هل نية الصيام لفظية

هل نية الصيام لفظية؟ هو سؤال يهتم بإجابته الكثير من الأشخاص؛ نظرًا لأن أغلب الناس لا يهتمون بالتلفظ بنية الصيام، ويكتفون بالنية المعنوية التي تتعلق بانتهاء الصيام في اليوم التالي، لذلك سوف يقوم موقع المرجع بتبيين كيفية تبييت النية في الصيام لقطع الشك باليقين لدى كل من يقلقون من ضياع ثوابهم بسبب عدم صحة النية وجعلهم متأكدين من صحة صيامهم.

ما هو المقصود بلفظ النية؟

النية هي فعل قلبي بحت وتعبر عن ما وقر في نفس الإنسان، فالنية هي ما لم ينطق به، ولكن في نفس الوقت قد قام الإنسان بتقرير فعله، لذلك فإن محل النية هي النفس البشرية، بينما اللسان هو أداة التعبير عنها، لذلك فعادة ما لا تقترن النية بالتعبير، فليس كل ما يطوي الإنسان في نفسه رغبة القيام به يعبر عنه.

شاهد أيضًا: هل السب يبطل الصيام

هل نية الصيام لفظية؟

اتفق العلماء في الصيام على أنه يجب على الصائم أن يكون قد قرر الصيام قبل بزوغ الفجر استنادًا إلى قول رسول الله ﷺ “مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ”[1] ولكنهم اختلفوا على جزئية هل يتوجب في نية الصيام أن يتم التلفظ بها أم لا، فكان اختلافهم كما يلي:

  • جمهور الفقهاء: يرى جمهور الفقهاء أنه لا بد من أن يتلفظ المسلم بنيته في الصيام، حتى تكون تأكيدًا على رغبته في الصيام وعونًا له على صوم رمضان، لأن اجتماع النية واللسان أقوى في صحة العبادة وأبعد عن الشبهات.
  • مذهب المالكية: يرى جمهور المالكية أنه لا يشترط في نية الصيام أن تكون لفظية؛ لأن الأصل في الصيام أنها أمر مستقر في القلب، واستندوا في ذلك على قوله تعالى ” إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان”[2] فكان هذا دليلًا على أن النية لا يلزم معها ترافق النطق باللسان لأن نية المسلم في الآية هي الإيمان لكن مع ذلك فقد قال عكس ما في نيته، كما إن رسول الله ﷺ قال ” إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ لِمَا هَاجَرَ إِلَيْهِ”[3] وهو ما يدل على أن الإنسان حتى ولو قال عكس ما ينتويه فإن العبرة بنيته.

والراجح هو رأي أصحاب المذهب المالكي تخفيفًا على الناس.

هل نية الصيام لفظية؟

شاهد أيضًا: ماهي الاشياء التي تجرح الصيام

هل يجب تجديد نية الصيام في كل يوم من أيام رمضان؟

اختلف الفقهاء في وجوب تجديد نية الصيام يوميًا لصوم رمضان على المذاهب الآتية:

  • جمهور الفقهاء: يرى جمهور الفقهاء من الشافعية والحنفية والحنابلة ما عدا الإمام أحمد أنه يجب على الصائم أن ينوي الصيام لكل يوم من أيام رمضان بصورة منفردة، واستدلوا على ذلك بأنه من يفطر يومًا من رمضان فلا يلزمه إلا قضاء يوم واحدًا، ولو كانت النية تخص الشهر بأكمله لقضى الصائم عن الشهر بأكمله إذا أفطر يومًا واحدًا.
  • مذهب المالكية والإمام أحمد بن حنبل: يرى المالكية ومعهم مذهب الإمام أحمد بن حنبل أنه يجزئ في صيام رمضان نية واحدة لجميع الشهر؛ لأن الصيام فرض عين على جميع المسلمين، ومن الطبيعي أن يتم صيامه ولا يفطر الشخص فيه إلا لعارض، لذلك فلا يجب تجديد النية لكل يوم من أيام رمضان؛ لأن الطبيعي هو إجماع النية في أوله.

شاهد أيضًا: متى يصوم الطفل ، السن المناسب لتعويد الأطفال على الصيام

كيفية تبييت النية في الصيام

يمكن تبييت النية في الصيام كما يلي:

  • انتواء الصيام قبل طلوع فجر رمضان.
  • فعل الأمور التي تشير إلى تبييت النية الصيام كالسحور في الفجر، اقتداءً بسنة رسول الله ﷺ وتنفيذًا لأمره الكريم بقوله ” تسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحورِ بَرَكةً[4].
  • التلفظ بنية الصيام كقول “اللهم إني نويت أن أصوم لك فرضًا لا نفلًا” ويمكن التلفظ بنية الصيام جهرًا أو سرًا.

شاهد أيضًا: اضرار الصيام من غير سحور

النية في صيام القضاء والنفل

اتفق جمهور الفقهاء على أنه لا يجب في صيام قضاء رمضان والنفل في الأيام العادية إجماع النية قبل طلوع الفجر لما روي عن الرسول ﷺ “أنه دخل على السيدة عائشة فقال: “هل عندكم شيء؟ فقالت: لا، قال: فإني إذن صائم، ثم أتاها يومًا آخر فقالت يا رسول الله: أهدى لنا حيس، فقال: “أرينيه فلقد أصبحت صائمًا، فأكل”[5] وهذا يدل على أنه لا يجب إجماع النية في صيام النفل وصيام القضاء، فلا يجب الانتهاء من الليل إلا في صوم رمضان.

لقد قمنا في هذا المقال بتوضيح إجابة سؤال هل نية الصيام لفظية؟ حتى يستطيع كل من يرغب في الاطمئنان على أنه يبيت النية للقيام بصوم رمضان بصورة صحيحة أن يطمئن إلى صحة نيته، وإلى ثبات أجر صيامه إن شاء الله.

المراجع

  1. حفصة أم المؤمنين , الألباني / صحيح النسائي / 2331 / صحيح
  2. القرآن الكريم , سورة النحل الآية 106
  3. عمر بن الخطاب , ابن تيمية / مجموع الفتاوي / 233 / صحيح
  4. أبو هريرة , الألباني / صحيح النسائي / 2147 / صحيح
  5. أم المؤمنين عائشة , مسلم / صحيح مسلم / 1154 / صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *