هل يشترط الوضوء في السعي
جدول المحتويات
هل يشترط الوضوء في السعي، من الأسئلة التي يجدر بالعبد المسلم أن يعلم إجابتها، حيث إن أداء مناسك الحج والعمرة تحتاج إلى اتباع الهدي المحمدي فيها، ولا سيما وأن فيها العديد من الأحكام والواجبات والشروط، ولما في هذه المناسك من الأجر العظيم الذي يناله العبد المسلم حينما يؤديها، ولهذا ستتم الإجابة في موقع المرجع على سؤال عنوان المقال الحالي هل يشترط الوضوء في السعي، ونتعرف على المقصود بالسعي، وما هي شروط السعي، وسنتطرق لمعرفة هل يصح الطواف بلا وضوء في هذا المقال.
هل يشترط الوضوء في السعي
إنَّ الدين الإسلامي وضع العديد من العبادات التي ينال العبد المسلم من أدائها الفضل الكبير والأجر العظيم، وهذا ليفوز في أعلى الجنان إن أدى هذه العبادات على الوجه الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى، وقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكيفية في أداء الحج والعمرة، وماذا يجب على العبد أن يقوم به من طهارة واغتسال قبل أداء هذه المناسك؛ فهل يشترط الوضوء في السعي:
- الإجابة: لا يشترط الوضوء في السعي بين الصفا والمروة؛ وإن أتى به كان أفضل.
شاهد أيضًا: طريقة السعي بين الصفا والمروة
ما المقصود بالسعي
جاء تعريف السعي في اللغة: بالمشي من غير سرعة ولا شد، وهو أن يسعى العبد ويمشي بين الركض والهرولة بين الصفا والمروة سبع أشواط، حيث يعد الصفا المكان المرتفع من جبل أبي قبيس، ويبتدأ السعي من عنده إلى المروة؛ وهو جبل أيضًا يقع بمكة أصله من جبل قعيقعان، ينتهي السعي عنده، فالسعي بين الصفا والمروة هو قطع المسافة بينهم سبع مرات عند أداء مناسك الحج أو العمرة، ودليل السعي ما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}،[1] ودليله من السنة ما جاء عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها حيث قالت: “طاف رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وطاف المسلمون، فكانت سُنَّةً”.[2] [3]
شاهد أيضًا: دعاء دخول الحرم لاداء العمرة
شروط السعي
إنَّ العبادات لا بد من شروط وواجبات لأدائها على أتم وجه، ولهذا فقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شروط السعي وجمع العلماء ذلك على النحو الآتي:[3]
- الشرط الأول: استيعاب ما بين الصفا والمروة؛ أي أنه يشترط على العبد أن يقطع المسافة كاملة باتفاق المذاهب الأربعة.
- الشرط الثاني: أن يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة؛ يشترط بالعبد أن يبدأ بالصفا ويختم سعيه بالمروة، بدليل ما ورد عن جابر بن عبد الله حيث قال ما ورد عن صفة سعي رسول الله: “فبدأ بالصفا، فرقي عليه… ثم نزل إلى المروة”.[4]
- الشرط الثالث: أن يكون السعي على سبعة أشواط؛ بلا زيادة أو نقصان؛ وذلك بدليل ما ورد عن عمرو بن دينار حيث قال: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، فطاف بين الصفا والمروة سبعا لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
- الشرط الرابع: أن يكون السعي بعد الطواف؛ حيث اختلف العلماء في اشتراط تقدم الطواف على السعي، وأجمع الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة بأنه يشترط في صحة السعي أن يقع بعد الطواف، بدليل (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف في الحج أو العمرة أول ما يقدم، سعى ثلاثة أطواف، ومشى أربعة، ثم سجد سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة).
- الشرط الخامس: الموالاة بين أشواط السعي؛ وقد اختلف أهل العلم في اشتراط الموالاة بين أشواط السعي؛ حيث ذهب الحنفية، والشافعية، ورواية عن أحمد، وعند ابن قدامة، وابن باز، وقد ذهب المالكية، والحنابلة، و ابن عثيمين إلى اشتراط الموالاة بين الأشواط؛ بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى سعيًا متواليًا، وقد قال عليه الصلاة والسلام: “لتأخذوا مناسككم”.[5]
شاهد أيضًا: دعاء الطواف حول الكعبة ، أدعية العمرة كاملة مكتوبة
هل يصح الطواف بلا وضوء
أجمع العلماء على أنه لا يجوز الطواف من غير وضوء، بدليل ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: “الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام”، وما ورد عن عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “لما قدم النبي مكة عليه الصلاة والسلام وأتى مسجد الحرام توضأ ثم طاف فالطواف بالبيت صلاة يتوضأ ثم يطوف”، ومنها ما ورد أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعائشة لما حاضت: “افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي”.[6] [7]
ومن هنا نصل إلى نهاية مقال هل يشترط الوضوء في السعي، وبيّنا أنه ليس بشرط، ولا بأس إن سعى العبد بين الصفا والمروة من غير وضوء، ومن ثم تعرفنا على معنى السعي، وما هي شروط السعي، وتطرقنا للمعرفة حكم الطواف من غير وضوء.
المراجع
- سورة البقرة , الآية 158
- صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1277، صحيح
- dorar.net , تعريف السعي وشروطه , 10/06/2024
- صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبدالله، 1218، صحيح
- صحيح مسلم , مسلم، عبدالله بن جابر، 1297، صحيح
- صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1211، صحيح
- islamqa.info , هل تشترط الطهارة للطواف , 10/06/2024
التعليقات