هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز

هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز هو ما يبحث عنه الكثير من المسلمين، حيث إن اللجنة الدائمة للإفتاء بيّنت أنّه لو وجد غير المسلمين من يقوم بدفن موتاهم لا يجب ولا ينبغي للمسلمين أن يتولوا دفنهم، ولا أن يشاركوا غير المسلمين ولا أن يعاونوهم على دفن موتاهم، ولا أن يشاركوهم في تشييع جنائزهم فهذا فعلٌ لم يُعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان هل يجوز الترحم على غير المسلم للشيخ ابن باز رحمه الله.

هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز

إنّ غير المسلم من اليهود أو النصارى أو الملاحدة أو عبدة الأوثان أو غيرهم لا يجوز الترحم على موتاهم بحسب ما أفتى به الشيخ ابن باز وما اتفق عليه أهل العلم من غير خلاف، وكذلك كل من ترك الصلاة جاحدًا بها فإنّه يشابههم في الحكم، والأدلة الشرعية على ذلك واضحة وصريحة في كتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى في محكم تنزيله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}. [1] حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم بم يُؤذن له أن يستغفر لأمه لأنّها ماتت على غير الإسلام، فالذي مات على الكفر لا يستغفر له ولا يدعى له، لا تارك الصلاة، ولا عابد القبور، ولا اليهودي، ولا النصراني، ولا الشيوعي، ولا القادياني، ولا أشباههم ممن يتعاطى ما يكفره ويخرجه من دائرة الإسلام والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الكافر

حكم الترحم على غير المسلم

لا يجوز الترحم على غير المسلم، حيث إن الترحم على المسيحي واليهودي والبوذي وغيرهم محرم في الشريعة الإسلامية، ويمكن القول إن الترحم على كلّ من لا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، لا يجوز مطلقًا، وذلك لعموم الأدلة الشرعية الواردة في هذا الخصوص والتي تدل على تحريم هذا الفعل، وقد ورد عن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أنه قال في مجموع الفتاوى: ” وقد قال تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ـ في الدعاء، ومن الاعتداء في الدعاء: أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله، مثل: أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك”.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على المسيحيين

هل يجوز الترحم على موتى غير المسلمين

إنّ من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم كان أنه يُحسن التعامل مع أهل الكتاب، فكان رحيمًا بهم محسنًا إليهم ويتصف بالأوصاف الحسنة الكاملة معهم، ولكنه لم يستغفر لهم، فالإحسان لغير المسلمين لا يسوغ أن يترحم عليهم أو أن يستغفر لهم بعد موتهم، فلا يجوز الترحم على موتى الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، فالله سبحانه وتعالى وهو الرحمن الرحيم وهو أرحم الراحمين، نهى النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه عن الاستغفار للمشركين حتى لو كانوا أولوا قربى، لكن يجوز الدعاء للمشركين بالهداية والتوبة والإسلام، وقد ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية: “اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور، بل بالغ بعضهم، فقال: إن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله؛ لأن فيه تكذيبًا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به، وأن من مات على كفره، فهو من أهل النار”.[4]

هل يجوز تشييع جنازة المسيحي

لم يرد في اتباع جنازة غير المسلم دليلٌ قطعي في النهي عنها أو إباحتها، وإنما كان الدليل القطعي في حرمة الصلاة عليه والدعاء له فلا يجوز بالإجماع أن يتم الترحم على غير المسلم، فمن قال من أهل العلم أنه يحرم اتباع جنازة الكفار استدل على أنّ ذلك من باب الصلاة عليه، والصلاة على الكافر محرمة، فقد قال البهوتي في الإقناع: “وإنما منع المسلم من اتباع جنازة الكافر .. لما فيه من التعظيم له، والتطهير، فأشبه الصلاة عليه، وهي محرمة بنص القرآن الكريم”  وآخرون قالوا أنه يجوز السير في جنازة المسيحي مستدلين بآثارٍ واردة عن السلف وقالوا أنه يتبع جنازة الكافر مجاملة، والأفضل عدم السير في جنازة المشركين خروجًا من الخلاف والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز الدعاء لغير المسلم

هل يجوز التعزية في الميت غير المسلم

اختلف أهل العلم في مسألة التعزية في المسيحي واليهودي وغير المسلم، فمنهم من قال أنه يجوز ومنهم من قال أنّه باطل لا يجوز، وذلك يرجع للمصلحة ورجاء إسلام المُعزّى له، ولكن من قال أنه يجوز اشترط الحذر من الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة إذ أن ذلك محرم باتفاق أهل العلم، وإنما يقال لهم أيّ كلامٍ لا يخالف الشريعة ويخفف عنهم ويطيب خاطرهم، وقد ورد عن اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية: “إذا كان قصده من التعزية أن يرغبهم في الإسلام، فإنه يجوز ذلك وهذا من مقاصد الشريعة، وهكذا إذا كان في ذلك دفع أذاهم عنه، أو عن المسلمين لأن المصالح العامة تغتفر فيها المضار الجزئية” فإن كان في تعزيتهم إعزازٌ لهم وتكريم فهي محرمة، أما إن كان فيها مصلحة فلا بأس والله أعلم.[6]

بهذا نختتم مقال هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز، والذي بين رأي الشيخ ابن باز في مسألة الترحم على الكفار، وبيان أقوال أهل العلم في مسألة الدعاء لموتى الكفار.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *