تجربتي مع صلاة الحاجة للزواج

تجربتي مع صلاة الحاجة للزواج هو ما وددت نقله وجعله ملفًا شاملًا لمن يحتاج إليه، فمن المعروف أن صلاة الحاجة لا تتقيد بمكان محدد ولا بتوقيت معين، حيث أن المسلمون يلجئون إليها عندما يتعرضون لظروف خارجة عن إرادتهم ويجدوا في نفسهم العجز، لذا من خلال موقع المرجع سوف يتم ذكر كيفية تلك الصلاة وحكمها مع ذكر بعض التجارب الخاصة عنها.

تجربتي مع صلاة الحاجة للزواج

كنت أريد الزواج من شخص صالح ولكنني لم أكن قادرة على اتخاذ قرار سليم بشأن هذه المسألة، فمن المعروف أن الزواج يحتاج إلى تفكير عميق لأنه قرار مصيري والاختيار المناسب في هذه الحالة أمر لابد من اتخاذه بحذر شديد، حيث أنني أؤمن أن العلاقة بين الطرفين ينبغي أن تكون علاقة احترام متبادل وثقة كبيرة بالطرف الآخر، كما أن الزواج هو أحد الأشياء التي تفتح أمام العبد أبواب الرزق لقوله تعالى في سورة النور “وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.[1]

وفي الحقيقة لقد كنت حريصة على الأخذ بكافة الأسباب التي تعين على تحقيق هذا الأمر، لذا لجأت إلى صلاة الحاجة للزواج ودعوت الله كثيرًا لكي ييسر لي أمري وأستطيع الزواج من هذا الشخص الصالح، وداومت على هذه الصلاة لعدة أيام متتالية إلى أن أصبحت قادرة على اتخاذ القرار وتزوجت من هذا الشخص الصالح بفضل الله، وأنا الآن أعيش أفضل أيام حياتي معه.[2]

شاهد أيضًا: تجربتي مع قيام الليل بسورة البقرة

تجارب مختلفة مع صلاة الحاجة

قبل أن أقدم على تجربتي مع صلاة الحاجة للزواج، رأيت أنه من الأفضل أن أقرأ بعض التجارب التي باءت بالنجاح بعد أن أدت صلاة الحاجة بغرض الزواج، فمن المعروف أن الإنسان بطبعه يميل إلى الأشياء التي نجحت من قبل الغير، ومن أجمل تلك التجارب ما يلي:

تجربة شهد مع صلاة الحاجة للزواج

تبلغ شهد من العمر 32 عام ولا تزال آنسة لم تتزوج بعد، تقول شهد عن نفسها؛ لقد كنت أرغب في أن ارتبط بشخص يكون سند لي في الدنيا ورفيق لي في الجنة، وفي الحقيقة كان يتقدم لي الكثير من الرجال إلا إنني لم أكن أطمئن للأمر في كل مرة، وعندما زاد التردد والحيرة وزاد العمر ومضت السنوات، تذكرت نصيحة رفيقة لي أن صلاة الحاجة إذا أداها الفرد بخشوع جوارح وحضور قلب بلغه الله تعالى أمانيه وحقق له مراده، وبعد أن داومت على تلك الصلاة 3 أيام، تقدم إلي من تقر به العين ويهدأ به الروع بفضل الله تعالى.

تجربة عَلِيّ مع صلاة الحاجة للزواج

تعتبر تلك التجربة غريبة إلى حد ما، ذلك أن الشائع أن النساء هن من يعمدن إلى أداء صلاة الحاجة عن الرجال، إلا أن لعلي تجربة رائعة كما نقلها فيقول؛ الزواج نعمة كبيرة للغاية لا يشعر بها إلا من حرم منها، وقد نشأت في أسرة صغيرة وسريعًا ما فقدت أمي وأبي، وقد كنت أرغب في تأسيس أسرة تساعدني على مواجهة الهموم وتكون عوض الله تعالى لي، لكنني في كل مرة كنت أخذ فيها خطوة كان يحدث أمر يعيق الاستمرار، إلى أن سمعت من إمام المسجد المجاور عن فضل صلاة الحاجة.

ولكن صادقًا لم أتردد لحظة واحدة ولم أخرج من المسجد إلا وقد صليتها بعد أن علمت منه كيفيتها، وقد أخبرني الإمام أن الافضل أن أداوم على تلك الصلاة لعدة أيام ولا أقتصر عن الصلاة مرة واحدة، لذلك أصبحت سري الخفي ولم أقدم على شيء بعد ذلك دون تأديتها، وبعد مرور ما لا يزيد عن العامين أكتب تجربتي وقد رزقني الله تعالى بزوجة حانية و3 توائم.

أسباب أداء صلاة الحاجة

الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، وبها يصل العبد إلى أعلى مراتب العبودية ويكون عبدًا ربانيًا، وفي الغالب يلجأ المسلم إلى صلاة الحاجة إذا كان يريد شيء من الله عز وجل ولم يستطيع الوصول إليه، لذا يتقرب إلى الله تعالى بأداء تلك الصلاة التي تيسر له أموره وتجعله قادرًا على الوصول إلى ما يريده إن كان خيرًا له، فيصلي المسلم هذه الصلاة بصورة دائمة مع الاستمرار في الدعاء لله دون ملل، وعلى المسلم أن يوقن أن كل ما قدر له خير وأن لا يقنط أو يجزع من قدر الله تعالى.[3]

حكم صلاة الحاجة

إن صلاة الحاجة من ضمن الصلوات المشروعة التي تم الاتفاق عليها من قبل مجلس البحوث الإسلامية ولكن الاختلاف كان فقط على عدد الركعات، وقد تم إثبات هذا الأمر بالاستدلال من الأحاديث النبوية الشريفة فعن عبد الله بن أبي أوفى قال “مَن كانت له حاجةٌ إلى اللهِ ، أو إلى أحدٍ من بني آدمَ ، فلْيَتَوَضَّأْ ، فلْيُحْسِنِ الوضوءَ ، ثم لِيُصَلِّ ركعتينِ ، ثم لِيُثْنِ على اللهِ ، ولْيُصَلِّ على النبيِّ ، ثم لِيَقُلْ : لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ ، سبحانَ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، أسألُكَ مُوجِبَاتِ رحمتِكَ وعَزَائِمَ مغفرتِكَ ، والغنيمةَ من كلِّ بِرٍّ ، والسلامةَ من كلِّ إثمٍ ، لا تَدَعْ لي ذنبًا إلا غَفَرْتَه ، ولا هَمًّا إلا فَرَّجْتَه ، ولا حاجةً هي لك رِضًا ، إلا قَضَيْتَها يا أرحمَ الراحِمِينَ”.[4]

كما جاء عن عثمان بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أنَّ رجلًا ضريرًا أتى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ فقال: يا نبيَّ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يعافيَني. فقال: إنْ شئْتَ أخرْتُ ذلك فهوَ أفضلُ لآخرتِكَ، وإنْ شئْتَ دعوْتُ لكَ قال: لا بلْ ادعُ اللهَ لي. فأمرَهُ أنْ يتوضأَ وأنْ يصليَ ركعتينِ وأنْ يدعوَ بهذا الدعاءِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ نبيِّ الرحمةِ، يا محمدُ إنِّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذه فتَقضى، وتُشفعُني فيه وتشفعُهُ فيَّ. قال: فكان يقولُ هذا مرارًا، ثم قال بعدُ – أحسبُ أنَّ فيها: أنْ تُشفعَني فيه – قال: ففعلَ الرجلُ فبرأَ”.[5]

شاهد أيضًا: تجربتي مع قراءة سورة الفاتحة على الماء

أوقات صلاة الحاجة

من الممكن تأدية صلاة الحاجة في أي وقت على مدار اليوم ، ذلك أنها من النوافل وتحقق المراد منها في أي توقيت بإذن الله تعالى ما دامت تستوفي الشروط، إلا أنه من الأفضل أدائها في وقت قيام الليل أو ما يعرف بجوف الليل، وهذا ما اتبعته خلال تجربتي مع صلاة الحاجة للزواج، بينما الأوقات غير المستحب الصلاة بها تتمثل فيما يلي:

• الوقت ما بين إتمام صلاة الفجر وحتى موعد طلوع الشمس وهو بعد إتمام صلاة الضحى.
• الوقت ما بين إتمام صلاة العصر وحتى موعد غروب الشمس أي بعد الانتهاء من صلاة المغرب.
• في فترة الزوال وهي الفترة التي تكون الشمس بها في وسط السماء ذلك أن الصلاة بها مكروهة.

كيفية صلاة الحاجة للزواج

لقد ذكرت السنة النبوية الطريقة المتبعة لأداء صلاة الحاجة وعدد ركعاتها وقد تم تحديد طريقتين لأداء هذه الصلاة وهما:

• الطريقة الأولى لصلاة الحاجة: تكون عن طريق أداء ركعتين يتم قراءة آية الكرسي بها 3 مرات في الركعة الأولى، والركعة الثانية يقرأ بها المصلي سورتي الفاتحة والإخلاص، وبعدها يتم قول دعاء الحاجة.
• الطريقة الثانية: عدد ركعاتها 4 ركعات يتم قراءة آية الكرسي 3 مرات في الركعة الأولى، وفي باقي الركعات يتم قراءة سورة الإخلاص والناس والفلق.
• هناك بعض الأقاويل التي تقر بأن صلاة الحاجة 12 ركعة ويكون السلام مرة واحدة فقط، ويتم قراءة آية الكرسي في الركعة الأولى وفي باقي الركعات يتم قراءة سورة الإخلاص وقول دعاء الحاجة.

ما هو الفرق بين صلاة الحاجة وصلاة الاستخارة

من لطف الله تعالى بعباده أنه لم يشرع لهم الصلوات والعبادات عبثًا، بل إن لكل صلاة غرض عن غيرها، لذا تختلف صلاة الحاجة عن صلاة الحاجة في طريقة أداء الصلاة وسببها وهذا الاختلاف يكون كما يلي:

• صلاة الحاجة: يؤديها الفرد عندما يريد من الله شيئًا فيلجأ إليه بالصلاة والدعاء المستمر طمعًا في تلبية أمانيه، سواء كانت هذه الأمنية شفاء من مرض أو زواج أو نجاح أو غير ذلك وهو ما تم التعرف عليه بعد خوض تجربتي مع صلاة الحاجة للزواج.
• صلاة الاستخارة: هي التي يؤديها الشخص إذا كان مخيرًا بين أمرين ولا يكون قادر على اختيار الأمر الصائب، فيؤدي المسلم هذه الصلاة ويدعو الله لكي ييسر له أمره ويستطيع بعد ذلك اختيار الأفضل له.

شاهد أيضًا: تجربتي مع دعاء التسخير

دعاء الحاجة للزواج

إن الله تعالى لم يضيق الخناق على عباده ولم يجعل لهم دعاء ثابت في صلاة الحاجة، ذلك أن لكل إنسان حاجته الخاصة، ومن أمثلة دعاء الحاجة للزواج ما يلي:

• اللهم يا قاضي الحاجات ارزقني زوجًا صالحًا يسعى من أجل طاعتك ويخاف من معصيتك ويكون عونًا لي في الدنيا على طاعتك ورفيق لي في الآخرة في جنتك يا كريم.
• يا رب، اللهم ارزقني زوجًا حنين القلب واسع الرزق وارزقني منه ذرية صالحة، وارزقني يا رب بره وبر أولادي إنك على كل شيء قدير.
• اللهم هب لي زوجًا عظيم القلب وأجعله قرة عين لي، واجعلني اللهم قرة عين له، ولا تفرق بيننا أبدًا أبدًا، وأسعد قلبي معه إنك يا رب واسع الرحمة عظيم الكرم واللطف.
• اللهم أصلح لي شأني كله فأنت الموفق والمستعان، فاللهم ارزقني الزواج الحلال فقد سلمت أمري كله إليك، وإني والله يا رب لا أرغب في فعل المنكرات، فجُل ما أبغاه سندًا لا يميل إذا مالت بي الدنيا.

وبهذا يكون قد تم عرض تجربتي مع صلاة الحاجة للزواج، والتعرف  على الأوقات المناسبة لصلاة الحاجة ومعرفة أسباب أداء صلاة الحاجة والطريقة الصحيحة لأدائها، وكذلك التعرف على حكم صلاة الحاجة وما هو الفرق بين صلاة الحاجة وصلاة الاستخارة.