هل الكلب نجس ويبطل الوضوء

هل الكلب نجس ويبطل الوضوء هو ما يبحث عنه الكثير من الناس، حيث قد شاع بين الناس ومنهم المسلمين حتى تربية الكلاب واقتنائها كحيوانات أليفة ومدللة في البيوت والمنازل فتأكل من طعامهم وتشاركهم موائدهم وتشرب من شاربهم، وتنام في فراشهم ويقبلون الكلاب وتقبلهم ويعانقونها، وكلّ ذلك بجهلهم وجهالتهم، ظانّين أن في ذلك تطورًا وتفتحًا ورحمةً للحيوانات، ولذلك فإن موقع المرجع سيبين هل الكلب طاهر أم نجس وما حكم الوضوء مع لمس الكلب.

هل الكلب نجس

ذهب جمهور أهل العلم أنّ الكلب نجس بجميع أجزائه، وهو مذهب الشافعية والحنابلة وبه قال أبو يوسف واختاره الصنعاني وابن عثيمين، فالكلب نجس العين، وقد استدل أهل العلم في ذلك على الكثير من الأحاديث والأدلة الشرعية الصحيحة الواردة في ذلك، كالحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: إذَا شَرِبَ الكَلْبُ في إنَاءِ أحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعًا”.[1] فقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بأمور الطهارة للمسلمين، وبيّن الأعيان النجسة، وكيفية تطهيرها، وهذا الحديث يشير إلى أنّ الكلب نجس وينجّس الإناء الذي يشرب فيه ولا فرق بين أنواع الكلاب في النجاسة فكلها دون استثناء تحمل النجاسة مطلقًا.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز تربية الكلاب في المنزل وما حكم ملامستها

حكم الكلب من حيث النجاسة وعدمها

ذهب جمهور أهل العلم إلى أن الكلب نجس بكل أجزائه وذهب الأحناف أنّ سؤره نجس وبدنه طاهر، أمّا المالكية فقالوا أنّ سؤره وبدنه طاهران، ولكن الراجح في القول هو قول الجمهور وهو أنّ الكلب نجس بكل جسمه، وقد ورد عن النووي رحمه الله في المجموع قوله: ” مَذْهَبُنَا أَنَّ الْكِلَابَ كُلَّهَا نَجِسَةٌ الْمُعَلَّمُ وَغَيْرُهُ الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ وَبِهِ قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ وَأَبُو حنيفة وأحمد وإسحق وَأَبُو ثَوْرٍ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ وَمَالِكٌ وَدَاوُد هُوَ طَاهِرٌ وَإِنَّمَا يَجِبُ غَسْلُ الْإِنَاءِ مِنْ وُلُوغِهِ تَعَبُّدًا وَحُكِيَ هَذَا عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ” فالراجح نجاسة الكلب ونجاسة أجزائه كلها ويجب على المسلم تطهير المكان والثوب والبدن من لعابه أو بدنه المبلول إن أصابه.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز بيع القطط ابن باز

هل الكلب يبطل الوضوء

إنّ الصحيح والثابت عن أهل العلم أن لمس الكلب ليس ناقضًا للوضوء، وكذا لو أصاب لعاب الكلب المسلم لا ينقض وضوءه، ولكن على من أصابه من لعاب الكلب أو لمس بدنه المبلول أن يغسل ويطهر مكان اللمس ومكان اللعاب، فالواجب عليه أن يغسل ما أصابه منه من بدنه أو ثوبه سبع مرات أولها مرة بالتراب، أما من لمس الكلب وعليه رطوبة، أو كانت يده مبتلة، فمن ذهبوا إلى طهارة الكلب كالمالكية أو إلى طهارة ظاهره كالحنفية واختيار شيخ الإسلام فإنهم لا يوجبون غسل شيء من ذلك، لأن عرق الكلب عندهم طاهـر، وأما الشافعية والحنابلة فيوجبون تطهير اليد في تلك الحال بغسلها سبعا أولاهن بالتراب، أما الوضوء فلا يفسد بلمس الكلب والله ورسوله أعلم.[4]

حكم اقتناء الكلب ولمسه وتقبيله

لا يجوز للمسلم في الشريعة الإسلامية أن يقتني كلبًا وقد عاقب الشرع المسلمين على ذلك بنقصان حسناتهم بمقدار قيراط أو قيراطين كلّ يوم، ولكن يستثنى من ذلك من اقتنى كلبًا للصيد أو الرعي أو الحراسة، وذلك واردٌ بالأدلة الشرعية الصحيحة والثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف أهل العلم في من اقتناه لحراسة البيت، وقد ورد عن الشيخ ابن عثيمين أنّه قال: ” المنـزل الذي يكون في وسط البلد لا حاجة أنْ يتخذ الكلب لحراسته ، فيكون اقتناء الكلب لهذا الغرض في مثل هذه الحال محرماً لا يجوز وينتقص من أجور أصحابه كل يوم قيراط أو قيراطان ، فعليهم أنْ يطردوا هذا الكلب وألا يقتنوه ، وأما لو كان هذا البيت في البر خالياً ليس حوله أحدٌ فإنَّه يجوز أنْ يقتني الكلب لحراسة البيت ومَن فيه ، وحراسةُ أهلِ البيت أبلغُ في الحفاظ مِن حراسة المواشي والحرث” فلا يجوز اقتناء الكلاب إلا لصيد أو حراسة ماشية وزرع ، ويجوز اتخاذه لحراسة الدور بشرط أن تكون خارج المدينة وبشرط عدم توفر وسيلة أخرى.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز بيع القطط وما حكم بيع القطط في الإسلام

إلى هنا نصل لنهاية مقال هل الكلب نجس ويبطل الوضوء، الذي بيّن حكم الكلب من حيث النجاسة والطهارة، وحكم اقتناء الكلب، وبيّن إن كان الكلب يفسد الوضوء ويبطله.

المراجع

  1. صحيح البخاري , البخاري/ أبو هريرة/ 172/صحيح
  2. dorar.net , الكَلبُ , 02/06/2022
  3. islamweb.net , حكم الكلب من حيث النجاسة وعدمها , 02/06/2022
  4. islamweb.net , المتوضئ إذا مس كلبا أو أصابه لعابه , 02/06/2022
  5. islamqa.info , اقتناء الكلب ولمسه وتقبيله , 02/06/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *