وسائل الوقاية من أخطار السموم القاتلة

وسائل الوقاية من أخطار السموم القاتلة من الأمور الهامة جداً في حياتنا لحماية أنفسنا كبشر بشكل عام ولحماية أطفالنا بشكل خاص الذين ليس لديهم الإدراك الكافي لفهم أضرار هذه السموم ويتصرفون وفق غرائزهم في التعامل معها، وهذا يتطلب وجود وعي كافي من قبل الأهل بالدرجة الأولى داخل المنزل إضافة إلى الوعي الحكومي لتوجيه السكان بشكل عام داخل المجتمع، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على وسائل الوقاية من هذه السموم بعد أن نتعرف إلى تعريف السموم وأنواعها وتصنيفها وكيفية التخلص منها إضافة إلى ذكر كل ما يخص هذا الموضوع.

السموم القاتلة

تعرف السموم على أنها جميع المواد التي تسبب ضرر للكائنات عند امتصاصها أو استنشاقها أو ابتلاعها بكميات كافية لحدوث هذا الضرر، وهذه السموم تتواجد في الطبيعة بعدة أشكال فمنها ما يترافق مع الانبعاثات التي تخرج من باطن الأرض مع الظواهر الطبيعية مثل البراكين ومنها ما يحصل بسبب التجارب التي يقوم بها الإنسان على المواد الكيميائية وتؤدي أيضاً إلى حدوث انبعاثات ربما على شكل غازات أو سوائل وما إلى ذلك، وبغض النظر عن شكل الانبعاث أو مصدره أو سببه فإن هذه السموم قد تكون قاتلة تؤدي إلى الموت بشكل مباشر أو بعد عدة أيام أو أنها قد تسبب الأمراض التي يمكن شفائها أو تبقى ملازمة طول العمر دون أن تتسبب بالوفاة.[1]

شاهد أيضًا: الاسباب المؤدية الى استخدام السموم القاتلة

وسائل الوقاية من اخطار السموم القاتلة

تعتبر وسائل الوقاية من اخطار السموم القاتلة مهمة للغاية حيث عوامل الخطر المحيطة بالإنسان بسبب السموم كثيرة وملاصقة له في أكثر الأماكن تواجداً فيها وتتخذ أشكالاً مختلفة وأكثر الأشخاص تأثراً بها على الإطلاق هم الأطفال الذين لا يميزون ما هو ضار وما هو نافع، وفيما يلي نستعرض أهم وسائل الوقاية من أخطار هذه السموم وهي:[1]

  • تأتي النظافة العامة في المقام الأول دائماً في خطة الوقاية من السموم وتشمل غسيل اليدين والخضار والفواكه إضافة إلى النظافة الشخصية.
  • حفظ جميع المواد المستعملة في المنزل بعيدًا عن متناول الأطفال ووضعها في خزائن مرتفعة مثل الأدوية ومنتجات التنظيف والمواد الكيميائية الضارة الأخرى. 
  • ارتداء الملابس واقية مثل القفازات وخاصة عند استخدام المنظفات والمواد الكيميائية.
  • تجنب استخدام المبيدات الحشرية ومخفف الطلاء والمواد الكيميائية المماثلة داخل المنزل أو المرآب وفي الحالات الاضطرارية لاستخدامها داخلياً يجب تهوية المكان جيداً.
  • تجنب خلط المواد الكيميائية التي قد تصبح سامة عند مزجها مثل مواد التبييض والأمونيا التي تخلق غاز سام ومميت عند خلطها.
  • الاحتفاظ بالأدوية والمواد الكيميائية في عبواتها الأصلية والتأكد دائماً من إحكام إغلاقها وتواريخ الصلاحية لها.
  • التخلص من الأدوية والمنتجات المنزلية القديمة أو منتهية الصلاحية بشكل آمن فهذه النفايات تشكل انبعاثات سامة وضارة.
  • الحرص الدائم على صيانة جميع الأجهزة التي تعمل بالغاز والوقود الزيتي وكشف التسرب فيها.
  • يجب تركيب أجهزة كاشف أول أكسيد الكربون في المنازل كما يجب اختبار البطاريات والتأكد من عدم تلفها واستبدالها إذا لزم الأمر.
  • يجب نشر الوعي بشكل دائم حول أهمية وسائل الحماية من السموم وهذا يقع على عاتق الأهل في المنازل والمؤسسات الحكومية التي يجب أن تعمم الوعي على كل سكان المجتمع.

التسمم

يعرف التسمم على أنه دخول المواد الضارة إلى الجسم التي تنتقل إليه عن طريق اللمس عبر الجلد أو التذوق والابتلاع عبر الفم أو الاستنشاق للهواء الملوث بالمواد السامة عبر الأنف، وهذا الأمر يتم غالباً عن غير قصد ومن غير معرفة مسبقة أو بسبب قلة الوعي للمواد المحيطة بالإنسان والتي قد تحتوي على السموم الخفيفة أو القاتلة وقد يكون إجراءً مخططًا له.[2]

أعراض التسمم

قد يصعب التنبؤ أحياناً بحدوث التسمم ما لم يلحظ الشخص أنه قام بفعل ما قد يؤدي إلى التسمم مثل تناول طعام فاسد ولكن ليس له رائحة تدل على أنه فاسد، ومع ذلك عند حدوث التسمم يكون هناك بعض الأعراض المحتملة التي تدل عليه ومنها:[2]

  • الغثيان والقيء
  • الإسهال
  • التسرع في ضربات القلب
  • احمرار أو تقرحات حول الفم أو جفافه
  • سيلان اللعاب أو رغوة في الفم التي تسمى الزّبَد
  • الصعوبة في التنفس
  • اتساع أو تضييق حدقة العين الحدقة
  • الإغماء أو فقدان الوعي بشكل كلي
  • الاهتزاز أو الرعشة أو الرجفة أو النوبات المفاجئة

أنواع السموم القاتلة

مصادر المواد التي تسبب التسمم يمكن أن تكون معلومة أو غير متوقعة فحتى أبسط الأشياء وأكثرها فائدة للإنسان ممكن أن تسبب التسمم، ومن أهم أنواع المواد التي قد تسبب التسمم التالي:[2]

  • المنتجات المنزلية ومنتجات العناية أو النظافة الشخصية مثل مزيل طلاء الأظافر وغسول الفم الضارة للأطفال بشكل خاص.
  • منتجات التنظيف والمنظفات التي نستعملها في المنزل مثل الفلاش والكلور.
  • مخفف طلاء الذي نستخدمه في طلاء المنازل وعادة ما يستخدم مواد ذات أصول نفطية.
  • مبيدات الحشرات الضارة مثل رذاذ البق.
  • السموم التي تستخدم للحيوانات الصغيرة والقوارض مثل سم الفئران أو القطران الذي يستخدم لطرد الأفاعي من حديقة المنزل.
  • الكيماويات العشبية مثل مبيدات الأعشاب ومبيدات الآفات الزراعية والأسمدة.
  • المعادن بشكل عام مثل الرصاص 
  • الزئبق الذي يوجد في موازين الحرارة القديمة والبطاريات ومحتواها من الرصاص والأسيد.
  • الأدوية التي تصرف بوصفة طبية ولو كانت سليمة فهي تشكل خطر على الأطفال.
  • الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية عند الجمع بينها وبين أدوية أخرى أو تناولها بطريقة خاطئة.
  • الأدوية منتهية الصلاحية أو التي لا يتم تخزينها بشكل مناسب
  • المخدرات غير المشروعة التي تعتبر سم بحد ذاتها إضافة إلى طريقة استخدامها بالأدوات الملوثة.
  • غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن الاحتراق أو الصاعد من مداخن المصانع. 
  • الأغذية الفاسدة مثل المعلبات منتهية الصلاحية أو المخزنة بشكل يؤدي إلى تلفها.
  • النباتات السامة مثل اللبلاب والبلوط السام
  • سم بعض الحيوانات مثل العقارب والثعابين التي تتواجد في الفناء أو الحشرات التي تنقل العدوى بالأمراض.
  • التسريب في مفاتيح الغاز داخل المنزل أو الغازات المنبعثة في الجو نتيجة التلوث البيئي. 

تصنيف السموم

تعتبر السموم ذات طبيعة متنوعة بحيث يتم تصنيفها حسب المنشأ أو الأصل أو الشكل الفيزيائي أو الطبيعة الكيميائية أو النشاط الكيميائي أو الموقع المستهدف أو الاستخدام، وفيما يلي نشرح هذه التصنيفات كالآتي:[3]

  • التصنيف على أساس الأصل: وهي إما جرثومية مثل البوتولينوم من البكتريا أو نباتية مثل البلادونا أو حيوانية مثل لدغة الأفعى أو صناعية مثل الأدوية والمبيدات.
  • التصنيف على أساس الشكل الفيزيائي: يؤثر الشكل الفيزيائي للمادة الكيميائية على التعرض للتسمم والامتصاص في جسم الإنسان وتقسم من حيث الشكل إلى صلبة مثل كبريتات الرصاص أو سائلة مثل البنزين أو غازية مثل أول أكسيد الكربون.
  • التصنيف على أساس الطبيعة الكيميائية: وهي إما معدنية ويتم التخلص منها أبطئ من غير المعدنية وإما عضوية تمر بسهولة عبر الأغشية من غير العضوية وإما قلوية وتسبب تلف في الخلايا أكثر من الحمضية.
  • التصنيف على أساس النشاط الكيميائي: وهي التي تؤثر على النشاط الإلكتروني لنواة الخلية التي تشكل الجسم فمثلاً الإلكترونات المحبة تهاجم المواقع المحبة للنواة من الجزيئات والخلايا مثل الحمض النووي الريبي DNA.
  • التصنيف على أساس المواقع المستهدفة: وتشمل الجهاز العصبي والقلبي والتناسلي والمناعي والرئتين والكبد والكليتين.
  • التصنيف على أساس الاستخدام: وتشمل كافة السموم التي يستعملها الإنسان مثل مبيدات الآفات المنتجات المنزلية والمنظفات والمذيبات العضوية والعقاقير وما إلى ذلك.

الضرر الذي تسببه السموم القاتلة في الجسم 

عادة ما يتعلق الضرر الذي تسببه السموم في الجسم على السرعة في اكتشافه والتعرف على أعراضه قبل أن تزداد آثاره على الشخص المصاب، ففي أغلب الحالات تختلف الأضرار الدائمة للتسمم باختلاف نوع المادة التي أدت إلى التسمم وكميتها ونوع التعرض إضافة إلى العوامل الأخرى المؤثرة في ذلك مثل عمر الشخص المصاب ووزنه وحالته الصحية قبل حدوث التسمم إن كان يعاني من مرض ما، وبشكل عام يمكن أن يسبب التسمم آثارًا قصيرة المدى مثل الطفح الجلدي أو مرض قصير الأمد بينما في الحالات الخطيرة يمكن أن يسبب تلفًا في الدماغ أو غيبوبة أو الوفاة بعد فترة وقد تحدث الوفاة فور حدوث التسمم.[3]

مدة بقاء السم في الجسم 

طبياً لا يمكن الجزم بشكل قاطع بمدة بقاء السم في الجسم فهذا يعتمد على العوامل التي ذكرناها سابقاً مثل نوع السم وكميته وسن الشخص المصاب وحالته الصحية ووزنه، ولكن الجدير بالذكر أن السم لا يأخذ مفعوله في حالة البلع إلى بعد امتصاصه من جدار المعدة وانتقاله إلى الدم وهذه العملية تتطلب مدة من الزمن يمكن خلالها تدارك الموقف والتخلص من السموم قبل انتقالها إلى الدم.[4]

شاهد أيضًا: من أول من استخدم الغازات السامة في الحروب

طرق التخلص من السموم القاتلة

عادة ما يتخذ الجسم بعض الطرق والآليات الدفاعية عند دخول السموم أو الأجسام الضارة إليه للتخلص منها، ومن هذه الطرق:[4]

  • محاولة التقيؤ يعتبر مفيد جداً في حالات التسمم ولو كان بعد فترة وجيزة من ابتلاع السم فهو يسمح بخروج السم قبل دخوله إلى الدم.
  • إعطاء الفحم المنشط للشخص المصاب فهو يعمل على ربط بعض السموم بحيث لا يمكن أن تمر عبر جدران الأمعاء وتصل إلى الدم.
  • إعطاء أدوية مسهلة للشخص المصاب لجعل السم ينتقل عبر الأمعاء ويخرج من الجسم بسرعة أكبر.
  • في حال لم يتم تجاوب جسم المريض لأي من العلاجات الثلاثة السابقة ولم يخرج السم فسيضطر الطبيب إلى إجراء عمل جراحي.
  • قد يتم علاج التسمم بطرق مختلفة أخرى شائعة مثل غسيل المعدة أو الكلى أو الكبد كون هذه الأعضاء في جسم الإنسان هي الأكثر تضرراً بالسم.

وبهذا القدر من المعلومات نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان وسائل الوقاية من أخطار السموم القاتلة والذي تعرفنا من خلاله على السموم ووسائل الوقاية من هذه السموم وأنواعها وتصنيفها وكيفية التخلص منها وكيف يحدث التسمم والضرر الذي يسببه وكم يبقى السم في جسم الإنسان.

المراجع

  1. kidshealth.org , Household Safety: Preventing Poisoning , 24/10/2021
  2. familydoctor.org , Poisoning , 24/10/2021
  3. britannica.com , Poison , 24/10/2021
  4. helid.digicollection.org , How poison gets into the body , 24/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *