هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية

هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية، حيثُ أن رأس السنة الهجرية يعتبر من الأيام المُميزة لدى المسلمين، حيثُ إنه يمثل حدثاً عظيماً في تاريخ الإسلام، ويكون عادة في الأول من شهر محرم، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية إسلام ويب، وآراء العلماء المُتعددة في استنباطَ الحكم الشرعي لذلكَ.

رأس السنة الهجرية

هيّ اليوم الأول من العام الهجريّ، والذي يصادفُ الأول من شهر مِحرم، وسميت بالسنة الهجرية نسبة إلى هجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وعدد أشهر السنة الهجرية اثني عشر شهرًا، وتبدأ السنة الهجرية من شهر محرم وتنتهي بشهر ذي الحجة، وتعتبر الأساس لبداية الحضارة الإسلامية واتساع نطاقها على مدى التاريخ، وقديمًا كان العرب قبل الإسلام يعتمدون على الأشهر القمرية لتحديد تاريخهم، أما بعد مجيء الإسلام، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أقر المسلمون تقويمًا خاصًا بهم يوثقون فيه الأحداث التاريخية وغيرها، وكان ذلك في سنة سبع عشرة للهجرة.[1]

شاهد أيضًا: هل رأس السنة الهجرية إجازة رسمية

هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية

تعددت آراء الفقهاء في حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية كما يلي:

• الرأي الأول: عدم جواز الاحتفال برأس السنة الهجرية

وذلك لأنها لم تأتي في أي من المصادر عن فعل لرسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، أو عن صحابته الكرام -رضوان الله عليهم-، ولا عن التابعيّن وأتابعهم، وبناء عليه فإن الاحتفال برأس السنة الهجرية غير جائز على رأي بعض أهل العلم، التي لا ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، إذ لو كان الاحتفال بمثل ذلك خيرًا لفعله الصحابة الكرام والسلف الصالح -رضي الله عنهم-.

• الرأي الثاني: جواز الاحتفال برأس السنة الهجرية

حيثُ أجيزَ الاحتفال برأس السنة الهجرية لأصحاب هذا الرأي، لأن ذلكَ يدخل في باب العادات لا باب العبادات، وهنا فرق بالتأكيد، وبالتالي فلا يقال إنه ابتداع في الدين، ولا يدخل باب البدع، إذ ليس مقصود الإنسان من الاحتفال برأس السنة التعبّد لله -عز وجل- بل هو من محاسن العادات وطيب الأخلاق، وقالوا أيضًا أن تمني الخير للناس والدعاء لهم به في مختلف المناسبات من الأمور الطيبة المستحبة.

شاهد أيضًا: موعد رأس السنة الهجرية

حكم التهنئة بالسنة الهجرية إسلام ويب

جاء في حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد عن إسلام ويب أنّه لا ضير من التهنئة طالما أنها وردتْ في محاسن العادات، والأصل في العادات هو الإباحة، إذ يؤخذ منها معناها، والمعنّى هو التودد وإظهار الفرحة، والأصل هنا ألا يبتدئ المسلم التهنئة كما جاء عن الإمام أحمد بن حنبل بقوله: “أنا لا أبتدئ أحداً، فإن ابتدأني أحد أجبته، وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأموراً بها، ولا هو أيضاً مما نهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة. والله أعلم”، وهذا هو الصواب كما قال الشيخُ ابن عثيمين أيضًا.

شاهد أيضًا: ما حكم صيام رأس السنة الهجرية

السبب في عدم جواز التهنئة بالسنة الهجرية

الأصل للمسلم أن يلتزم بكل ما وردَ في كتاب الله -سبحانهُ وتعالى- المُعجز، وفي سنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، والتي لم يردْ فيها أي ذكر عن الاحتفال برأس السنة الهجرية، وقد ذكر المقريزي أن أول من احتفل برأس السنة الهجرية هم حكام الدولة الفاطمية في مصر، والذي ينبغي للمسلم في ذلك اليوم أن يتفكر فيما مضى من عمره، وما قدّمه فيه من أعمال، وأن يعزم على الاجتهاد في عامه القادم، وتحسين ما سبق من اعوجاج أو انحراف، ولا بأس من تذكّر سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وجهاده وهجرته في سبيل إصلاح الأمة ونفعها.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية، حيثُ سلطنا الضوء على آراء العلماء في حكم التهنئة والاحتفال بالسنة الهجرية الجديدة.