هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى
جدول المحتويات
هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى حيث يسعى المسلمون لمعرفة الأحكام والشروط التي تخص الأضحية، وأنواع الحيوانات التي يجوز التضحية بها، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى، وعن الأصناف التي يجوز التضحية بها، وعن السن المعتبرة في الأضاحي، وعن العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية، بالإضافة إلى وقت ذبح الأضحية.
هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى
يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى بإجماع المذاهب الأربعة، فهي من بهيمة الإنعام التي ذكرها الله تعالى في قوله: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}،[1] والأضحية بالماعز مشروعة سواء كانت ذكر أو أنثى، لكن التضحية بالإنثى أفضل، وإن ضحى بذكر الماعز أي التيس فلا بأس،[2] وقد اختلف الفقهاء في السن المعتبرة للماعز، قال الحنفية: أن السن المعتبرة للماعز تتمثل بإكمالها السنة الأولى من عمرها ودخولها في السنة الثانية، وقال المالكية: أن السن المعتبرة في الماعز إتمام السنة الأولى بحساب الأشهر القمرية، وبدء العد من السنة الثانية عدًا واضحًا، كمن أمضى منها شهرًا، وقال الشافعية: أن السن المعتبرة للماعز إكمال السنة الثانية والدخول في السنة الثالثة، أما الحنابلة: رأوا أن السن المعتبرة في الماعز إكمال السنة الأولى، جاء في موسوعة الفقه الإسلامي لوهبة الزحيلي: “قال الحنفية: المعز: ما أتم سنة وطعن (دخل في الثانية)، وقال المالكية: المعز: ابن سنة عربية ودخل في الثانية دخولًا بينًا كشهر، وقال الشافعية: شرط المعز أن تدخل في السنة الثالثة، وقال الحنابلة: المعز ابن سنة كاملة”.[3]
شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع بين العقيقة والاضحية
الأصناف التي يجوز التضحية بها
بعد أن تعرفنا على هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى، سنتعرف على أصناف الحيوانات التي يجوز التضحية بها، حيث يشترط أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام؛ وهي الإبل والبقر والغنم ويشمل الغنم الضأن والمعز، ولا تصح الأضاحي إلا إذا كانت منها، قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}،[1] وقد فصل الله تعالى الأنعام في قوله: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ}،[4] {وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ}،[5] وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”،[6] وعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”،[7] ونقل الإجماع على ذلك ابن عبد البر، وابن رشد، والنووي، والصنعاني.[8]
شاهد أيضًا: حكم من اخذ من شعره وهو يريد ان يضحي
السن المعتبرة في الأضاحي
عند الحديث عن هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى، لا بد من ذكر السن المعتبرة للأضاحي، فيشترط في الأضحية أن تكون قد بلغت السن المعتبرة شرعًا، فلا تجزئ التضحية بما دون الثنية من غير الضأن، ولا بما دون الجذعة من الضأن، فالثني من الإبل ما أتم خمس سنين، ومن البقر ما أتم سنتين، ومن المعز ما أتم سنة، والجذع من الضأن ما أتم ستة أشهر، ونص على هذا التفصيل: فقهاء الحنفية، والحنابلة، واختاره ابن عثيمين، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”،[7] ونقل الإجماع على ذلك: ابن عبد البر، والنووي، والشنقيطي، وحكاه ابن حزم في إجزاء الثني من المعز، والترمذي في إجزاء الجذع من الضأن.[8]
شاهد أيضًا: إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك
العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية
بعد الحديث عن هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى، سنتعرف على العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية، فيشترط في الأضحية السلامة من العيوب المانعة من الإجزاء، فلا تجزئ التضحية بالعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي، عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: “لا يجوزُ مِنَ الضحايا : العَوْرَاءُ الَبيِّنُ عَوَرُهَا ، والعَرْجَاءُ البَيِّنُ عَرَجُهَا ، والمريضةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا ، و العَجْفَاءُ التي لا تُنْقِي”،[9] ونقل الإجماع على ذلك ابن حزم، وابن عبد البر، وابن رشد، وابن قدامة، والنووي.[8]
شاهد أيضًا: هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع
وقت ذبح الأضحية
قبل نهاية حديثنا عن هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى، سنتعرف على وقت ذبح الأضحية، فلا خلاف بين الفقهاء على وقت ابتداء الأضحية، لكنهم اختلفوا في وقت انتهاءها، وتفصيل ذلك فيما يأتي:[8]
بداية وقت ذبح الأضحية
يبدأ وقت الأضحية بعد صلاة العيد، وهذا مذهب الحنفية، والحنابلة، واختاره الطحاوي، والشوكاني، وابن عثيمين، فلا يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة العيد، ويستحب المبادرة في ذبح الاضحية بعد دخول وقتها، ويبدأ وقت الأضحية لمن كان بمحل لا تصلى فيها صلاة العيد كأهل البوادي: بعد قدر فعل صلاة العيد بعد طلوع الشمس قيد رمح، وهذا مذهب الحنابلة، واختاره ابن عثيمين؛ وذلك لأنه لا صلاة في حقهم تعتبر، فوجب الاعتبار بقدرها، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، فَقالَ: إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ فمَن فَعَلَ فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا”،[10] وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلْيُعِدْ”،[11] وعن جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه، قال: “ضَحَّيْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُضْحِيَةً ذَاتَ يَومٍ، فَإِذَا أُنَاسٌ قدْ ذَبَحُوا ضَحَايَاهُمْ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، رَآهُمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهُمْ قدْ ذَبَحُوا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقالَ: مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، ومَن كانَ لَمْ يَذْبَحْ حتَّى صَلَّيْنَا فَلْيَذْبَحْ علَى اسْمِ اللَّهِ”،[12] والأحاديث تدل على أن من ذبح بعد الصلاة، فله نسك، سواء انتهت الخطبة أم لم تنته، وسواء ذبح الإمام أم لم يذبح، وأن من ذبح قبل الصلاة، فعليه أن يذبح أخرى مكانها.
نهاية وقت ذبح الأضحية
اختلف الفقهاء في نهاية وقت الذبح في عيد الأضحى، على قولين:
- القول الأول: ينتهي الذبح في عيد الأضحى بنهاية اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، فتكون أيام التضحية ثلاثة: يوم العيد واليومان الأولان من أيام التشريق، وهذا مذهب الجمهور: الحنفية، والمالكية، والحنابلة، ودليلهم قول ابن عمر رضي الله عنهما، “أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى أن تُؤكَلَ لُحومُ الأضاحيِّ بعد ثلاثٍ”،[13] فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أكل لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، ولو كان اليوم الرابع يوم ذبح، لكان الذبح مشروعًا في وقت يحرم فيه الأكل، وورد عن الصحابة رضي الله عنهم تخصيصه بالعيد ويومين بعده: منهم عمر، وعلي، وابن عمر، وابن عباس، وأبو هريرة، وأنس، رضي الله عنهم، ولا يعرف لهم من الصحابة مخالف، وقد ثبت الفرق بين أيام النحر وأيام التشريق؛ ولو كانت أيام النحر أيام التشريق لما كان بينهما فرق، وكان ذكر أحد العددين ينوب عن الآخر.
- القول الثاني: ينتهي الذبح في عيد الأضحى بنهاية اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، أي يبقى وقت التضحية إلى آخر أيام التشريق، وهو مذهب الشافعية، وقول للحنابلة، وهو قول طائفة من السلف، واختاره ابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، وابن باز، وابن عثيمين، فعن جبير بن مطعم رضي الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كلُّ مِنًى منحَرٌ، وكلُّ أيَّامِ التَّشريقِ ذَبْح”،[14] فالحديث نص في الدلالة على أن كل أيام منى أيام نحر، وعن نبيشة الهذلي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وذِكْرٍ للهِ عَزَّ وجَلَّ”،[15] والأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر تختص بكونها أيام منى، وأيام الرمي، وأيام التشريق، وأيام تكبير وإفطار، ويحرم صيامها؛ فهى إخوة في هذه الأحكام، فكيف تفترق في جواز الذبح بغير نص ولا إجماع.
شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الأضحية في بلد اخر
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى، وعن الأصناف التي يجوز التضحية بها، وعن السن المعتبرة في الأضاحي، وعن العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية، بالإضافة إلى وقت ذبح الأضحية.
المراجع
- سورة الحج , الآية 28
- binbaz.org , حكم التضحية بذكور الغنم والمعز والبقر والإبل , 06/06/2024
- islamweb.net , حكم التضحية بماعز نقص سنها عن السنة بعدة أيام , 06/06/2024
- سورة الأنعام , الآية 143
- سورة الانعام , الآية 144
- صحيح البخاري , البخاري، أنس بن مالك، 5565، صحيح.
- صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، 1963، صحيح.
- dorar.net , ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 06/06/2024
- صحيح النسائي , الألباني، البراء بن عازب، 4383، صحيح.
- صحيح البخاري , البخاري، البراء بن عازب، 951، صحيح. , 06/06/2024
- صحيح البخاري , البخاري، أنس بن مالك، 945، صحيح.
- صحيح البخاري , البخاري، جندب بن عبد الله، 5500، صحيح.
- صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عمر، 19، صحيح.
- السنن الكبرى , البيهقي، جبير بن مطعم، 5/239، مرسل.
- صحيح مسلم , مسلم، نبيشة الخير الهذلي، 1141، صحيح.
التعليقات