كيفية قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان

كيفية قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان من أهمّ المواضيع التي يتمّ السّؤال والبحث عنها في هذه الآونة، تزامنًا مع اقتراب حلول العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك، الأيّام التي يرغب العبد المسلم بزيادة طاعاته وأعماله الصّالحة، لما فيها من الأجر والثّواب العظيم، لذا يهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال من التّوضيح لكم طريقة صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان، إضافةً إلى كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان 1445.

كيفية قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان

يرغب المسلم في العشر الأواخر من شهر رمضان بزيادة تقرّبه من الله سبحانه وتعالى، لما في تلك الأيّام من الفضل الكبير والجّزاء العظيم، ويكون ذلك بالصّلاة وتلاوة القرآن والدّعاء والأذكار، حيثُ أنّ صلاة القيام في رمضان المعروفة بالتّراويح تشلمها أعمال قيام اللّيل في رمضان، وتكون ركعاتها “مثنى مثنى”، أي تسليمة واستراحة بعد كلّ ركعتين، كما أنّ كلّ نافلةٍ تصلّى بعد فريضة العشاء تُعتبر قيامًا لليل سواءً بعد الرُّقدة أو بدونها، وهي من الصّلوات المُستحبّة للمسلم في رمضان وغيره، لما جاء في الحديث الشّريف عن أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه قال: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “علَيكُم بقيامِ اللَّيلِ فإنَّهُ دأبُ الصَّالحينَ قبلَكُم، وَهوَ قُربةٌ لَكُم إلى ربِّكم، ومُكَفِّرةٌ للسَّيِّئاتِ، ومنهاةٌ عنِ الإثمِ”[1]، فقد كان رسول الله لا يقوم ليلةً كاملةً إلّا في العشر الأواخر من رمضان تحرّيًا لليلة القدر في إحدى اللّيالي الوتريّة.[2]

طريقة صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان

إنّ طريقة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان كغيرها من صلوات القيام، حيثُ أنّ وقتها يبدأ بعد صلاة العشاء مباشرةً وحتّى طلوع الفجر، فإذا خشي المسلم أذان الفجر أوتر بواحدة، وهذا ما أرشدنا إليه الحديث الصّحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ”[3]، ومن المُستحب للمسلم أن تكون تلاوته في الرّكعات بترتيل وهدوء لكي يستشعر قلب المؤمن لآيات الكتاب العزيز ويشعر بالسّكينة والطّمأنينة، وهي سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة قيام الليل في رمضان

كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان

اتفق العلماء على أنّه لا عدد محدد لركعات قيام اللّيل في العشر الأواخر من رمضان وغيره وإنّما يُصلّي العبد ما أمكن له، ولكن أفضلها إحدى عشر ركعةً أو ثلاثة عشر كما كان يُصلّيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد روي عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سُئلت عن صلاة رسول الله في رمضان فقالت: “ما كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَزِيدُ في رَمَضَانَ، وَلَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا”[4]، ومن زاد عليها فأوتر بخمسة، أو سبعة، أو تسعة فلا إثم عليه ولا حرج.[5]

ماذا يجب أن يقرأ المسلم في قيام الليل في العشر الاواخر

يجوز للمسلم أن يقرأ ما تيسّر له من آيات القرآن الحكيم، سواءً من أوّله أو أوسطه أو آخره، مما حفظ من الآيات الكريمة، ويجوز له أن يقرأ السّور والآيات من القرآن الكريم، ما يُشترط عليه في ذلك هو التّرتيل في القراءة، كما قال تعالى: {ورتّل القرآن ترتيلًا}[6]، ليتمعّن المؤمن بمعاني الآيات الكريمة، ويستشعر قلب القارئ أو المستمع لتلك الآيات المُباركة، فيطمئنّ قلبه وتهدأ نفسه.[7]

اقرأ أيضًا: صفة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

كيف يكون قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان

يتوجّب على المسلم الاجتهاد في القيام في العشر الأواخر من رمضان، لما في تلك الأيّام من الأجر والجّزاء عظيم، كما أنّه يوجد فيها ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يجتهد في القيام والصّلاة في العشر الأواخر وما كان يقوم ليلةٍ كاملةٍ في غيرهم، لكي تُدركه ليلة القدر وهو قائمٌ بين يدي الله متضرّعٌ إليه، لذا يجب أن يُكثر المسلم من القيام والصّلاة وتلاوة القرآن والأذكار في آخر عشر من أيّام شهر رمضان الفضيل.[7]

اقرأ أيضًا: متى وقت صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان

هل يجوز للمسلم أن ينام في العشر الاواخر من رمضان

يجوز للمسلم أن ينام في العشر الأواخر من رمضان إن كان قد غلبه النّعاس أو التّعب، ولكن عليه أن يحذر من أن يأخذه النّوم ويفوته فضل إحياء تلك اللّيلةٍ من ليالي العشر الأواخر، فمن سنّة النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان ينام أوّل اللّيل ويُحيي آخره، وربّما كان يُحييه كلّه، فقد جاء في الحديث الصّحيح عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ, وَأَحْيَا لَيْلَهُ, وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ”[8]، والمقصود من “أحيا ليله” أي قام معظم اللّيل في العبادة، أو أنّه قام ليلته كاملةً.[9]

افضل الاعمال في قيام الليل في العشر الاواخر

إنّ من أفضل الأعمال والصّلوات بعد الفريضة هي قيام اللّيل، والتّقرّب إلى الله -سبحانه وتعالى- بالعبادة والتّضرّع إليه، ومن أفضل الأعمال في تلك اللّيالي كما يأتي:

• الاجتهاد في القيام والصّلاة والعبادة لعلّها توافق ليلة القدر.
• الاعتكاف في المساجد للرّجال للتّقرّب إليه، وطلب الرّحمة والمغفرة.
• ترتيل آيات القرآن الكريم، والإكثار من الدّعاء والعمل الصّالح.
• ترطيب اللّسان بذكر الله -سبحانه وتعالى- والاستغفار في كلّ وقتٍ وحين.

اقرأ أيضًا: افضل وقت لصلاة القيام في رمضان

أدعية قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان

إنّ من أفضل ما يمكن أن يقوم به المسلم أثناء قيام اللّيل في العشر الأواخر من رمضان، الدّعاء في الثّلث الأخير منه عندما ينزل الله -سبحانه وتعالى- إلى السّماء الدّنيا يسأل عن عباده القائمين ليستجيب لهم، ومن أدعية رسول الله صلوات الله عليه هي:

اللّهمّ اهدني فيمَن هديت، وعافني فِيمَن عافيت، وتولّني فيمن تولّيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقِني شرّ ما قضيت، إنّك تقضي ولا يُقضى عليك، إنّه لا يذلّ من واليت، تباركت ربّنا وتعاليت.

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن كيفية قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان، ومن ثمّ تنقّلنا عبر فقرات المقال في الحديث عن طريقة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان، وكم هي عدد ركعاتها، إضافةً إلى أفضل الأعمال في قيام اللّيل.