من علامات النفاق الأصغر

من علامات النفاق الأصغر هي ما تمّ تحديدها في السنة النبوية الشريفة، حيث تظهر عديد الصفات والعلامات على الرجل الذي يكون منافقًا نفاق أصغر، وقد تظهر صفة واحدة فتكون فيه خصلة من خصال النفاق، وقد حثّ الإسلام على الابتعاد عن النفاق، وبيّن آثاره الخطيرة المترتبة عليه، وبيّن الجزاء والعذاب للمنافقين في الدنيا والآخرة، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ تعريف مفهوم النفاق وبيان أنواعه وذكر علاماته.

مفهوم النفاق

إنّ النفاق في اللغة هو الاسم الإسلامي الذي لم يعرفه العرب بالمعنى المخصوص، ويقال نافق الرجل منافقةً وهو من النافقاء، وقيل من النفق أي السرب الذي يستتر فيه، والنفاق في الشرع والاصطلاح هو أن يقوم الرجل بستر كفره وإظهار إيمانه، فالمنافق هو من يخالف أقواله أفعاله، فهو المراوغ المحتال المتقلب المتذبذب، وقد قسّم أهل العلم النفاق إلى نوعين، وهما نفاقٌ أكبر ونفاقٌ أصغر.[1]

شاهد أيضًا: حكم من أنكر ركنا من أركان الإيمان

من علامات النفاق الأصغر

إنّ النوع الأول من أنواع النفاق هو النفاق الأصغر، الذي يسمى بنفاق العمل، وفيه يظهر الرجل صلاحًا وهو يبطن غير ذلك، وتختلف سريرته عن علانيته، ومن علاماته:

• خيانة الأمانات، والكذب في الحديث، والغدر في العهود، والفجر في الخصومة.

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ”.[2] فمن وقع من المسلمين بواحدةٍ من هذه الصفات وقع في النفاق الأصغر بحسب ما اتّصف به وفعله، لمشابهته المنافقين في بعض أعمالهم، ولو لم يكن مثلهم في كلّ أمر، فالنفاق الأصغر يكون باختلاف السريرة عن العلانية، وهو وسيلة للنفاق الأكبر والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم من أنكر ركن من أركان الإيمان

من علامات النفاق الأكبر

إنّ النفاق الأكبر هو أن يظهر الإنسان الإيمان ويبطن الكفر بالله، فيكون في اعتقاده وقلبه كافرًا إلا أنّ قوله يُظهر أنّه مؤمن، فالمنافق من يظهر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأبطن غير ذلك ونقيضه، وهم من قال الله سبحانه وتعالى فيهم في كتابه العزيز: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}.[4] وقد ذكر الحافظ بن رجب قال: “الذي فسره به أهل العلم المعتبرين أن النفاق في اللغة هو من جنس الخداع والمكر، وإظهار الخير وإبطان خلافه، وهو في الشرع ينقسم إلى قسمين: أحدهما النفاق الأكبر، وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار والثاني النفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة ويبطن ما يخالف ذلك” والله أعلم.

إلى هنا نكون قد وصلنا لختام مقال من علامات النفاق الأصغر، الذي عرّف مفهوم النفاق وذكر أنواعه، كما بيّن علامات النفاق الأكبر والأصغر.