هل التخاطر حرام

هل التخاطر حرام هو الموضوع الذي سوف يتم التفصيل فيه تاليًا، فقد تعددت الآراء واختلفت حول حكم التخاطر، وحول مفهوم التخاطر قبل ذلك، حيثُ أنَّ الإسلام يحاول دائمًا أن يحمي المسلمين من التزييف والخداع وغير ذلك من الأمور التي قد تؤدي بهم إلى مهاوي الضلال، وسوف يقدم موقع المرجع تعريفًا حول التخاطر بين الأوراح والتخاطر بين العقول وما إلى هنالك، بالإضافة إلى تقديم حكم التخاطر في الإسلام، وغير ذلك من التفاصيل المتعلقة.

ما هي حقيقة التخاطر

يعدُّ التخاطر واحدًا من المواضيع التي كانت وما تزال إلى الوقت الحالي أحد المواضيع الي تُثير جدلًا علميًا وتشكِل واحدة من المشكلات العلمية، ويقصد بعملية التخاطر القدرة على التواصل بن عقلين مختلفين وتبادل الأفكار فيما بينهما بالإضافة إلى تبادل الخواطر والصور وغيرها من المعلومات، وبالتالي تشكل تلك العملية اكتساب معلومات من عقل إلى عقل آخر وذلك من دون أن يحدث بينهما أي اتصال لفظي مباشر بين الشخصين أو أي نوع من الاتصال، وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنَّ مفهوم التخاطر لا أصل له، وهو عبارة عن وهم غير طبيعي يصيب الإنسان فيظن بوجود التخاطر، كما ذهب بعض من العلماء لدراسة هذه الظاهرة وعدّها ظاهرة حقيقية وعلمية لكن لا يوجد أدلة مادية وملموسة عليها.[1]

هل التخاطر حرام

إنَّ التخاطر في الإسلام حرام ولا يجوز الاعتقاد به، فقد حذَّر الشرع الإسلامي من مثل هذه العلوم المزيفة، وحذَّرت نصوص الشريعة من مختلف العلوم التي تعرف باسم العلوم الروحية، وتشمل تخاطب الأرواح والإسقاط النجمي والتخاطر.[1]

اقرأ أيضًا: حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد

الفرق بين التخاطر والإلهام

إن موضوع التخاطر  يختلف بشكل كبير عن موضوع صدق الظن والإلهام الذي قد يمنُ الله تعالى به على أحد عباده مكرمةً منه تعالى، حيثُ أن الإلهام الذي قد يأتي لأحد الناس هو من الأمور المشروعة والمعروفة وقد أقرها الشرع الإسلامي، والدليل على ذلك قصة سارية وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّه قال: “عن ابنِ عمرَ قال وجَّهَ عمرُ جيشًا ورأَّسَ عليهم رجلًا يُدعى ساريةَ فبينا عمرُ يخطبُ جعل يُنادي يا ساريةُ الجبلَ ثلاثًا ثم قدم رسولُ الجيشِ فسألَه عمرُ فقال يا أميرَ المؤمنين هُزمنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتًا يُنادي يا ساريةُ الجبلَ ثلاثًا فأسندنا ظهْرَنا إلى الجبلِ فهزمَهُمُ اللهُ تعالَى قال قيل لعمرَ إنك كنتَ تصيحُ بذلك”.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز افراد يوم عاشوراء بالصيام

حكم التخاطب عن طريق الأرواح

يدعي بعض الناس القدرة على التخاطب عن طريق الأرواح أو باستخدام الأرواح، ويدعي أولئك أنَّ لديهم قدرة كبيرة على التحدث ومُخاطبة الأرواح وتبادل الخواطر والمشاعر معها، بالإضافة إلى استدعاء أرواح الموتى، أو الحديث مع أرواح الناس الموتى، وذلك عن طريق أساليب من الشعوذة، ويعد هذا التخاطب من الأمور المحرمة في الشريعة الإسلامية، وهو من العلوم التي لا صحة ولا أساس لحقيقتها.

شاهد أيضًا: حكم صيام القضاء في ايام التشريق

متى ظهر التخاطر

ظهر مصطلح التخاطر بشكل رسمي لأول مرة في عام 1882م، ويعد فريدريك مايرز هو أول شخص يقوم بتوضيح مفهوم التخاطر، وقام بتعريف التخاطر على أنَّه اتصال عقل إنسان مع عقل إنسان آخر وذلك بعيدًا عن طرق أو قنوات الاتصال المعروفة للبشر، وفي عام 1886م بدأت عملية البحث العلمي حول التخاطر في الغرب وذلك عن طريق “جمعية البحث النفسي” وقامت في تلك الفترة بنشر أول النتائج التي استطاعت أن تتوصل إليها حول هذا الموضوع في مجلدين بعنوان “أوهام الأحياء”.

شاهد أيضًا: حكم قراءة صفات الأبراج

هل التخاطر خطر

يعدُ التخاطر من العلوم الروحية أو ما يسمى بالبرمجة العصبية وغير ذلك وهي من العلوم المحرمة والتي ينتج عنها كثير من المخاطر، حيثُ أن تلك  العلوم الزائفة تعمل على غسل دماغ المسلم، وتقوم بتلقينه الكثير من الأفكار في اللاوعي ثم تزرعها في عقله الواعي بعد ذلك، وتشير تلك العلوم والأفكار إلى أن الوجود هو وجود واحد‏، وليس هناك رب ومربوب‏ أو خالق ومخلوق‏، بل يوجد هناك ما يسمى بوحدة وجود‏، وهي أفكار قديمة قال بها دعاة نظرية وحدة الوجود‏، وبالتالي فهي وسائل وهمية حتى وإن ترتب عليها في بعض الأحيان بعض النتائج الصحيحة‏، ‏ويحرم الاعتماد عليها وممارستها سواء بالخيال أو الفعل أو غير ذلك.

شاهد أيضًا: كم عدد الابراج الفلكية

في نهاية مقال هل التخاطر حرام تعرفنا على نبذة عن التخاطر وعرفنا حقيقة التخاطر، كما تمَّ المرور على حكم العلوم المزيفة الروحية الحديثة، والتي تعرف باسم التنمية البشرية أو الإسقاط النجمي وغيرها، وعرفنا هل التخاطر حرام ابن باز وأنَّ التخاطر بالقران الكريم حرام أيضًا لأنَّ تلك العلوم جميعها لا أصل لها وبينَّا خطورتها على المسلمين.

المراجع

  1. islamweb.net , حكم التخاطر الذهني والتخاطب عن طريق الأرواح , 30/11/2021
  2. الإصابة , ابن حجر العسقلاني، عبد الله بن عمر، 3، إسناده حسن

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *