كيفية التكبير في ايام عشر ذي الحجة

كيفية التكبير في ايام عشر ذي الحجة من الأمور التي يجب أن يعلمها المسلم حتى يؤديها في هذه الأيام الفضيلة، حيث تعد العشر الأوائل أفضل أيام السنة على الإطلاق عند المسلمين، ويجب على المسلم اغتنامها بالطاعات والعبادات والأعمال الصالحة، لأنَّ العمل الصالح فيها أفضل وأحب إلى الله تعالى، وسيقدم موقع المرجع تفصيلًا في ذلك، بالإضافة إلى تفصيل حول الأدعية والأذكار في عشر ذي الحجة.

التكبير في ايام عشر ذي الحجة

إنَّ التكبير من العبادات العظيمة في الإسلام، ويعد التكبير في ايام العشر من ذي الحجة من العبادات التي حثَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، فقد قال تعالى: “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ”، وقد ورد عن ابن عباس أنه قال: الأيام المعلومات هي العشر من ذي الحجة، وقد ورد في الحديث أنه كان عبد الله ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ رضي الله عنهما يخرجانِ إلى السوقِ في أيامِ العشرِ من ذي الحجة ويُكبرانِ فيكبرُ الناسُ بتكبيرِهما.[1]

اقرأ أيضًا: فضل التكبير في عشر ذي الحجة

كيفية التكبير في ايام عشر ذي الحجة

إنَّ التكبير في ايام عشر ذي الحجة ينقسم إلى نوعين: تكبير مطلق وتكبير مقيد، ويكون بإحدى صيغ التكبير المعروفة وفي ذلك فسحة للمسلمين، وفيما يأتي التفصيل في أنواع التكبير في العشر من ذي الحجة:[2]

  • التكبير المطلق: يكون التكبير المطلق بإحدى صيغ التكبير في كل الأوقات وفي جميع الأحوال دون تحديد أو تقييد من بداية العشر الأوائل من ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق وهي أيام عيد الأضحى المبارك.
  • التكبير المقيد: هو التكبير المخصص بأوقات معينة، حيث يبدأ من بعد صلاة فجر يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة وينتهي بعد صلاة العصر في آخر يوم من أيام التشريق، وهو مقيد بعد كل صلاة مكتوبة فقط.

اقرأ أيضًا: هل صام النبي العشر الأوائل من ذي الحجة

صيغ التكبير في ايام عشر ذي الحجة

لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيغة التكبير بشكل محدد في أيام عشر ذي الحجة أو في أيام العيد، وقد بقيَ أمر التكبير واسع جدًّا، طالما أنه لم يثبت عن رسول الله صيغة محددة، ويجوز للمسلم أن يكبِّر بأية صيغة من صيغ التكبير حتى لو لم تكن مما وردَ في الأثر، فقد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم عدة صيغ للتكبير وفيما يأتي سيتمُّ ذكر صيغة التكبير المطلق والمقيد التي ثبتت عن الصحابة:[1]

  • الصيغة الأولى: وهي نفسها صيغة التكبير في العيد وقد ثبتت عن سلمان الفارسي وهي: “اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً“.
  • الصيغة الثانية: وقد ثبتت هذه الصيغة عن عبد الله بن مسعود وهي: “اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ“.
  • الصيغة الثالثة: ثبتت هذه الصيغة عن عبد الله بن عباس وهي: “اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ“.

اقرأ أيضًا: متى يبدأ التكبير المقيد في شهر ذي الحجة ومتى ينتهي

ما يقال في عشر ذي الحجة

إن العشر الأوائل من الأيام العظيمة والتي تكون فيها الأعمال الصالحة أحب إلى الله تعالى، وفيها يكون العمل الصالح أفضل من بقية الأيام، بما في ذلك الذكر والدعاء وما إلى هنالك، وقد وردَ في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ ولا أحبُّ إليهِ منَ العملِ فيهنَّ من هذِهِ الأيَّامِ العَشرِ فأَكْثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ”، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم الأذكار في العشر الأوائل من ذي الحجة :[3]

التهليل

إنَّ التهليل من أعظم الأذكار والأعمال الصالحة في الإسلام، ويكون التهليل بقول: لا إله إلا الله، وهي الشهادة في الإسلام والتي يدخل الإنسان الإسلام بها، وهي أول وأعظم ركن من أركان الإسلام، وقد وردَ الفضل العظيم للتهليل في أكثر من حديث عن رسول الله، منها أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه”،[4] لذلك يستحب الإكثار من التهليل في العشر الأوائل من ذي الحجة.

التكبير

التكبير في الإسلام يدلُّ على تعظيم الله تعالى وتبجيله، ويكون التكبير بقول: الله أكبر، وهو إقرار من المسلمين بعظيم شأن الخالق تبارك وتعالى، والاعتقاد المطلق الكامل بأنه وحده الذي يستحق التبجيل والتعظيم، وكان رسول الله صلى الله يكثر من التكبير، وفي الحديث عن عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنه كان يكبِّرُ مِن غَداةِ عرفةَ إلى آخرِ أيامِ التشريقِ، وكان لا يكبِّرُ في المغربِ، وكان تكبيرُه: اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً وللهِ الحمدُ، اللهُ أكبرُ وأجلُّ، اللهُ أكبرُ على ما هَدانا”،[5] وهذا ما يشير إلى أن التكبير من أعظم الذكر في العشر من ذي الحجة.

التحميد

هو شكر الله تعالى في السراء والضراء وفي جميع الأحوال، ويكون التحميد بقول: الحمد لله، ويمكن أن يكون بصيغ عديدة أخرى، ويكون التحميد في السراء دلالة على فرحة المسلم بنعم الله تعالى وتعبيرًا عن شكره لخالقه، وفي الضراء دلالةً على الإيمان والصبر على ابتلاء الله تعالى، وقد ورد أكثر من حديث في فضل التحميد، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلمتانِ خفيفتانِ على اللسانِ، ثقيلتانِ في الميزانِ، حبيبتانِ إلى الرحمنِ: سبحانَ اللهِ وبحمدِه، سبحانَ اللهِ العظيمِ”.[6]

اقرأ أيضًا: فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج

دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة

يستحب في العشر الأوائل من ذي الحجة جميع العمل الصالح، لأنَّه يكون أفضل وأحب إلى الله تعالى في هذه الأيام الفضيلة، بما في ذلك الذكر من تهليل وتسبيح وتحميد، كما يستحب الدعاء أيضا بمختلف أنواعه، سواء ما ورد في كتاب الله تعالى أو ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أي دعاء آخر، على أن يكون فيه تضرع إلى الله تعالى ولا يدعو إلا بما يرضي الله تعالى، فيما يأتي سيتم إدراج بعض الدعاء المستجاب في العشر الأوائل من ذي الحجة:

  • ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
  • ربنا اغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار يا ذا الجلال والإكرام.
  • اللهم اهدِنا فيمَن هدَيت، وعافِنا فيمَن عافيت وتولَّنا فيمَن تولَّيت، وباركْ لنا فيما أعطيت، وقِنا شرَّ ما قضيت، إنك تَقضي ولا يُقضى عليكَ، إنه لا يَذِلُّ مَن والَيت، ولا يَعزُّ مَن عاديت، تباركت ربَّنا وتعالَيت.
  • اللهم اغفر لنا ما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، اللهم أدخلنا الجنة بغير حساب مع المتقين الأبرار والأنبياء الأخيار، واجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة يا كريم.
  • اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو فاعفو عنا يا كريم.

في نهاية مقال كيفية التكبير في أيام عشر ذي الحجة تعرفنا على التكبير في العشر الأوائل من رمضان، وعلى كيفية التكبير في أيام العشر من ذي الحجة وعلى صيغ التكبير العديدة التي وردت عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى أفضل ما يقال في العشر من ذي الحجة من الأذكار.

المراجع

  1. saaid.net , التكبير في العشر أنواعه وصيغه , 17/05/2024
  2. binbaz.org.sa , صيغة التكبير في العيدين , 17/05/2024
  3. islamweb.net , الذكر والتكبير في عشر ذي الحجة , 17/05/2024
  4. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 6403، صحيح
  5. إتحاف الخيرة المهرة , البوصيري، عكرمة مولى ابن عباس، 325، حسن
  6. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 6682، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *