجها فتكون العدة الفصل بينها وبين الزوج الآخر، وفي العدّة إظهارٌ لعظم عقد النكاح وشرفه، وفيها الاحتياط لحقوق المرأة وحقّ الزوج الأول والثاني ومصلحة للزوجة وبراءة الأرحام، ومنعًا من اجتماع ماءين في رحمٍ واحدة، ففوائدها كثيرة وعديدة.

في ختام مقال كم عدد ايام عدة الارملة، نكون قد تعرّفنا على معنى الأرملة وبيّنها أحكام عدّتها، وعدّة الأرملة الحامل والكتابية، وشروط العدة في الإسلام، وسلطنا الضوء على عدة المطلقة، والحكمة والفائدة من العدة.