كم عدد مراتب القدر

كم عدد مراتب القدر هو ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال، إذ وردت من ضمن أركان الإيمان الستة في الإسلام الإيمان بالقضاء والقدر، ويجهل كثير من المسلمين معنى القضاء والقدر أو مراتب القدر في الإسلام، إذ أنّ فهم تلك المعاني تساعد على الإيمان بالقضاء والقدر بشكل صحيح ولها الكثير من الفوائد والآثار على المسلمين، وسوف يقدم موقع المرجع بعض المعلومات حول الإيمان بالقضاء والقدر، وحول تعريف مراتب القدر بشكل مفصل وغير ذلك من المعلومات.

ما هو القدر في الإسلام

يرتبط مفهوم القضاء والقدر بشكل دائم في الإسلام، ويعرَف القضاء في اللغة العربية الفصحى بأنَّه إحكام الشيء وإتمامُ الأمر، وله العديد من المعاني، وجميع تلك المعاني تعود إلى نفس المعنى، فمنها معنى الأمر والإنهاء والأداء، وأمَّا القدر في اللغة العربية فهو: الحكم والقضاء، ويأتي أيضًا بمعنى الاستخارة، وفيه من معنى الطاقة والتضييق وغيرها من المعاني، وأمَّا المعنى في الاصطلاح الشرعي للقضاء والقدر فهو تقدير الله سبحانه وتعالى للأشياء منذ القدم، وعلم الله تعالى أنّها سوف تقع في أوقات معلومة ومحددة ووفق صفات محددة، وكتابته لها ومشيئته أيضًا، وأيضًا وقوعها على وفق ما قدَّرها وخلقها سبحانه وتعالى.[1]

اقرأ أيضًا: ما هي أركان الإيمان

كم عدد مراتب القدر

إنَّ عدد مراتب القدر في الإسلام هي أربع مراتب فقط، وقد أشارت إليها الكثير من الكتب الإسلامية والتي توسع العلماء المسلمون في الحديث عنها، وتلك المراتب هي: العلم والكتابة والمشيئة والخلق، وسوف يتم التفصيل الحديث عن كل منها فيما يأتي بشكل واضح:[2]

مرتبة العلم

إنَّ مرتبة العلم في الإسلام هي أول مرتبة من مراتب القدر، وهي مرتبة الإيمان الجازم بأنَّ الله سبحانه وتعالى عالم وعليم بكل شيء من خلال علمه القديم جلَّ وعلا، وعلمه تعالى ليس مثل علم بقية المخلوقات، فإنَّ علم الله تعالى هو علم شامل وعام لكلِّ شيء في الوجود ومن جميع الاتجاهات والنواحي والأحوال، لأنَّ الله عالمٌ بكل الأمور بتفاصيلها الدقيقة والتي لا يعلمها غيره أحد، وعلى الإنسان أن يدرك هذه المرتبة ويؤمن بها حتى لا يضل أبدًا، وتوجد الكثير من الأدلة على تلك المرتبة في القرآن الكريم في والسنة النبوية، ومنها قول الله تعالى في كتابه العزيز: “هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ”.[3]

مرتبة الكتابة

إنّ الكتابة هي ثاني مرتبة من مراتب القدر أيضًا، حيثُ أنَّ الله سبحانه وتعالى كان قد كتب المقادير كلها في اللوح المحفوظ، ويعج اللوح المحفوظ من أعظم ما خلق الله جلَّ وعلا، وقد كتب فيه جميع ما يتعلق بالمخلوقات جميعها من أعمال وأفعال وغير ذلك، سواء عن الإنسان أو الجن أو الحيوان وسائر المخلوقات، ومن الأدلة على مرتبة الكتابة من كتاب الله قوله تعالى: “أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ”.[4]

مرتبة المشيئة

تعد المشيئة المرتبة الثالثة من مراتب القدر في الشرع، وهذه المرتبة تشير إلى الإيمان بأنَّ الله سبحانه وتعالى هو المقدّر لجميع الأمور، وكل ما يجري في الدنيا نتج عن إرادة الله تعالى ومشيئته الخالصة المطلقة، حيث أنَّ الأمور تحدث إذا شاء الله لها أن تحدث فقط، وأما إذا لم يشأ الله لها أن تحدث فإنها لن تحدث أبدًا، ولا شيء في الكون يحدث خارج إرادة رب الكون حل وعلا، ومن الأدلة على المشيئة قوله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.[5]

مرتبة الخلق

إنَّ مرتبة الخلق هي المرتبة الرابعة من مراتب القدر، وتعني تلك المرتبة أنَّ الله سبحانه وتعالى هو الخالق لكلِّ شيء في الأرض وفي السماء، ومن ضمن تلك المخلوقات أفعال العباد وأعمالهم أيضًا، ورغم ذلك فقد أمر الله سبحانه وتعالى بفعل الطاعة وتجنب المعصية، لأنه تعالى يحبُّ عباده الصالحين ولا يحبُّ عباده الكافرين، وقد خلق الله أفعال العباد جميعها الصالحة وغير الصالحة منها، وهو من خلق إرادة العباد وقدرتهم، ولكن في النهاية القرار في إرادة القيام بالفعل يرجع للعبد لأنه مخير في ذلك، ودليل ذلك قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”.[6]

شاهد أيضًا: كتب الله مقادير الأشياء قبل خلق السموات والأرض ب

الفرق بين القضاء والقدر

انقسم العلماء المسلمون حول الفرق بين القضاء والقدر، فقد ذهب الفريق الأول إلى عدم وجود فرق بين القضاء والقدر، وكلٌ منهما يأخذ معنى الآخر، وإذا ما أطلق أحدهما يكون قد شمل معنى اللفظ الآخر أيضًا، وإذا ما أطلق القضاء كان بمعنى القدر والعكس من ذلك صحيح، وأمَّا الفريق الثاني فقد ذهب إلى وجود فرق بين القضاء والقدر، حيث ذهب أبو حامد الغزالي إلى أنَّ القضاء هو التدبير الأوّل الكليّ والأمر الأزلي، والقدر هو توجيه الأسباب الكليّة بحركاتها المُقدّرة المحسوبة إلى مسبّباتها المحدودة المعدومة، بقدرٍ محدّد لا يمكن أن يزيد أو ينقص، والبعض يقول بأنّ القضاء هو الحكم بالكليات في الأزل، والقدر هو التفصيل لهذه الكليات على سبيل التفصيل، ومنهم الذي قال أنّ القدر هو التقدير، والقضاء هو التفصيل، وعليه فإنّ القضاء أخصّ من القدر، إلى غير ذلك من التفصيلات والفوارق ما بين القضاء والقدر حسب ما ورد من أقوال مختلفة وردت عن العلماء المسلمين.

شاهد أيضًا :كم عدد اركان الاسلام وما هي

ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر

يُعدّ الإيمان بالقضاء والقدر من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة في الإسلام، وهو سادس ركن من أركان الإيمان، وتوجد العديد من الفوائد للإيمان بالقدر، وفيما يأتي سيتم ذكر هذه الفوائد بشكل مفصل:

  • النجاة من عقاب الله تعالى ومن النار التي توعد الله تعالى بها عباده الكفار.
  • الإيمان المطلق بأنّ الخير فيما اختاره الله تعالى، فالله وحده هو الذي يعلم كم صرف من المصائب عن المسلم.
  • ذهاب الغم والحزن والهم بالاعتماد على الله، والإيمان بأنه من قدر كل الأحداث في هذه الدنيا وبعلمه الواسع.
  • الرضا واليقين بما هو مقدر من قبل الله تعالى، فعندما تصيب المسلم مصيبة يصبر عليها ويحتسب الأجر عند الله تعالى، ويعوِّضه تعالى عما أخذ منه وذلك يقينًا في قلبه وصدقًا في إيمانه، وأما ما يصيبه من السراء يشكر الله على ما أصابه.
  • الانشراح في الصدر، وحصول السعادة في القلب، والطمأنية في النفس، والراحة في البال.
  • الأجر الكبير الذي يحصل عليه المسلم بصبره على المصائب بمختلف أشكالها وأنواعها.
  • غنى النفس، لأنه من يرضى بما قسمه الله تعالى له يصبح من أغنى الناس على الإطلاق.
  • عدم الخوف من أذى الناس، لأنه من يؤمن بقدر الله تعالى ويثبته في قلبه يصبح لديه يقينٌ بأنّ الأمة كلّها لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلّا بشيءٍ كتبه الله له، ولن يضرّوه إلّا بما كتبه الله تعالى عليه.
  • ترك الندم على ما فات من أمور، وعدم التحسر على الماضي، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ، احرِص على ما ينفعُكَ، واستِعِن باللَّهِ ولا تعجِزْ، وإن أصابَكَ شيءٌ، فلا تقُل: لو أنِّي فعلتُ كان كذا وَكَذا، ولَكِن قل: قدَّرَ اللَّهُ، وما شاءَ فعلَ، فإنَّ لو تَفتحُ عملَ الشَّيطانِ”.[7]

شاهد أيضًا: كيف اقوي ايماني بالله

في نهاية مقال كم عدد مراتب القدر تعرفنا على نبذة عن القدر في الإسلام، وتعرفنا على مراتب القدر بشكل مفصل، وعلى تعريف كل مرتبة من مراتب القدر، وتعرفنا الفرق بين القضاء والقدر وعلى آثار الإيمان بالقضاء والقدر وفوائد الإيمان بالقدر وغير ذلك من المعلومات المتعلقة بالموضوع.

المراجع

  1. dorar.net , معنى القضاء والقدر والفرق بينهما , 21/12/2021
  2. saaid.net , الإيمان بالقضاء والقدر , 21/12/2021
  3. سورة الحشر , آية 22
  4. سورة الحج , آية 70
  5. سورة آل عمران , آية 26
  6. سورة التكوير , آية 28-29
  7. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 2664، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *