هل يجوز تقبيل رأس العجوز

هل يجوز تقبيل رأس العجوز من الأسئلة الّتي بحث عنها العديد من المسلمين، حيث أنّ الإسلام قد وضع العديد من الضّوابط والأحكام الشّرعية للمعاملات بين النّساء والرّجال، وذلك لأنّ الغريزة والفطرة البشريّة هي ميل كلّ طرفٍ للآخر، وقد حكم الإسلام بذلك درءً للفتن والوقوع في المحرّمات وما نهى عن القرآن الكريم والحديث النّبويّ المبارك، وعبر موقع المرجع سنتعرّف على حكم تقبيل رأس العجوز سواءً كان رجلًا أو امرأة، وهل يجوز للمسلم أن يصافح النساء الأجنبيّات؟

حكم مصافحة النساء من غير المحارم

قد أجمع أهل العلم على عدم جواز مصافحة الرّجل للمرأة الأجنبيّة عنه، حيث أنّ المصافحة ولمس اليد يعدّ من مقدّمات الجماع، فإنّ الرّجل إذا صافح امرأة ليست من غير محارمه فقد أتى بمقدمات الزّنا، والزّنا مهما كان فهو محرّمٌ وكبيرةٌ من الكبائر، ولقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَأَنْ يُطعَنَ في رأسِ أحَدِكُمْ بِمَخْيَطٍ من حَدِيدٍ خَيرٌ له من أنْ يَمسَّ امْرأةً لا تَحِلُّ لَهُ”.[1] وقد بيّن رسول الله مدى خطورة مسّ المرأة الأجنبيّة حيث أنّ المصافحة باليد هي بابٌ من أبواب الفتنة الّتي تؤدّي إلى المفسدة في الدّنيا والعذاب في الآخرة، وإنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لم يصافح امرأةً لا تحلّ له قط، حتى في أعظم موطنٍ وموضع حين جاءت النّساء يبايعن رسول الله، فأبى أن يصافحهنّ وقال أنّه لا يُصافح النّساء، أي النّساء الأجنبيات، وهو أبعد النّاس عن الريبة والشهوة والفتنة، فكيف بالرّجل العاديّ، لذا من واجب كلّ مسلمٍ أن ينتهي عن مصافحة النّساء من غير المحارم ليسدّ بابًا ومدخلًا من مداخل الفتنة وله الأجر والثّواب من الله جلّ وعلا.[2]

شاهد أيضًا: حكم ركوب الخيل للنساء ابن باز

هل يجوز تقبيل رأس العجوز

لا يجوز للمرأة أو الرّجل تقبيل رأس العجوز من غير المحارم سواءً كان هذا العجوز رجلًا أو امرأة، أي أنّه لا يحلّ للمرأة أن تقبّل رأس عجوزٍ هو من غير محارمها، لأنّه لا يحلّ لها ولا تحلّ له، وكذلك الرّجل لا يجوز تقبيل رأس المرأة العجوز الّتي هي من غير محارمه، فذلك أيضًا بابٌ من أبواب الفتنة والفساد الّتي يفتحها الشّيطان الرّجيم على من يقوم بذلك، ولكن يجوز للمسلم السّلام عليهم بالكلام وأن يحادثهم بالحديث الطّيب، كما يجوز له رعايتهم بالمال وغيره، وأن يقضي لهم حاجاتهم المختلفة بما يستطيع ويقدر، ولكن ضمن الحدود الشّرعيّة، فمن تخطّاها فقد أثم، لذا من واجب كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ الانتباه لمثل هذه الأمور، لأنّها قد تولّد الفتنة وسدّ الذريعة عندها واجبٌ على المسلم، حتّى لو فعل ذلك عن حسن نيّةٍ وبراءة، كما لا يجوز الخلوة بالعجائز، حيث أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان لا يخلو بامرأةٍ أجنبيّة قط ولا حتّى من العجائز، رغم أنّ ذلك مباحٌ له خصيصًا دونًا عن أمّته كلّها، وهو البعيد عن النيّة السيّئة أو الفتنة والريبة، صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.[3]

شاهد أيضًا: حكم كشف الوجه ابن عثيمين

حكم المشافهة بالسلام والمصافحة للعجائز

يجوز السلام بالمشافهة على العجائز من الرّجال والنّساء، والتحدّث معهم بالكلام الحسن الطّيّب الّذي يخلو من الريبة، وأمّا المصافحة فهي محرّمة على غير المحارم، فلا يجوز للمسلم أو المسلمة مصافحة العجوز من غير المحارم، وذلك لأنّ تحريم مس الرّجل للمرأة أو العكس شمل جميع الفئات العمريّة ولم يختصّ بالشّباب دون العجائز، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم تغطية الوجه في الصلاة

هنا نصل لختام مقالنا هل يجوز تقبيل رأس العجوز حيث ذكرنا الحكم الشّرعيّ لهذه المسألة وتحدّثنا حكم مصافحة النساء من غير المحارم وحكم مصافحة العجائز والسلام عليهم.