هل يقبل صيام من لا يصلي

هل يقبل صيام من لا يصلي وما حكم صيام من ترك الصلاة كسلًا، من أهم وأعظم الأحكام الشرعية التي على كلّ مسلم ومسلمة أن يتعلّمها، فالصلاة عماد الدين، وبها يقوم، ولا دين لمن لا صلاة له، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي الفريضة التي لا تسقط عن العبد بكلّ الأحوال، والصيام الركن الثالث من أركان الإسلام المفروض في شهر رمضان، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ توضيح وبيان مسألة هل يقبل الصيام بدون صلاة.

هل يقبل صيام من لا يصلي

ذكر أهل العلم أنّ تارك الصلاة لا يقبل منه أيّ عمل لا زكاة ولا صيام ولا حج ولا غيره، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنّه قال: “أولُ ما يحاسبُ به العبدُ الصلاةُ: ينظرُ اللهُ في صلاتهِ، فإن صلحتْ صلحَ سائرُ عملهِ، وإن فسدتْ فسدَ سائرُ عملهِ”.[1] ففساد العمل وحبوطه أيّ أنه يبطل ولا ينتفع به، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين في صيام تارك الصلاة قال:[2]

“تارك الصلاة صومه ليس بصحيح ولا مقبول منه؛ لأن تارك الصلاة كافر مرتد، لقوله تعالى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) التوبة/11. ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ) رواه مسلم (82). ولقوله صلى الله عليه وسلم: (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) رواه الترمذي (2621). صححه الألباني في صحيح الترمذي”.

شاهد أيضًا: حكم من صام ولم يصل

هل يصح صيام شخص لا يصلي

ببيان هل يقبل صيام من لا يصلي، فإنّه من المهم معرفة صحة صيام شخصٍ لا يصلي، وهذه المسألة تحديدًا لا خلاف بين أهل العلم فيها، وقد فصّلوا فيها تفصيلًا، فالصلاة ركنٌ من أركان الإسلام وهي أهم أركانه بعد الشهادتين وهي من فروض الأعيان التي لا تسقط عن المسلم بأي ظرفٍ وأي حال، ومن تركها فقد كفر وهو جاحدٌ لها، فالذين يصومون في رمضان ويصلون في رمضان فقط بئس ما يفعلون فهم لا يعرفون الله إلا في رمضان، فلا يصحّ صيام من ترك الصلاة في رمضان وفي غير رمضان، وصيامهم باطل، إلا أن تابوا واستغفروا والتزموا بالصلاة وقضوا ما فاتهم منها والله أعلم.

هل يقبل صيام وعبادة من لا يصلي ابن باز

ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله أن الصحيح أن تارك الصلاة عامدًا متعمدًا فقد كفر، والكافر لا يصح صومه ولا عباداته حتى يتوب إلى الله، وقال بعض أهل العلم أن تارك الصلاة لو كان قد تركها كسلًا ولكنه مقرٌ بوجوبها عليه، فإنّه لا يكفر كفرًا أكبر، ولا يبطل صومه ولا عبادته، ولكنّ الراجح هو القول الأول، فتارك الصلاة يكفر كفرًا أكبر بكلّ أحوال تركه للصلاة، ولو أقر بالوجوب، وصيامه فسد ولا يقبل منه لا صيام ولا زكاة ولا حج ولا غير ذلك، واستدل أهل العلم على ذلك بعديد الأدلة الشرعية الصحيحة في ذلك، والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة

هل يقبل صوم من لا يصلي إسلام ويب

خلاصة القول في مسألة هل يقبل صيام من لا يصلي أن من صام وترك الصلاة، فإن صومه لا ينفعه على القول بكفر تارك الصلاة، فالصلاة والصيام ركنان عظيمان من أركان الإسلام لا يقوم الدين إلا بهما، وفرضهم من المعلوم من الدين بالضرورة عند المسلم، ولكن الصلاة أعظم الفرائض والأركان، وهي الحد الفاصل بين المسلم وبين المشرك، وبها يقوم الدين، ومن أقامها أقامه ومن هدمها هدمه، ومن ضيعها ضيع دينه، واختلف أهل العلم في حكم تاركها، فقالوا أن من تركها مع إقرارها بوجوبها لا يكفر، وصيامه يجزئ عنه، وآخرون قالوا أنّه يكفر لو تركها كسلًا ولو تركها جحودًا وصيامه لا يقبل ولا يصح منه، والواجب على تارك الصلاة أن يبادر بالتوبة، وأن يلتزم بالصلاة مع الصيام، والله ورسوله أعلم.[4]

عقوبة تارك الصلاة

إنّ أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة هو الصلاة، وتارك الصلاة يخرج من أمّة محمد، ويفقد ميزاتها، فترك الصلاة من المعاصي الكبيرة والعظيمة التي تقود صاحبها للكفر، وقد كان من عقوباتها أنّها تنسي العبد نفسه، وتزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة فتزيل الحاصل وتمنع الواصل، فإنّ نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته.

ومن عقوبات ترك الصلاة سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه، فأكرم الناس عند الله أتقاهم، وأقربهم إليه هم أطوعهم له، وعلى قدر طاعة العبد تكون منزلته عالية، كذلك فإنّ تارك الصلاة يبتلى بسوء الخاتمة والمعيشة الضنك، وتاركها في الدنيا كافرٌ بالقول الراجح عند أهل العلم، وعقوبته عند الإمام أنّه يقتل بعد أن يستتاب ولم يتب، وقيل أنّه يقتل حدًا لا كفرًا، أما عند الأحناف فإنّه يحبس حتى يصلي، والراجح أنه يقتل ردةً إن لم يتب بعد استتابته والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم الافطار في رمضان بدون عذر

إلى هنا نختتم مقال هل يقبل صيام من لا يصلي، والذي بيّن حكم صوم الرجل الذي ترك الصلاة، وهل يقبل منه صيامه، وبيّن عقوبة تارك الصلاة وأثرها على الصيام وسائر العبادات.