هل يجوز المعايده قبل صلاة العيد

هل يجوز المعايده قبل صلاة العيد فالعيد من شعائر الإسلام وعباداته، وقد شرعه الله بعد تمام الطاعة، فعيد الأضحى يأتي بعد تمام فريضة الحج، وعيد الفطر يأتي بعد تمام فريضة الصيام، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن هل يجوز المعايدة قبل صلاة العيد، وعن حكم إظهار الفرح والسرور يوم العيد، وعن آداب يوم العيد.

هل يجوز المعايده قبل صلاة العيد

التهنئة بالعيد من الأمور المباحة، ولقد رُوي ذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، ولا يوجد دليل يمنع التهنئة قبل صلاة العيد، قال الشيخ ابن عثيمين: “التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة -رضي الله عنهم- وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الآن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنئ بعضهم بعضاً ببلوغ العيد واستكمال الطاعة”، وقد جاء في المغني لابن قدامة قال: “وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث منها: أن محمد بن زياد، قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك”، وجاء في سنن البيهقي: “عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: لَقِيتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ، فَقَالَ: نَعَمْ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ، قَالَ وَاثِلَةُ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عِيدٍ فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ، فَقَالَ: نَعَمْ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ”، فظاهر فعل الصحابة والمنقول عنهم: أن التهنئة بالعيد تكون بعد صلاة العيد، فلو اقتصر الإنسان على ذلك، اقتداءً بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك حسن، وإن هنأ به قبل ذلك، مبادرة لصاحبه: فالظاهر أنه لا بأس به إن شاء الله؛ لأن التهنئة بالعيد من باب العادات، والأمر في باب العادات فيه سعة، ومرجعه إلى العرف السائد بين الناس.[1]

شاهد أيضًا: تحميل تكبيرات عيد الاضحى mp3 ، أجمل تكبيرات العيد 

حكم اظهار الفرح والسرور يوم العيد

إن اظهار الفرح والسرور يوم العيد، أمر جائز ومستحب إذا كان في الحدود الشرعية، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رخص إظهار السرور في هذا اليوم، بالغناء والضرب بالدف واللعب واللهو المباح، بل إن من الأحاديث ما يفيد أن إظهار هذا السرور في الأعياد شعيرة من شعائر هذا الدين، ورُوي عن عائشة قالت: “دخَل عليَّ أبو بكرٍ وعندي جاريتانِ مِن جواري الأنصارِ تُغنِّيانِ بما تقاوَلتِ الأنصارُ يومَ بُعاثَ فقال أبو بكرٍ: أمِزمارُ الشَّيطانِ في بيتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ وذلك في يومِ عيدٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أبا بكرٍ إنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا وهذا عيدُنا”،[2] ورُوي عن أنس رضي الله عنه قال: “قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ”،[3] وهذا كله يدل على استحباب إظهار السرور في أيام العيدين، بإتمام فريضتي الصيام والحج.[4]

شاهد أيضًا: رسائل عيد الاضحى للاهل والاصدقاء والاحباب

آداب يوم العيد

هناك جملة من الأحكام والسنن والآداب المتعلقة بالعيد، ينبغي للمسلم أن يراعيها ويحرص عليها، ومن هذه الآداب:[5]

الأكل في يوم العيد

يستحب الأكل في عيد الأضحى بعد صلاة العيد، وفي عيد الفطر يستحب الأكل قبلها، ونقل الإجماع على ذلك: ابن رشد، وابن قدامة.

شاهد أيضًا: دعاء الاضحية عند السنة الصحيح

الغسل والتطيب في يوم العيد

يسن الغسل للعيدين، وهو مذهب الجمهور: الحنفية، والشافعية، والحنابلة، وقول للمالكية، وحكي الإجماع على ذلك، ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أنه كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو”، ولأنه يوم عيد يجتمع فيه الكافة للصلاة؛ فسن فيه الغسل لحضورها كالجمعة، ويستحب التطيب في يوم العيد، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وذلك لأنه يوم اجتماع يجتمع فيه الناس، كالجمعة؛ ولأنه يوم الزينة.

لبس أحسن الثياب يوم العيد

يستحب أن يخرج متجملًا لصلاة العيد على أحسن هيئة، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، قال الله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}،[6] وأن عمر بن الخطاب رأى عطاردا التميمي يبيع حلة من ديباج، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رأيت عطاردًا يبيع حلة من ديباج، فلو اشتريتها فلبستها للوفود وللعيد وللجمعة؟ فقال: “إنَّما يَلْبَسُ الحريرَ مَن لا خَلاقَ له”،[7] وعن نافع: “أن ابن عمر كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه”.

التهنئة بالعيد

لا بأس بالتهنئة بالعيد، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، فعن محمد بن زياد الألهاني، قال: “رأيت أبا أمامة الباهلي يقول في العيد لأصحابه: تقبل الله منا ومنكم” وعن جبير بن نفير، قال: “كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم”.

التبسط في المباحات يوم العيد

يجوز يوم العيد التبسط في المباحات، كلعب الغلمان، وغناء البنات الصغار، ونحو ذلك، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: “دخل عليَّ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعندي جاريتانِ تُغنِّيانِ بغِناءِ بُعاث، فاضطجعَ على الفِراشِ، وحَوَّلَ وجهَه، ودخَل أبو بكر، فانْتَهَرني، وقال: مِزمارةُ الشيطانِ عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقبل عليه رسولُ اللهِ عليه السلام، فقال: دَعْهُما، فلمَّا غفَل غمزتُهما فخرجتَا، وكان يومَ عيدٍ، يَلعَبُ السودانُ بالدَّرقِ والحِراب، فإمَّا سألتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإمَّا قال: تَشْتَهينَ تَنظُرينَ؟ فقلت: نعمْ، فأقامني وراءَه، خدِّي على خدِّه، وهو يقولُ: دُونَكم يا بَنِي أَرْفِدَةَ، حتى إذا مَلِلتُ، قال: حسبُكِ؟ قلتُ: نعمْ، قال: فاذْهَبِي”،[8] وعن أنس رضي الله عنه، قال: “قدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ولهم يومانِ يَلعُبون فيهما، فقال: قدْ أبدَلَكم اللهُ تعالى بهما خيرًا منهما: يومَ الفِطرِ، والأَضْحى”.[3]

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن هل يجوز المعايده قبل صلاة العيد، وعن حكم اظهار الفرح والسرور يوم العيد، وعن آداب يوم العيد.

المراجع

  1. islamqa.info , حكم التهنئة بالعيد قبل دخوله , 02/06/2024
  2. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 892، صحيح.
  3. صحيح أبي داود , الألباني، أنس بن مالك، 1134، حسن.
  4. islamway.net , ما حكـم إظهار الفرح والسرور بعيد الفطر وعيد الأضحى؟ , 02/06/2024
  5. dorar.net , آدابُ يَومِ العِيدِ , 02/06/2024
  6. سورة الأعراف , الآية 31
  7. صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عمر، 6081، صحيح.
  8. صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 2906، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *