هل يجوز الزيادة في زكاة الفطر

هل يجوز الزيادة في زكاة الفطر أحد الاستفسارات الكثيرة التي شاعت مؤخراً نظراً لاقتراب موعد عيد الفطر المجيد، وهذا لأن زكاة الفطر واجب على كل مسلم ومسلمة بالغين عاقلين راشدين قادرين على إخراجها لجعل الصيام وأعمال الشهر الفضيل مقبولة تكتمل بإذن الله، وعبر موقع المرجع سوف نسلط الضوء هل تجوز الزيادة في زكاة الفطر بنية الصدقة؟ أو بغيرها، وكل ما يخص هذا الموضوع بصورة مفصّلة.  

هل يجوز الزيادة في زكاة الفطر

نعم يجوز الزيادة في زكاة الفطر كما فعلت بنية الصدقة، وحتى لو لم يتم إخبار الفقير بها، لكن الواجب إخراج زكاة الفطر صاعاً من قوت البلاد، يخرجها العبد عن نفسه، وصاعاً عن كل فرد من أهل بيته، وكل من تلزم نفقة عليه، ولكن إذا تطوع العبد في إخراج زيادة ففي ذلك خير له بحسب ما ذهب إليه مذهب الجمهور، والدليل جاء في قوله تعالى في سورة البقرة الآية 158: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}، ولكن المالكية ذهبوا إلى الإكراه في زيادة زكاة الفطر فوق الواجب، بل رأوا في ذلك بدعة، وعللوا ذلك لأن هناك تحديد للشارع، وفيها بدعة مكروهة كالزيادة في التسبيح على ثلاث وثلاثين.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأواخر

هل تجوز الزيادة في زكاة الفطر بنية الصدقة؟

نعم، تجوز الزيادة في زكاة الفطر بنية الصدقة، وهذا لأن الواجب أن ينوي العبد الزائد عن زكاة الفطر على أنها صدقة، كمن يشتري كيس من الأرز ويريد أن يوزعه فطرة عنه وعن آل بيته، لكن الكيس يحتوي أكثر من زكاة الفطر عن آل بيته، فيكون الباقي منه صدقة عنهم جميعاً، فالواجب لزكاة الفطر صاع من قوت البلاد على كل فرد بالغ عاقل راشد كبير وصغير توزع للفقراء والمساكين، ولا حرج في زيادتها بنية الصدقة.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر تمر

حكم من دفع زيادة عن الواجب في زكاة الفطر ابن باز

لا حرج في دفع زيادة عن الواجب في زكاة الفطر فهو جائز بحسب ما جاء عن الشيخ ابن باز _رحمه الله_، شريطة أن تكون هذه الزيادة تطوع أو بنية الصدقة، فهذا مأجور عليه العبد، وله فضل كبير، وأجر عظيم، كما يجب أن تكون هذه الزيادة عن رغبة في الخير، ومرحمة للفقراء، ويجب أن يعلم أن ما شرعه الله من صدقة أو زكاة كافٍ ولا نقصان فيه، فيكون عمله بذلك بإذن الله مأجورٌ، ومثابٌ، ومخلوفٌ فيه، والله تعالى أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين

حكم البلوغ والعقل في زكاة الفطر

إن حكم البلوغ والعقل من أجل تأدية زكاة الفطرة أمرٌ مختلفٌ فيه بين الفقهاء والأئمة، وذهبوا إلى قولين هما ما يلي:[4]

القول الأول

يرى جمهور علماء الحنفية، وجمهور علماء الشافعية، وجمهور علماء المالكية بأن زكاة الفطر واجبة على كل فرد بالغ عاقل راشد، كما واجبة على الصبي، وعلى الشخص المجنون أيضًا، فإذا كانا الاثنين لا يملكا المال، فيجب على راعيهما إخراج المال عنهما، وكان دليلهم عى ذلك الحديث الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو سعيد الخدري حين قال: {كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فِينَا، عن كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَمَمْلُوكٍ}.[5]

القول الثاني

ذهب أئمة المذهب الحنفي، وكذلك الإمام محمد الشيباني حول موضوع حكم زكاة الفطر غير واجبة على الصبي، أو على الشخص المجنون حتى،  أو أن يدفعا المال عن نفسهما إذا كانا يملكاه، لكنّه واجب على ولي أمر الصبي أو المجنون، أو مالكه إذا كان عبد، أو ولي أمره، أو الشخص الذي يثع تحت وصايته، أو الراعي للشخص المجنون.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان هل يجوز الزيادة في زكاة الفطر، وقد أرفقنا في سطوره كل ما يخص الزيادة في زكاة الفطر بصورة مفصلة.