هل يجوز الصلاه بملابس فيها رسومات

هل يجوز الصلاه بملابس فيها رسومات من الأحكام الشرعية التي تهمّ كلّ مسلم ومسلمة، فأحكام الصّلاة هي من أهمّ ما يجب على المسلمين معرفته وإدراكه، فالصّلاة من أهمّ العبادات في الدّين الإسلامي فهي واحدةٌ من أركان الإسلام الخمس، وهي عمود الدّين والحدّ الفاصل بين الكفر وبين الإيمان، فمن ترك الصّلاة يعدّ خارجًا من ملّة الإسلام، والصّلاة أوّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله، ولذلك يهتمّ موقع المرجع من خلال هذه المقال بيان أحد أهمّ أحكام اللباس في الصلاة، وهو حكم الصلاة بملابس فيها رسومات، بالإضافة لتوضيح عدّة أحكامٍ مهمّة أخرى.

هل يجوز الصلاه بملابس فيها رسومات

إنّ الصلاة بملابس فيها رسومات لا يجوز إن كانت الصور لذوات الأرواح ومكروهة لو كانت لغير ذات الأرواح، فلا يجوز بطبيعة الأمر أن يقوم المسلم بلبس ما فيه صورة حيوانٍ أو إنسان، وذلك لما ورد في الصّحيح عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَقالَ: شَغَلَتْنِي أَعْلَامُ هذِه، اذْهَبُوا بهَا إلى أَبِي جَهْمٍ وأْتُونِي بأَنْبِجَانِيَّةٍ”.[1]  والأنبجانية هي كساءٌ يتّخذ من الصوف، وقد سئل الشّيخ ابن عثميني عن الإنسان يصلي في ثياب فيها صورة حيوان أو إنسان، فقال لا يجوز، ولا يجوز له أن يرتدي على رأسه ما فيه ذلك، والواجب لمن عنده من ذلك أن يتلفه، ولو أنّ المسلم صلّى في ثوب يشتمل على صورة إنسان أو حيوان فإنّ صلاته صحيحة لكنّه آثم، ولو صلّى وهو جاهل بهذا الحكم فلا شيء عليه، ولو كان يعلم به فصلاته صحيحة لكنّه يأثم بأصحّ أقوال أهل العلم، فبعضهم يقول أنّ صلاته لا تقبل ويأثم بذلك والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بالحذاء

هل يجوز الصلاه بملابس برسومات مع تغطيتها

قد يبحث البعض عن حكم الصلا بملابس برسومات مع تغطيتها بعد معرفة هل يجوز الصلاة بملابس فيها رسومات أم لا، وكما تمّ بيانه سابقًا أنّ الصلاة لا تجوز بملابس فيها رسومات ترجع لذوات الأرواح، وشديدة الكراهة إذا حوت الملابس رسومات لغير ذوات الأرواح، وبذلك فّإن كانت الملابس تحوي تلك الرّسومات وغطّاها المسلم بملابس أخرى حرصًا على عدم ظهورها، وكانت صلاته تستوفي شروط صحة الصلاة، فصلاته صحيحة ولكنّه لا يخرج من كونه آثمٌ بارتدائه تلك الملابس، وهذا الأمر يعني أنّه لا يجوز للمسلم أن يصلي بثيابٍ فيها صور حتّى لو غطّاها، والأفضل له والأسلم أن يخلع تلك الملابس ويتخلّص منها ويستبدلها بما أحلّ الله.[3]

ما هي الملابس التي لا تجوز الصلاة بها

إنّ الخوض في مسألة هل يجوز الصلاه بملابس فيها رسومات، يدفع للبحث عن الملابس التي لا تجوز الصلاة بها، وقد بيّن أهل العلم أنّ لباس الرّجل والمرأة هو اللباس الشرعي الساتر للعورة والخالي من أيّة ملهيات، وكان التفصيل باللباس على الشّكل الآتي:

• لباس الرّجل في الصلاة: بيّن أهل العلم أنّ اللباس المعتاد للرّجال كافٍ للصلاة، فالقميص أو الإزار والرّداء كلّه يكفي على أن يستر عورته كلّها ما بين سرّته وركبتيه، ويكون على كتفيه وعاتقيه رداء، فلو صلّى الرّجل في السّروال الساتر للعورة وغطّى كتفه بثوب كفاه ذلك، ولو لبس أحسن الثّياب وأجملها وأطهرها وأجملها هيئة فهو حسنٌ ومستحبٌّ للرجل، لأمر الله -سبحانه وتعالى- لعباده أن يتّخذوا زينتهم عند كلّ مسجد، وأن يبتعد عن كلّ الألبسة التي فيها رسومات وصور.[4]
• لباس المرأة في الصلاة: اتّفق أهل العلم أنّ من واجب المرأة في الصلاة أن تستر كلّ جسمها عدا وجهها وكفّيها، وكذلك عليها ستر ساقيها إلى الكعبين ممّا لا خلاف عليه، وقال جمهور أهل العلم أنّ عليها أن تستر ظهر قدمها، ويتشرط في لباس المرأة أن يكون واسعًا لا يصفّ أعضاءها ولا يحدد أجزاء جسمها، فلو اتّخذت بنطالًا واسعًا يحقق الشرط المذكور فلا مانع فيه، أما لو حددت ثيابها جسمها فصلاتها باطلة، ويجب أن يكون لباسها ساترًا لا يشفّ خلفه، وأقلّ لباس المرأة المجزئ هو درعٌ وخمار، فقسمٌ منه يغطّي رأسها وعنقها والآخر يغطّي بدنها ورجليها، ولو صلّت فيما دون ذلك بطلت صلاتها ووجب عليها أن تعيدها.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بالمناكير وما حكم نسيان إزالته

حكم الصلاة بملابس عليها رسوم كرتونية

إنّ من المهم معرفة حكم الصلاة بملابس عليها رسوم كرتونية عند البحث عن هل يجوز الصلاه يملابس فيها رسومات، وقد بيّن أهل العلم أنّ الرّسوم الكرتونية إن كانت موجودة في الثّياب لشيءٍ من ذوات الأرواح كالإنسان أو الحيوان أو غيره، فلا يجوز للمسلم أن يلبسها لا في صلاته ولا في خارج صلاته، ولو صلّى بها صحّت صلاته مع إثمه عليها، وهو ما رجح به قول أهل العلم، وتتبع في حكمها الصّور من غير الرسوم الكرتونية، أمّا لو كانت هذه الرسومات الكرتونية لغير ما يكون من ذوات الأرواح، فالصلاة بها مكروهة لاشتمالها على ما يلهو المصلّي، والمصلي مأمورٌ باجتناب الملهيات في صلاته، والله أعلم.[6]

هل يجوز الصلاة بملابس عليها كتابات

قال أهل العلم أن مسألة الملابس الّتي وُجد فيها كتابات فيها تفصيل، فإن كانت هذه الكتابات جملًا أو كلماتٍ تدعو المسلم إلى المعصية والفاحشة والفجور، أو تدعوه إلى الكفر بالله والعياذ بالله، فلا يجوز للمسلم أن يلبسها، ومحرّمٌ عليه الصّلاة فيها قطعًا، لما فيها من الدّعوة إلى ما حرّم الله تعالى على المسلم، كذلك فهي تلهي المسلم عن صلاته من خلال تأمّلها والتّفكّر فيها، وأمّا إن كانت لا تحوي الكلمات النّابية أو الفاحشة، فهذه حكمها أنّه من الأفضل ترك لبسها عند أداء الصّلاة، وخاصّة إن كانت تلفت الانتباه وتؤدّي إلى شرود العقل والتّفكّر فيها، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: هل المكياج يمنع الوضوء

هل تجوز صلاة المسلم في مكان فيه رسومات وصور

أجمع أهل العلم على حرمانيّة لبس الثّياب الّتي تحمل صورًا للأحياء أو النساء، أو تحمل شعاراتٍ لدولٍ تعادي الإسلام والمسلمين، كذلك حرّمت الثّياب الّتي تحمل صورًا لأطعمةٍ محرّمة على المسلمين، وهذه الحرمانيّة خارج إطار الصّلاة، وأمّا تحريمها في الصّلاة فهو أعظم لأنّ الصّلاة من أعظم العبادات في الإسلام، ولها شروطٌ لتكون صحيحة، ولا تجوز الصّلاة باللّباس الّذي حرّمه الله تعالى على المسلمين، والله أعلم.[7]

شروط صحة الصلاة

إنّ للصّلاة العديد من الشّروط لتكون هذه الصّلاة صحيحةً ومقبولةً بإذن الله تبارك وتعالى، وإذا اختّل أحدها بطلت الصّلاة، وهذه الشّروط هي:[8]

• دخل وقت الصّلاة.
• ارتداء ما يستر العورة عند الرّجل والمرأة.
• الوضوء.
• الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر.
• طهارة المكان والثّياب.
• استقبال القبلة.
• النّية.
• العقل.
• الإسلام.
• البلوغ.

شاهد أيضًا: حكم تغطية الوجه في الصلاة