كم ركعه صلاة القيام في العشر الاواخر

كم ركعه صلاة القيام في العشر الاواخر، شهرُ رمضان المُبارك هو شَهرُ الخيّر والمغفرة، فيّه تفتحُ أبوابُ النَار، وتُوصدُ أبوابُ الجنّة، وتُصفد الشياطينَ، ولهُ من الفضلِ العظيّم، خاصّة في العشرِ الأواخرِ منّهُ، حيثُ أن فيهِ ليلةِ القدر التي هِي خيّرٌ من ألف شهر، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على عدد ركعاتِ صلاة القيّام في العشرِ الأواخرِ من الشهرِ الفضيّل، بالإضافة إلى متى وقت صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان وفضل العشر الأواخر.

صلاة القيام في رمضان

يُعتبّر قيامَ الليلِ من السُننِ المُؤكدّة عن رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلمْ-، وهوَ من النوافلِ التي يتقربّ بها العبدُ إلى ربّه سُبحانَهُ، لينالَ رحمتَهُ وعفوهُ ورِضاه، وقيّام الليلِ في رمضانَ هو صلاةُ التراويّح، حيثُ تُؤدى بعد صلاة العشاءِ وسُنتَها وقبَل صلاةِ الوتِر، وصلاةُ التراويحَ في جماعة من السُننِ العينيّة المُؤكدة على الرجال والنساء عند جُمهور الفُقهاء من الشافعيّة، والحنفيّة، والحنابلة، خِلافًا للمالكية الذين يرون أنّها مندوبة ندبا مُؤكدًا، والسنّة العينيّة لو صلّاها عدد من الناس في جماعة، فهي لا تسقطُ عن الباقين، ويُسَنّ للرجل الذي يُصلّيها في بيته أن يُصلّيها في جماعة مع أهل بيته، ومن صلّاها وحده، فقد فاته أجر الجماعة.

شاهد أيضًا: كيفية قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان

كم ركعه صلاة القيام في العشر الاواخر

روى عن رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- بأنّه إذا دخل العشر الأواخرَ شدَ مئزرهُ، وأحيَا ليلهُ، وأيقظَ أهلهُ، وتجدرُ الإشارةَ إلى أنّ إحياء النبي للعشر الأواخر لا يعني قيام الليلة كاملةً بالصلاة، والأحياء يشملَ سائر العبادات المُختلفة من الذكرِ وقراءة القرآن والتسبيحَ والتهليل والصلاة، أما عددُ ركعات صلاة القيّام في العشرِ الأواخرِ من شهرِ رمضان المُبارك، فقدْ اختلف فيّها جمهورُ الفقهاء على النحو التالي:

  • جمهور الفقهاء: ذهبَ جمهور الفقهاءُ من الشافعيّة والحنبليّة والحنفيّة إلى أنّ عدد ركعات القيامَ أو صلاةُ التراويحَ عشرون ركعة، استدلالاً بجمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنّه- المسلمين على إمام واحد يُصلّي بهم التراويح عشرين ركعة.
  • المالكيّة: ذهب جمهور الفقهاءُ من المالكيّة إلى أن عدد ركعات صلاة القيام ست وثلاثون ركعة.

ولا يَلزمٌ التقيد بعدد مُعيّن من الركعات في صلاة القيّام، وقد كانَ نبيّ الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- يُصليْ أحد عشر ركعة.[1]

شاهد أيضًا: افضل وقت لصلاة القيام في رمضان

وقت قيام الليل في العشر الأواخر

وقت قيام الليل في العشرِ الأواخرِ في شهر رمضان مثلهُ مثلَ أيّ وقت، حيثُ أنّه يبدأ من بعد صلاةَ العشاء، وحتى طلوع الفجر، فقال الله -سبحانهُ وتعالى- (وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا)[2]، والأفضل أن تصلى بعد صلاةِ العشاء وسنتها، وقبل الوتر، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)[3]، ولا تقضى صلاة الليل إذا فات وقتها بطلوع الفجر باتّفاق الفقهاء من حنفية ومالكية وحنابلة، عدا الشافعية الذين قالوا بقضائها بكل الأحوال.

فضل قيام الليل في العشر الأواخر

لقيامِ الليلِ في العشرِ الأواخر في شهرِ رمضان المُبارك فضل عظيم وأجر كبيّر، لما جاءَ في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ)[4]، فقيّام الليلِ سُنة عن رسول الله -صلى الله عليّه وسلم-، وقد كان دومًا يحثُّ أصحابهَ -رضي الله عنهم- على القيام، لنيل الرحمة، والمغفرة، والأجر الكبير، والثواب العظيم من عند الله سُبحانهُ.

شاهد أيضًا: صفة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

كيفية اغتنام العشر الأواخر في رمضان

يُمكنُ للمسلمِ استغلال العشر الأواخرِ من شهرِ رمضان المُبارك وتحقيق الأجر العظيم والثواب الكبيّر من خلال بعض العبادات، يُذكَر منها:

  • تلاوةُ القرآن الكريم، والتدبر والخشوع بهِ، والمُداومة عليّه في كلِ حين ووقت.
  • الإحسانُ إلى الأهل، والأرحام، والأقارب، والأصدقاء، والجيران، وفي ذلك فضل عظيم.
  • مُضاعفة الجهد في أداء مختلف الطاعات، لتحصيل الأجر العظيم، اقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، إذ روت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قائلةً عنه: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ).[5]
  • الحرص على ترديد الدعاء المأثور في ليلة القدر، فقد أرشد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- السيّدة عائشة -رضي الله عنها- إلى الدعاء في العشر الأواخر من رمضان، وتحديداً في ليلة القدر؛ بطلب العفو والمغفرة من الله -سبحانه-، فقالت -رضي الله عنها-: (يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو قالَ تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي).[6]

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا كم ركعه صلاة القيام في العشر الاواخر، حيثُ سلطنَا الضوءَ على كل ما يتعلقَ بصلاةِ القيّام أو صلاة التراويح في شهرِ رمضان المبارك.

المراجع

  1. الاستذكار , ابن عبدالبر ، عائشة أم المؤمنين ، 2/95 ، أثبت رواية
  2. سورة الاسراء , الآية 79
  3. صحيح البخاري , البخاري ، عبدالله بن عمر ، 472 ،صحيح
  4. صحيح مسلم , مسلم ، أبو هريرة ، 1163 ، صحيح
  5. صحيح البخاري , البخاري ، عائشة أم المؤمنين ، 2024 ، صحيح
  6. تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط ، عائشة أم المؤمنين ، 26215 ، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *