كم سنة بين كل علامة من علامات الساعة الكبرى
جدول المحتويات
كم سنة بين كل علامة من علامات الساعة الكبرى، على الرغم من أن موعد قيام الساعة من علم الغيب الذي استأثر به الله -جل علاهُ- لنفسه، ولم يطلع عليه أحدًا من خلقه، إلا أن رحمته جل علاه اقتضت أن يحذر عباده من قرب أجلها، ومن خلال موقع المرجع سنتحدثُ تفصيلاً عن علامات الساعة الكبرى، وكم سنة تكون بين كل علامة من علامات الساعة الكبرى أيضًا.
علامات الساعة الكبرى
هي الأحداث العظيمة التي تحدثُ قبل قيام الساعة بوقت قصير جدًا، وقد ورد ذكرها في حديث نبوي رواه حذيفة بن أسيد الغفاري -رضي الله عنهُ-، حيث قال: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ منه، فَاطَّلَعَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ، قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ.. وقالَ أَحَدُهُما في العَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ الآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ في البَحْرِ).[1]
شاهد أيضًا: هل تعامد الشمس على الكعبة من علامات الساعة
كم سنة بين كل علامة من علامات الساعة الكبرى
لم يرد في أي حديث نبويّ كم سنة تكون بين كل علامة من علامات الساعة الكُبرى، ولكن ورد في بعض الروايات بأنها متقاربة جدًا، وأنها كعُقد المسبحة إذا بدأت أُولاها تتابعت باقيها، فقد جاء في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الآياتُ خَرزاتٌ مَنظوماتٌ في سِلكٍ، فإن يُقطعِ السِّلكُ يَتبعْ بعضُها بعضًا)[2]، وهذا الحديث يوضح أن علامات الساعة مثل الحبات المَنظومات في سلك مسبحة، إذا بدأت إحداها انقطع السلك وتتابعت، وهذا دلالة على تقاربها، وإن كان هذا التقارب قد يكون بالنسبة لعمرنا وحساباتنا فيه بُعْد أحيانًا، ولكنّه بالنسبة لعمر الدنيا كلها لا يكاد يُذكر.
شاهد أيضًا: هل الاعصار من علامات الساعة
ترتيب علامات الساعة الكبرى
ذكر رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- في عدة أحاديث علامات الساعة الكبرى، إلا أن ذكره لها لا يقتضي على الترتيب في وقوعها، وأن وقوعها ما هو إلا مسألة اجتهادية للعلماء، وفيما يأتي ذكر لعلامات الساعة الكبرى:
ظهور المهدي
وهو أمر مختلف فيه بين العلماء، فمنهم من قال أنه من علامات الساعة الكبرى، ومنهم من قال أنه من علامات الساعة الصغرى، وقد ذكر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- المهدي في العديد من الأحاديث، منها ما رواه الألباني عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: (يخرجُ في آخرِ أُمَّتي المهديُّ، يَسقِيه اللهُ الغَيْثَ، وتُخرِجُ الأرضُ نباتَها، ويُعطِي المالَ صِحاحًا، وتكثُرُ الماشيةُ، وتَعظُمُ الأُمَّةُ، يعيشُ سبعًا، أو ثمانيًا).[3]
خروج المسيح الدجال
الدجال هو رجل من بني آدم يدعي بأنه رب العالمين، فقد أعطاه الله جل علاه قدرات خارقة، لاختبار إيمان الناس، ويسمى بالمسيح الدجال، لأن عينه اليسرى ممسوحة، أي أعور، قال رسول الله: (الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ)، وقيل لأنه يمسح الأرض كلها، ويسير فيها، أما دجال، فلأنه كذاب، ومُحتال، وقد وصف رسول الله فتنة الدجال بأنها أخطر فتنة تمر على البشريّة، إذ قال: (ما بيْنَ خَلْقِ آدَمَ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ).[4]
نزول عيسى عليه السلام
من إحدى علامات الساعة الكبرى أيضًا نزول المسيح عيسى عليه السلام، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى ينزِلَ عيسَى ابنُ مريم)، ويمكث في الأرض أربعين سنة يملأ الأرض خلالها عدلاً وأمانًا، ويقتل الدجّال، ويَكثر المال في عهده حتى يفيض.
طلوع الشمس من المغرب
طلوع الشمس من مغربها هي من إحدى العلامات التي تدل على مجيء يوم القيامة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها)، وقد بين رسول الله أنه في اليوم الذي تطلع فيه الشمس من مغربها، لن ينفع النفس إيمانها إن لم تكن قد آمنت من قبل، وذلك لقوله: (ثَلاثٌ إذا خَرَجْنَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا) -وذكر منها- (طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها).[5]
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا كم سنة بين كل علامة من علامات الساعة الكبرى، حيث سلطنا الضوء على ترتيب علامات الساعة الكبرى، وأنه اجتهاد ولم يرد فيه أي دليل شرعي مؤكد.
المراجع
- الإلزامات والتتبع , الدارقطني حذيفة بن أسيد الغفاري، 182، لم يرفعه غير فرات عن أبي الطفيل من وجه يصح مثله [وروي] موقوفا
- السلسلة الصحيحة , الألباني، عبدالله بن عمرو، 1762، له شرط صحيح على رواية مسلم
- تخريج سنن أبي داود , شعيب الأرناؤوط، أبو سعيد الخدري، 6/343، إسناده صحيح
- صحيح مسلم , مسلم، هشام بن عامر، 2946، صحيح
- صحيح الألباني , الألباني، أبو هريرة، 3023، صحيح
التعليقات