هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته

هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته من الأسئلة التي تدور في رأس الكثير من النّاس، ولأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد أوصى بالتّرحّم على موتى المسلمين، والتّرحّم هو الدّعاء وطلب الرّحمة للميّت من الله -صبحانه وتعالى- وقد حرّم الإسلام التّرحم على الكافر بالله، وحتّى لا يتمّ الوقوع في الحرام وفعل ما حرّم الله، سيقوم موقع المرجع ببيان حكم هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته، وذلك بعد أن يعرّفنا بالشّيعي.

من هو الشيعي

قبل معرفة اجابة سؤال هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته، لابد من معرفة من هو الشيعي قبل ذلك، فالشيعة اسمٌ يُطلق على إحدى طوائف المسلمين، ويعني تشيّع أي مال واتّبع، والشّيعة هم أتباع علي، فيطلقون على أنفسهم شيعة علي، حيث أنّ الشيعة يرون أنّ عليّ بن أبي طالب ونسله المرجع الأول للمسلمين بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ويُطلقون عليه اسم الإمام ويقولون أنّه لا يجوز اتّباع غيره بعد النّبي، ويرى الشّيعة أنّ التّشيّع هو أصل الإسلام، وينتشر الشّيعة في العصر الحاضر في جميع أنحاء العالم بنسبٍ متفاوتة، وهم على طوائف عدّة وكثيرة، وتعدّ الإثنا عشرية هي الطائفة الأكبر وتليها الاسماعيلية ثمّ الزّيديّة، وتؤمن الطّائفة الاثنا عشرية بأربعة عشر معصوم منهم إثنا عشر إماماً معصوماً، ويعتبرون أنّ إمامهم الثاني عشر هو المهدي المنتظر، ويعتبر الشّيعة أنفسهم هم أهل الإسلام الحقيقيّ وأنّهم يفعلون ما أراده الله -سبحانه وتعالى- ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلّم- منهم أن يفعلوه، فيرون أنّهم الحق وغيرهم على باطل.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الحيوانات

هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته

إنّ التّرحّم على الشّيعي بعد وفاته لا يجوز إذا كانت بدعته التي تبعها تخرجه من الإسلام ويجوز إذا كان مسلماً يؤمن بالله ورسوله،  فالمسلم الحق يحزن ويترحّم على من يتّبع دين الله -سبحانه وتعالى- ويهتدي بسنّة نبيّه -صلى الله عليه وسلّم- وعليه أن يفرح بهلاك أهل البدع والضّلال وأهل الباطل، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه عنه الصّحابي الجليل ألو قتادة حارث بن ربعي -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم مرَّ عليْهِ جنازةٌ فقالَ مستريحٌ ومستراحٌ منْهُ فقالوا ما المستريحُ وما المستراحُ منْهُ ؟ قالَ : العبدُ المؤمنُ يستريحُ من نصَبِ الدُّنيا وأذاها والعبدُ الفاجرُ يستريحُ منْهُ العبادُ والبلادُ والشَّجرُ والدَّوابُّ”.[2] فأهل العم كانوا يفرحون لموت أهل البدع والضّلال وأهل الدّعاة للباطل، فكيف لا يفرح المسلم بموت من آذى العباد وأفسد البلاد، وقد ورد عن الحافظ بن كثير في البداية والنّهاية، أنّه قال في أحد رؤوس البدع أراح الله المسلمين منه فلله الحمد والمنّة، وحين مات فرح أهل السّنّة بموته فرحاً شديداً وأظهروا الشّكر لله، فالواجب على المسلم أن يفرح إذا مات من يدعو لغير الله أو أشرك به أو ينشر فساداً في الأرض، فما من مسلمٍ يخشى الله ويغار على دينه إلا ويفرح بهلاك من يعلم أنّ ببقائه هدم الإسلام، ومن بموته ينكسر معولٌ من معاول الهدم.[3]

فالشّيعي إن كان يدعو للشّرك وعبادة آل البيت ويغلّي عليّاً أو الحسن أو الحسين، أو يعبد أحدهم دون الله، أو يدّعي أنّ عليّاً هو الله والعياذ بالله، فهو من أهل الكفر والضّلال ولا يجوز أن يترحّم المسلم عليه، أمّا إن كان جاهلاً وهو من أهل البدعة فقط وممّن يقول أن علي أفضل من عمر وعثمان وأبو بكر، فهو عاصٍ ما لم يأت بغير ذلك ممّا يخرجه من الإسلام، فالشّيعة اليوم من أضلّ النّاس وأكفرهم وخاصّةً الرّافضة والنّصيريّة والإسماعيلية، فهم يدعون للشّرك بالله وسبّ ولعن الصّحابة وعبادة آل البيت والادّعاء بألوهيّتهم والعياذ بالله.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقة الاولى بدون علمها

ما هو حكم الترحم على الشيعي

بعد معرفة هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته سيتمّ التعرف على حكم الترحم على الشيعي، فالوارد عن أهل العلم أنّ الشّيعة ليسوا على مبدأ واحد فمنهم الغلاة الخارجون عن الملّة باتّفاق أهل العلم، وهؤلاء لا يجوز التّرحّم عليهم أبداً لأنّهم ليسوا مسلمين، ومنهم من يبتدع ويتفاوت في بدعته وهؤلاء من لم تُخرجه بدعته عن الملة جاز الترحم عليه ومن أخرجته أصبح التذرحم عليه لا يجوز، فالشيعة بمجملهم ضلّالٌ فاسقون خارجون عن الحقّ، فقد قالوا أن القرآن محرّف بزيادةٍ ونقص، وعظّموا أئمتهم حدّ الألوهيّة والتذعظيم فوق الأنبياء، وألّهوا بعض الصّحابة وغلو في بُغض آخرين من الصّحابة، فهؤلاء بلا شكّ كفروا بالله ولا يجوز معاملتهم معاملة المسلمين ولا يجوز التّرحّم عليهم أبداً لأنّ ذلك مخصوصٌ لأهل الإسلام والإيمان بالله الواحد القهّار والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة القرآن للميت

هل يجوز أن نترحم على غير المسلم

إنّ المرور على إجابة التّساؤل المطروح هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته، يدفع المسلم للبحث عن حكم أن نترحم على غير المسلم، وقد أجمع أهل العلم بعدم جواز الدّعاء للكفّار والتّرحّم عليهم، سواءً كانوا يهوداً أو نصارى أو غيرهم، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.[6] فالتّرحم على الكافر والصّلاة عليه من الأمور المحرّمة شرعاً، فالتّرحّم من الدّعاء ولا يجوز الاعتداء بالدّعاء وطلب الرّحمة للكافر من صور الاعتداء بالدّعاء، فأن تسأل الله الرّحمة لمن لا يستحقها ذلك اعتداء، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في الحديث الذي رواه عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أنْ أسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، واسْتَأْذَنْتُهُ أنْ أزُورَ قَبْرَها فأذِنَ لِي”.[7] مع أنّها توفّيت قبل الإسلام لكنذها كانت على دين الجاهليّة فلم يأذن الله -سبحانه وتعالى- أن يستغفر لها وهذا من باب التّرحم عليها وهي أمّه، فكيف بمن كفروا بالله ورسوله بعد أن شهدوا الإسلام فإنّه لا يجوز التّرحم عليهم وهو حرامٌ شرعاً والله ورسوله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: هل الشيعة يصومون يوم عرفة

إلى هنا تكون نهاية مقال هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته، حيث تعرّفنا فيها على من هو الشيعي وعرفنا معنى الشيعة، وتمّ في المقال بيان حكم الترحم على الشيعي، وتوضيح الإجابة على التّساؤل هل يجوز أن نترحم على غير المسلم.

المراجع

  1. marefa.org , شيعة , 01/08/2021
  2. صحيح النسائي , الألباني/ ألو قتادة الحارث بن ربعي/1929/صحيح
  3. dorar.net , الموقف الشرعي من وفاة أهل البدع والضلال , 01/08/2021
  4. binbaz.org.sa , ما حكم تكفير الشِّيعة؟ , 01/08/2021
  5. dorar.net , لحكم على الشيعة , 01/08/2021
  6. سورة التوبة , الآية 113
  7. صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/976/صحيح
  8. islamweb.net , الترحم على أموات غير المسلمين من الاعتداء في الدعاء , 01/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *