كم عدد المسلمين في غزوة حنين

كم عدد المسلمين في غزوة حنين أُطلقت كلمة الغزوة على المعارك التي كان يشارك بها الرسول عليه الصلاة والسلام، وبذلك مُيّزت عن السرية التي كانت تحدث بدون مشاركة الرسول عليه الصلاة والسّلام، بل كان يكتفي بإرسال أميرًا من الصحابة ليحل مكانه، ومن خلال المقال التالي على موقع المرجع سنتحدث عن إحدى هذه الغزوات وهي غزوة حنين، من حيث أسبابها وسير مجرياتها بالإضافة إلى العبر المستقاة من هذه الغزوة.

ما سبب غزوة حنين

خرج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم السبت السادس من شهر شوّال في السنة الثامنة من الهجرة، بالصحابة إلى وادي حُنين الذي يقع القُرب من الطائف، وذلك بهدف القضاء على قبيلتي هوازن وثقيف القريبة من مكة المُكرمة، وهما من القبائل الوثنيّة والشركيّة، إلّا أنّ هذه القبائل سمعت أنّ المسلمين قد أتوا لمهاجمتهم، فعزموا على قتال المُسلمين ومباغتتهم قبل أن يُهاجموهم، مما حدا بالرسول عليه الصلاة والسلام على وضع خطة مناسبة للمعركة بعد معرفة أعدادهم وعدّتهم، ولما سمع مالك بن عوف جمع قبائل هوازن وثقيف، والتحقت به قبائل نصر، وجُشم، وسعد بن بكر، وعددٌ قليلٌ من بني هلال.

شاهد أيضًا: انتصر المسلمون على الروم في المعركة البحرية

تاريخ غزوة حنين

حدثت غزوة حنين في السنة الثامنة من الهجرة النبويّة الشريفة، وتحديدًا في اليوم السّابع من شهر شوال، وبذلك كانت إحدى أواخر غزوات الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وكان عدد المسلمين يقارب اثني عشر ألف مقاتل، من ضمنهم عشرة آلاف من أهل المدينة، وألفان من أهل مكّة، ووقعت الغزوة في وادي حنين، الذي يقع جوار منطقة ذي المجاز، ويفصل بينه وبين مكّة المكرمة ما يقارب سبعة وعشرين كيلومتراً تقريباً.

كم عدد المسلمين في غزوة حنين

أو ما تدعى بغزوة أوطاس، التي وقعت بعد فتح مكة، بقيادة مالك بن عوف النصري، وقد كان الاستعداد لهذه المعركة استعداداً كبيراً جداً، حيث وضع قائد المعرة مالك بن عوف خطّةً محنّكة للتّمكن من النصر على المسلمين، الذين بلغ عددهم في غزوة حنين:

  • اثني عشرَ ألف مسلمًا.

عشرة آلافٍ من المُهاجرين والأنصار والقبائل المُجاورة للمدينة أو التي في طريقها، وألفين ممن أسلموا بعد فتح مكة، في حين بلغ عدد المُشركين قُرابة العشرين ألفاً.[1]

أحداث غزوة حنين

وضع مالك بن عوف قائد جيش المشركين خطة ذكية للفوز على المسلمين في غزوة حنين، وحرص على الوصول هو وجيشه إلى وادي حنين قبل جيش المسلمين، وبدأوا بزرع الكمائن للمسلمين في طريقهم وعلى المداخل وفي المضائق، حتى يغزوا المسلمين عند دخولهم لأرض المعركة بالسِّهام، ومن ثمّ يهجموا عليهم بالسيوف، وفي هذه الأثناء كان الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ بتجهيز الرايات والألوية وتوزيعها على الجيش قبل الفجر، ثم نزلوا إلى وادي حنين، دون أدنى فكرة لديهم عما فعله المشركين من الكمائن، وبدأت غزوة حنين قبل شروق الشمس وعند دخول المسلمين إلى الوادي، هجم جيش المشركين عليهم، وأصاب المسلمين الهلع والخوف، عند رؤيتهم السهام تنهال عليهم، فامتطوا دوابّهم وفرّوا هاربين من أرض المعركة، ما سبب هزيمة المسلمين في غزوة حنين التي خاضها المسلمون.

إلّا أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن عبد المطلب والعباس رضي الله عنهما، وعدد قليل من الصحابة لم يغادروا أرض المعركة، وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم ينادي على المسلمين الفارّين، فعادوا وهم يهتفون: “يا بني عبد الرحمن” واستمرّت المعركة فقَتَل المسلمون من المشركين ما قتلوا، وأَسَروا منهم ما أسروا. واحتدّ القتال بين المشركين والمسلمين، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من التراب ورماها في وجوه الكفّار، ثم قال: (انهزموا ورب محمد)، فامتلأت عيون الكفّار بالتراب، وأمدّ الله -عز وجل- المسلمين بجندٍ من عنده، ودبَّ الرعب بقلوب المشركين، وانهزموا شر هزيمة.[2]

شاهد أيضًا: اعتنى المسلمون ببناء القلاع والحصون

توزيع الغنائم في غزوة حنين

بعد أن هرِبَ المشركون فارّين من أرض المعركة اختبأوا في منطقةٍ تسمّى أوطاس، وتركوا وراءهم غنائم كثيرة، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم، خلفهم أبو عامر الأشعري فقاتلهم حتى استشهد، واستلم القتال من بعده ابن أخيه أبو موسى الأشعري إلى أن شتّت شملهم وهزمهم، إلّا أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم يوزّع الغنائم فور انتهاء المعركة، بل ظلّ ينتظر حوالي عشرة ليالي، لعلّ أصحابه يرجعوا تائبين، فوضع النبيّ الغنائم في منطقة اسمها الجعرانة، وعيّن حارساً عليها، وانصرف لحصار مالك بن عوف ومن معه في الحصن الذي تحصّنوا فيه، وبعد أن طال الحصار ولم ينزل إليه أحد تركهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وعاد لتوزيع الغنائم، وكانت تبلغ أربعاً وعشرين ألفاً من الإبل، وأربعين ألف من الغنم ويزيد، وأربع آلاف أوقية فضة، وقسّمها على الطلقاء والأعراب الذين دخلوا في الإسلام جديداً، تأليفاً لقلوبهم ولتمكين الإيمان فيهم.

أسباب انتصار المسلمين في غزوة حنين

يعود انتصار المسلمين في غزوة حنين إلى أسبابٍ عديدة، ومن أهمّها ما يأتي:

  • أهم الأسباب هو ثبات الرسول عليه الصلاة والسلام، ولجوئه إلى الله بالدعاء بالنصر.
  • عودة الصحابة إلى أرض المعركة بعد فرارهم، وذلك عندما رأوا ثبات النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعندما سمعوا نداء الرجوع.
  • ارسال الله تعالى بجندٍ من جنوده لمؤازرة النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه.
  • العقيدة القوية والثابتة لدى المسلمين.

شاهد أيضًا: هاجر المسلمون الأوائل إلى مصر

الدروس المستفادة من غزوة حنين

أخذ المسلمون الكثير من الدُروس والعبر من غزوة حنين، ومنها ما يأتي:[3]

  • تعلّم الصّحابة درساً في العقيدة والأخذ بالأسباب، وأنّ النصر ليس بالعدد وإنّما بقوّة العزيمة، وأن النصر من عند الله تعالى وحده، حيث اعتقد المسلمون أنّ كثرتهم سيؤدي إلى انتصارهم.
  • أرسل الرسول عليه الصلاة والسلام عبد الله الأسلمي في غزوة حنين للتقصّي ومعرفة حال العدوّ، وبذلك استقى المسلمون درسًا مفاده أنّه من الضروري دراسة أرض المعركة وأخبار العدو قبل الذهاب إلى المعركة.
  • أعطى الرسول عليه الصلاة والسلام المسلمين درسًا بجواز استعارة الأسلحة من غير المُسلمين لقتال أعداء الإسلام، كاستعارته لأسلحةٍ من صفوان بن أُميّة عندما كان مُشركاً.
  • شرّعَ النبي جواز اشتراك النساء في الجهاد، وذلك بالقيام بسقي العطاش، ومداواة الجرحى، بالإضافة إلى تحريم قتل النساء والأطفال والعبيد في الجِهاد، حيث إنّ الهدف من الجهاد ليس قتال المشركين والحقد عليهم، وإنّما نشر الدعوة.
  • إنّ الغاية من الجّهاد في سبيل الله تعالى هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أنّ غايته هو إرشاد الناس إلى طريق الحق والهداية.

بهذا نصل إلى ختام مقال اليوم الذي كان بعنوان كم عدد المسلمين في غزوة حنين، وسلطنا الضوء في المقال على أسباب غزوة حنين وأحداثها بالإضافة إلى أسباب انتصار المسلمين في غزوة حنين، ولم نغفل عن الحديث عن العبر والدروس المستفادة من غزوة حنين.

المراجع

  1. al-maktaba.org , غزوة حنين , 14/02/2022
  2. al-maktaba.org , غزوة حنين , 14/02/2022
  3. wikiarticle.xyz , غزوة حنين , 14/02/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *