هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط

هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط هو الموضوع الّذي ستتمّ مناقشته في مقالنا هذا، فليلة النصف من شعبان ليلةٌ هامّةٌ بالنّسبة للمسلمين بما تحمله من فضلٍ وخيرٍ من عند الله تبارك وتعالى، وقد اختلف أهل العلم فيها وبأحكامها، وتعدّدت الأقوال في ذلك، وعبر موقع المرجع سيتمّ بيان الحكم الشّرعيّ لصيام ليلة انتصاف شهر شعبان فقط دون غيرها من الأيّام، كذلك سيتمّ التعريف بحكم تخصيص هذه الليلة بعبادةٍ معيّنة وهل يجوز الصيام بعد نصف شعبان.

هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط

قال أهل العلم أنّه لا يجوز للمسلم أن يخصّ ليلة النّصف من شعبان بالصّيام دون غيرها، لأنّ ذلك لم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولا عن السّلف الصّالح من بعده رضوان الله عليهم، فتخصيص ليلة النصف من شعبان بالصّيام ما هو إلا بدعة، لا يصحّ للمسلم أن يقوم بها أو أن ينشرها بين النّاس، فالمبتدعون والمحدثون في دين الله تعالى ما ليس فيه مآلهم النّار يوم القيامة، لكنّ يجوز لمن كان يصوم من أول شهر شعبان أن يصومها أو أن من أراد صيام الأيام البيض الثلاثة، أو وافقت هذه الليلة الاثنين أو الخميس لمن اعتاد صومهما، فيجوز في هذه الحالات الصّيام في هذه الليلة، أمّا صيامها وحدها دون باقي الأيام ودون اعتياد الصّيام فهو غير جائزٍ إطلاقًا، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام في شهر شعبان

هل يجوز قيام ليلة النصف من شعبان فقط

قال جمهور أهل العلم والفقه والمذاهب الأربعة أنّه يُستحبّ للمسلم أن يقوم ليلة النّصف من شعبان، وأن يحيي هذه الليلة لما فيها من الخير والأجر والفضل الكبير من الله الرّحمن الرحيم، ففيها تُفتح أبواب المغفرة والرّضا، وفيها تتنزّل الرحمات والفضائل على العباد من عند الله جلّ جلاله وتعالى جدّه، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه المبارك: “يطَّلِعُ اللهُ إلى خلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشركٍ أو مشاحنٍ”.[2] فيقوم المسلم هذه الليلة ليدعو الله تعالى ويسأله العفو والمغفرة والجنّة، ويصلّي لله تبرك وتعالى ويُكثر من الاستغفار والدّعاء وتلاوة القرآن، فإن فعل ذلك فله الأجر بإذن الله، وإن لم يفعل ذلك فلا بأس عليه ولا حرج.[3]

هل يجوز صيام النصف الثاني من شهر شعبان فقط

اختلف أهل العلم في حكم صيام النّصف الثّاني من شهر شعبان المبارك، وقد استخلصوا رأيًا وقولًا واحدًا وهو أنّه يجوز لمن اعتاد الصّيام في شهر شعبان أو غيره، أو من صام من النصّف الأول في شهر شعبان، أو كان يصوم الاثنين والخميس والأيام البيض، يجوز له الصّيام في النّصف الثاني من شعبان، كذلك يجوز لمن عليه قضاءٌ أو نذرٌ أو كفّارة، فيكون الصّيام صحيحًا بإذن الله، لكن لم يكن يفعل أيًّا من تلك فيُكره الصّيام في النّصف الثاني من شعبان، لأنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد نهى عن الصيام في شعبان إذا انتصف، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم صيام يوم الجمعة في شهر شعبان

هل يصح تخصيص ليلة النصف من شعبان بدعاء معين

لا يجوز للمسلم أن يخصّص ليلة النّصف من شعبان بعبادة معيّنة، وألّا يفعل هذه العبادة إلّا في ليلة النّصف من شعبان، سواءً كان صلاةً معيّنةً أو دعاءٍ معيناً أو أيّ عبادةٍ أخرى، فالمسلم من الجائز له أن يقوم ليلة النّصف من شعبان فيتعبّد الله تبارك وتعالى لكن دون زيادة الاجتهاد أو المبالغة، يقومها كما يقوم أيّ ليلةٍ أخرى، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: موعد صيام الأيام البيض لشهر شعبان 1443 في السعودية

فضل ليلة النصف من شعبان

ليلة النّصف من شعبان من الليالي العظيمة الّتي جعل الله تعالى فيها الخير العظيم والأجر الكبير، فقد فتح فيها أبواب رحمته ومغفرته وعفوه، فيغفر الله تبارك وتعالى في هذه الليلة لكلّ عباده إلّا المشركون والمختصمون منهم حتّى يصطلحوا، ويرضي الله تعالى في عن عباده، وقيل أنّ فيها تُرفع الأعمال إلى الله تعالى، لكن لم يثبت هذا القول نصاً شرعياً، كما قيل إن في النّصف من شعبان تمّ تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وتعد هذه الليلة فرصةً عظيمة ينال بها العاصي والمذنب المغفرة من الله العليّ القدير، فهو الغفور ذو الرحمة تبارك اسمه.[6]

شاهد أيضًا: فضائل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه

هنا نصل لختام مقالنا هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط، حيث ذكرنا الحكم الشّرعيّ لهذه المسألة وتعرّفنا على فضل هذه الليلة وحكم تخصيصها بعبادةٍ معيّنة، بالإضافة إلى ذكر حكم صيام النّصف الثاني من شعبان.