هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية
جدول المحتويات
هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية وأحكام الأضحية وسننها ما سيتطرّق إليه هذا المقال، فمن أهمّ العبادات والطّاعات والقربات في الأيّام العشر الأوائل من ذي الحجّة هي التّضحية، وقد اختصّ بها من العشر الأوائل اليوم العاشر يوم النّحر الذي هو يوم عيد الأضحى، واشترك معه أيّام التّشريق الثّلاثة، ولأهميّة هذه العبادة لابدّ للمسلمين من معرفة أحكامها وآدابها، لذلك سيعلّمنا موقع المرجع عن مشروعيّة الأضحية وسيجيب على سؤال هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم اشتراك الاضحية وغيرها من الأحكام.
الحكمة من مشروعية الأضحية
قبل الخوض في الموضوع الرّئيسي وهو الإجابة على سؤال هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية لابدّ من معرفة مشروعيّة الاضحية وفضلها، فالأضحية هي ما يُذبح من النّعم من بهيمة الأنعام تقرّباً إلى الله -سبحانه وتعالى- والبهيمة من الأنعام هي كلّ ذات أربع من الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم والمعز، شرّع الله الأضحية وأمر المسلمين بها، وجعلها فرحةً عظيمة تغمر قلوب المسلمين حين ينصاعون لأوامر الله ويتّبعون سنّة نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- وهديه، وقد شرّعها الله لحكمةٍ بالغة منه ولما فيها من مصلحةٍ لعباده المسلمين، ومن حكمة مشروعيّتها:[1]
- بالأضحية إحياءٌ لسنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السّلام- وقد أمر الله باتّباع ملّة ابراهيم في التّبرؤ من الأوثان والتّديّن بالإسلام.
- نتعلم من الأضحية الصّبر والامتثال لأوامر الله سبحانه، حينما نتذكّر كيف أن ابراهيم واسماعيل -عليهما السلام- صبرا وأطاعا ربّهما وامتثلا لأمره حينما أمر ابراهيم بذبح ولده، ومن ثمّ افتداه ببشٍ عظيمٍ من السّماء.
- إنّ نعم الله كثيرةٌ على عباده وفي الأضحية وسيلةٌ لشكره على هذه النّعم، ومن أهمّ أسباب بقاء النّعم هو شكر الله على نعمه والتّضحية من أشكال شكر الله.
- إنّ الأضحية من أشكال التّوسعة ععلى الأهل والجيران والأقارب والفقراء، فالإطعام والإهداء يزيد روابط المحبّة بين المسلمين.
هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية
أما في جواز اشتراك الأب والابن في الأضحية وحكم الاشتراك في الاضحية هو أن الاشتراك في ثمن أضحيةٍ لا يجوز عند جمهور أهل العلم إذا كانت شاةً ويجوز إذا كانت بقرة، ويجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية في حالةٍ واحدة هي عندما يسكنان في ذات البيت فللمضحي أن يشرك أهل بيته في أضحيته، فالأضحية سنّةٌ مؤكّدةٌ عند جمهور أهل العلم في حقّ كلّ قادر وقد حضّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم – عليها في الحديث الذي رواه الصّحابي الجليل أبو هريرة حين قال: “مَنْ وجدَ سَعَةً لأنْ يُضَحِّيَ فلمْ يُضَحِّ ، فلا يَحْضُرْ مُصَلانا”.[2] وممّا ورد عن أهل العلم في الاشتراك بثمن الأضحية فإنّه غير جائزٍ إذا كانت الأضحية شاة، ويجوز ذلك باشتراك سبعةٍ وما دونهم إذا كانت الأضحية بقرة، ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: ” نَحَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ” .[3]
أمّا في اشتراك المضحّي مع ولده في أضحيةٍ واحدة، فللمضحّي أن يُشرك أهل بيته الذين يسكنون معه في الأجر، فإن كان الأب قادراً على الأضحية وكان الابن يسكن معه فله أن يشركه في الأجر، فقد قال أهل العلم أنّه يجوز للمضحّي أن يضحّي عن نفسه وعن أهل بيته وأهل نفقته بالشّاة الواحدة قليلاً كانوا أو كثيراً، وحتّى لو بلغ الولد وكان غنيّاً فللأب أن يدخل الابن في نفقته، فلا بأس أن يذبح الرّجل عن نفسه وعن أهل بيته بقرة أو شاة واحدة، فإن كان الأب ينفق على الولد فإنّه يجوز له إشراكه في الاضحية لكن الأفضل إن كان الابن غنيّاً ومستقلّاً بنفقته أن يضحّي لوحده، ولو كان الابن يسكن في منزل والوالد يسكن في منزلٍ آخر فلا يجوز لهما الاشتراك بأضحيةٍ واحدة وكلٌّ منهما عليه أضحية بمفرده، ولكلّ واحدٍ منهما أن يُشرك أهل بيته وأهل نفقته في أضحيته وثوابها.[4]
شاهد أيضًا: هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع
كيفية توزيع الأضحية
بعد الاطلاع على جواب هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية، لا بدّ من معرفة كيفيّة توزيع الأضحية، فقد اختلفت أقوال أهل العلم من المذاهب الأربعة وقالوا بذلك ثلاثة أقوال:[5]
- القول الأول: يُستحبّ تقسيم الأضحية لثلاثة أجزاء، ثلثٌ يخرج صدقة للفقراء وثلثٌ للمضحّي وأهل بيته، وثلثٌ يكون للهدايا للجيران والأقرباء، أو أن يتصدّق بالثّلثين ويأكل الثّلث، وأصحاب هذا القول الأحناف والحنابلة.
- القول الثّاني: يفضّل أن يوزّع معظم الأضحية على الفقراء والمساكين، وأن لا يأكل منها إلا القليل، وهذا قول الشّافعيّة.
- القول الثّالث: يجوز للمضحّي أن يقسم أضحيته كما يشاء دون تحديد ، وأن يوزّعها كما يشاء، يأكلها كلّها فهذا جائز أو يوزّعها كلها وهذا جائزٌ أيضاً، وأصحاب هذا القول هم المالكيّة.
- ولا يجوز للمضحي أن يبيع من أضحيته أبداً أو جزءاً منها كالجلد أو الصّوف.
شروط الأضحية
إنّ الدّخول في أحكام الأضحية والإجابة عن سؤال هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية، يحتّم على المسلم معرفة شروط الأضحية، فعندما شرّع الإسلام الأضحيّة جعلها تقرّباً لله ولا يجوز التّقرّب إلى الله إلّا بالحسن والجميل والخالي من كلّ عيب، فجعل للأضحية شروطاً أساسيّة منها:[6]
- أن تكون من بهيمة الأنعام، والبهيمة الأنعام هي البقر والإبل والغنم والمعز.
- بلوغ البهيمة سنٌّ محددة شرعاً بأن تكون ثنييةً من غير الضّان وجذعةً من الضّأن، فالثّني من البقر ما زاد عن سنتين، والثّني من الإبل ما زاد عن خمس سنين، والثّني من الغنم ما زاد عن السّنة، والجذع ما زاد عن نصف السّنة من الضّأن.
- خلوّ البهيمة من كلّ عيبٍ مانع من الإجزاء، وتلك العيوب العور البيّن الذي تنخسف به العين والمرض البيّن الذي تظهر أعراضه على البهيمة، والعرج البين الذي يمنع الالبهيمة من مسايرة السليمة في الممشى، والهزال الذي يزيل المخ، وذلك لما رواه البراء بن عازب عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أنَّ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم – سُئِل : ماذا يُتَّقَى من الضَّحايا ؟ ! فأشار بيده ، فقال : أربعًا : العَرْجاءُ البَيِّنُ ظَلْعُها والعَوْراءُ البَيِّنُ عَوَرُها ، والمرِيضةُ البَيِّنُ مَرَضُها ، والعَجْفاءُ الَّتِي لا تُنْقِي”.[7]
- أن تكون الأضحية ملكاً للمضحي لا يجوز له أن يضحّي بمسروق أو مغصوب.
- أن لا يتعلّق بالأضحيّة حقّ للغير كأن تكون مرهونة وهذه لا يجوز التّضحية بها.
- التّضحية في الوقت المحدّد شرعاً، الذي وضعه الإسلام وسيتمّ ذكره لاحقاً في هذا المقال.
شاهد أيضًا: حكم الإمساك عن الشعر والأظافر في عشر ذي الحجة للمضحي
سنن الذبح
بعد الانتهاء من الخوض في الموضوع الرّئيسي للمقال والإجابة فيه عن سؤال هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية، على المسلم الباحث عن أحكام الأضحية أن يعرف سنن الذّبح وآدابه وهي:[8]
- أن يقوم بتحديد الشّفرة المراد الذّبح بها تحديداً جيّداً.
- إمرارها بقوّة ذهاباً وعودة على عنق الأضحية ليكون أسهل.
- أن يستقبل الذّابح القبلة ويوجّه ذبيحته إليها، والاستقبال في القربات سكون أشدّ استحباباً.
- التّسمية عند الذّبح بسم الله الرّحمن الرّحيم، وعدم التّسمية بغيره فهذا لا يجوز، وكذلك ترك التّسمية عند الذّبح لا يجوز.
- من الأمور المستحبّة عند الذّبح إن كانت الذّبيحة من الإبل أن ينحرها ويكون ذلك بقطع اللبّة أسفل العنق، وفي البقر والغنم يكون ذبحاً ويكون بقطع الحلق أعلى العنق.
- ويستحبّ في الذّبح إن كانت الذّبيحة إبلاً أن ينحر قائماً على ثلاث قوائم معقول الرّكبة، أو باركاً ، أمّا إن كانت الذّبيحة من الغنم والبقر فتضجع على جنبها الأيسر.
- ويستحبّ عند الذّبح أن يقول اللهم منك وإليك تقبل مني.
وقت الأضحية
عندما شُرّعت التّضحية حُدّد لها وقت معيّن ومعروف، وهو من بعد صلاة عيد الأضحى في يوم النّحر وحتّى غروب شمس آخر أيّام التّشريق، فأيّام الذّبح المعلومة يوم الأضحى وثلاثة أيّام بعده، قمن ذبح قبل الفراغ من صلاة العيد لم تُقبل منه ضحيّته، وكانت ذبحاً للحم دون قربة، ومن ذبح بعد غروب شمس اليوم الثّالث من أيّام التّشريق لم تُقبل منه ضحيّته، وكانت ذبحاً للحم إلا أن يتأخّر بسبب عذر كأن تهرب الضحيّة ولا يجدها حتى غروب الشّمس، أو أن يوكّل أحدٌ بأن يذبح عنه وينسى، فإن ذبح بعذر فيتقبّل منه بإذن الله وذلك واردٌ عن أهل العلم، والذّبح في النّهار والليل جائزٌ في أيّام الذّبح لكنّ الذبح في النّهار أفضل، وكذلك الذّبح في يوم العيد أفضل ولو كان بعد صلاة العيد مباشرةً لكان ذلك خير، من باب المسارعة للخيرات والمسابقة للطّاعات والله أعلم.[9]
ختاماً لما للتّضحية من أجرٍ عظيم وفضلٍ كبير عند الله سبحانه تمّ في هذا المقال بيان مشروعيّة الأضحية والحكمة من ذلك، وتمّ الإجابة على سؤال سؤال هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية، وبيان شروطها ووقتها، وذكر بعض السّنن والآداب المتعلّقة بالضّحيّة.
المراجع
- alukah.net , حكمة مشروعية الأضحية , 05/06/2024
- صحيح الترغيب , الألباني/أبو هريرة/1087/حسن
- صحيح مسلم , مسلم/جابر بن عبد الله/1318/صحيح
- islamweb.net , الابن الذي يعيش وأسرته مع والديه هل يضحي بنفسه أم يشترك معهما , 05/06/2024
- islamqa.info , كيفية تقسيم الأضحية في الأكل والصدقة , 05/06/2024
- islamqa.info , شروط الأضحية , 05/06/2024
- تخريج مشكاة المصابيح , الألباني/البراء بن عازب/1410/إسناده صحيح
- islamweb.net , فصل في سنن الذبح وآدابه سواء الأضحية وغيرها , 05/06/2024
- islamqa.info , وقت ذبح الأضحية , 05/06/2024
التعليقات