حكم تشقير الحواجب بالليزر

حكم تشقير الحواجب بالليزر يدخل في تزين المرأة وحاجتها إلى التجمل في كل وقت وحين، حيث يعتبر من الأمور التي ظهرت حديثًا، ولذلك في بعض الأحيان قد يكون الحكم الشرعي مانعًا من هذا الأمر، ومن باب أولى ونيلًا للأجر الثواب تأخذ بالحكم الراجح، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على مفهوم تشقير الحواجب وما حكم تشقير الحواجب بالليزر وهل هنالك أضرار في ذلك، وما حكم صبغ شعر المرأة، وما إلى ذلك بتفصيلاته في هذا المقال.

مفهوم تشقير الحواجب

عُرِفَ التشقير لغة وهو الشُّقْرةُ: أي اللون الأشقر، وفي طبيعة الإنسان هي الحمرة الصافية، وتكون بشرته مائلة إلى البياض، ونقول في اللغة: شَقِرَ كَفَرِحَ وَكَرُمَ، وشَقْرًا بفتح فسكون، وَشُقْرَةً بالضم، وَاشْقَرَّ اشْقِرَارًا، فهو أشقر، وقال العجاج في ذلك: “وقد رأى في الجو اشْقِرَارًا”، وقال الليث ايضًا: الشقر والشقرة مصدرًا لكلمة الأشقر، والفعل منه شقر يشقر شقرة، وهو الأحمر من الدواب، ونقول شقرة: شَقِرَ شَقْرًا وشُقْرةً فهو أشقر؛ أي: أحمر الشقرة في الإنسان: حيث إن الحمرة تعلو البياض، وعلى ما سبق؛ فإن تشقير الحاجبين لغةً هو: جعل لون الحاجبين أشقرَ مقاربًا للون الجسد، وأما التشقير اصطلاحًا فهو: صبغ الطرف العلوي والسفلي من الحاجب أي الشعر الزائد عنه بلون معين ليظهر وسطه دقيقًا.[1]

حكم تشقير الحواجب بالليزر

ذهب بعض العلماء إلى القول بجواز التشقير بالليزر، ومنهم من حرمه مستندًا إلى أن التشقير بالليزر مشابه للنمص الذي حرُم عند بعض أهل العلم، وهذا لأن الناظر إلى المرأة من بعيد سيرى وكأنها قد نتفت الجزء العلوي والسفلي وتركت الوسط، وهذا ما هو إلا تشبيه بما تقوم به النامصة على حد سواء، وعليه فإن التشقير بالليزر الذي يكون بتغيير اللون لا شكل الحاجبين فإنه لا حرمة فيه، ولكن يجب على المرأة أن تراعي شكل الحاجبين الذي ترسمه في عملية التشقير بالليزر، وكذلك عليها أن تحرص على اختيار لون التشقير، بحيث لا يكون لافتًا للنظر، وذهب بعض العلماء إلى القول بأنه إن كان الأمر يفضي إلى سقوط شعر الحاجب فإنه يتعين تفادي ذلك والإبتعاد عنه، وقد ذكر الشيخ الفوزان في رسالته “تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات”: ويحرم على المرأة المسلمة إزالة شعر الحاجبين أو إزالة بعضه بأي وسيلة من الحلق أو القص، أو استعمال المادة المزيلة له أو لبعضه، وعليه فإن المسألة فيها الجواز والمنع وهذا يعود بالأخذ بالدليل الأحوط.[2]

حكم تشقير الحواجب طبيعيًا

إن تشقير الحواجب هو: صبغ الحاجبين بلون يشبه لون الجلد، وهذا ليختفي حجمه الحقيقي، وبعد ذلك يرسم مكانه بالقلم حاجب رقيق، وهذا طلبًا لزيادة التجمل والتزين عند المرأة، وكما يمكن أن يكون التشقير بصبغ الجزء العلوي والسفلي فقط من الحاجبين بلون الجلد، هذا ليبدو شعر الحاجبين غير المصبوغ في الوسط رقيقا أيضًا، فإن كان الأمر كذلك، ولم يصاحب التشقير نمص لأصل شكل الحاجبين؛ فلا حرج في استعمال التشقير للمتزوجات من أجل التجمل للأزواج، وهذا إذا لم يثبت ضرر صحي عند وضعه، وأما النساء غير المتزوجات فقيل أنه يكره لهن التشقير، وهذا درءًا للفتنة التي قد تقع من هذه الزينة.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز صبغ الشعر للمضحي

أضرار تشقير الحواجب

تشقير أعلى الحاجبين وأسفلهما أخذ الجواز إن كان لا يشبه النمص، ولكن إن كان كذلك فإنه لا يجوز لما في ذلك من تغيير خلق الله سبحانه وتعالى، وقد يزداد الأمر حُرمة إذا كان هذا التشقير تقليدًا للكفار، أو كان في استعماله ضرر على الجسم أو الشعر لقول الله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}،[4] وقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا ضررَ ولا ضِرارَ”،[5] وعليه فإن بعد البحث عن ما يسببه التقشير كان لا بُد من ذكر بعض أضراره فيما يأتي:

  • إن المادة التي تستخدم للتقشير؛ هي مادة كيميائية، وتعمل على زيادة نمو شعر على الحاجب وسماكته.
  • إن المادة الكيميائية الموجودة في مادة التقشير، تعتبر مصدر ضار للصحة، وللجلد المحيط بالعين.
  • تؤثر المادة الكيميائية على صحة الجنين؛ بحيث تسبب التشوهات الخلقية؛ لذلك تمنع فترة الحمل.
  • تضعف مادة التشقير المنطقة المحيطة بالعين؛ لا سيما أنها شديدة الحساسية، وخاصة من المواد الكيميائية.
  • تسبب مادة التشقير احمرار المنطقة وتهيج البشرة بشدة.
  • تسبب مادة التشقير أمراض أخرى تؤدي لحدوث مشاكل مختلفة، لا سيما وأن الشعر متصلًا بالأوعية الدموية المحيطة بالعين، وهذا مما يسبب حدوث نزيف أو تجمد للدم في هذه الأوعية بالتحديد.
  • تحتوي هذه الأصباغ بشكل عام ومنها مادة التشقير على أنواع معينة من المواد الكيميائية؛ التي تؤدي إلى حدوث مرض السرطان؛ ومن أهم هذه المواد مادة بارافينيلين.

حكم صبغ شعر المرأة

يجوز صبغ الشعر بالأصباغ الحديثة على رأي أكثر أهل العلم، حيث أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد تحريم بذلك، لكن مع الانتباه أن لا يكون الصبغ بالسواد لتغيير الشيب، أو أن يكون فيه مشابهة للكفار، أو أن يثبت ضرره طبيًّا، وقد قال الشيخ ابن عثيمين: “الأصل في الأشياء غير العبادات الحل، وعلى هذا، فيجوز للمرأة أن تصبغ رأسها بما شاءت من الصبغ، إلا إذا كان سوادًا تخفي به شيبها، فإن ذلك لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بتغيير الشيب، وقال: جنبوه السواد، أو إذا كانت هذه الأصباغ مما تختص به النساء الكافرات، بحيث إذا شوهدت هذه المرأة، قيل هذه امرأةٌ كافرة؛ لأنه لا تصبغ هذا الصبغ إلا امرأةٌ كافرة، فحينئذٍ يحرم على المرأة أن تصبغ به؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من تشبه بقومٍ فهو منهم”، وعليع فإنه يجوز للمرأة أن تصغ شعرها بأي لون ما عدا الأسود، وأن تنتبه أن لا يكون القصد منا التشبه بالكافرات.[6]

شاهد أيضًا: حكم إزالة الشعر بين الحاجبين

هل التشقير يبطل الوضوء

إذا بقي التشقير على الحواجب، و كان له جرم وحجم يمنع من وصول الماء؛ فإن الوضوء معه لا يصح حتى يزال، حيث أننا ذكرنا اختلاف العلماء في حكم التشقير، وأن منهم من أجازه ومنهم من منع منه، وقلنا أن الأحوط تركه للبعد عن الضرر والفتنة،  وفي مسألة الوضوء نقول: أنه إنك كان هنالك جرم محسوس يمنع من وصول الماء إلى العضو: فهنا لا تصح معه الطهارة، وإن كان مما لا يمنع من وصول الماء إلى العضو: فإنه تصح معه الطهارة، وعليه؛ فإن التشقير على الصحيح لا يبقى معه إلا اللون، فهو لا تأثير له على الوضوء والطهارة، لأنه أشبه بالحناء، لأنه بمجرد نزع لون الشعر ثم وضع لون آخر مكانه عن طريق الأكسجين كما هو حاصل في التشقير، فهو تغيير للون فقط وليس هنالك طبقة تمنع وصول الماء إلى الشعر أو البشرة.[7]

وفي ختام مقال حكم تشقير الحواجب بالليزر نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تعرفنا فيه على حكم التشقير سواء بالطرق التقليدية أم بالليزر، وحكم صبغ المرأة لشعرها، وتعرفنا على أن التقشير من الأمور التي لا تبطل الوضوء.

المراجع

  1. alukah.net , التشقير (تعريفه - حكمه) , 17/08/2021
  2. islamweb.com , حكم تشقير الحواجب بجهاز يؤدي لسقوط الشعر , 17/08/2021
  3. aliftaa.jo , هل يجوز تشقير جزء من الحواجب للمرأة , 17/08/2021
  4. سورة البقرة , الآية 195
  5. بستان العارفين , النووي، 35، حسن
  6. islamqa.info , حكم صبغ الشعر بالأصباغ الحديثة , 17/08/2021
  7. islamqa.info , هل يمنع تشقير الحاجبين من صحة الطهارة ؟ , 17/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *