دعاء الحمد والثناء على الله ، أدعية الثناء على الله

دعاء الحمد والثناء على الله ، أدعية الثناء على الله ، كلّها أدعية مهمّة يدعو بها كلّ المسلمين ومن المستحبّ لهم أن يُكثروا من الدّعاء بها، فالله -عزّ وجلّ- خالق الأكوان وهو الله وحده إله الأكوان وهو الرّبّ المعبود وحده لا شريك له، فهو خلق البش وسخّر لهم الكون بسعته لخدمتهم ومصلحتهم، وجعل الأرض لهم ذلولاً ليمشوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه، وحقّ عليهم حمده وشكره والثّناء عليه، وفي هذا المقال سيقوم موقع المرجع بتقديم دعاء الحمد والثناء على الله ، أدعية الثناء على الله ليدعو بها المسلم ويحمد الله بها.

ما هو الثناء على الله تعالى

قبل المرور على دعاء الحمد والثناء سيتم بيان ما هو الثناء على الله تعالى؟ فالثّناء في لسان العرب هو وصفٌ بمدح، وهو مأخوذٌ من الثّني أي العطف وردّ الشيء بعضه على بعض، وهو تكرار المحامد وتعداد أوصاف المحمود أو حمد المتكرر وقد جرت العادة بالثّناء في المدح  أي إخبار عن محاسن المحمود إخباراً مجرّداً، وفي الحمد وهو إخبار عن محاسن المحمود إخباراً مقروناً بحبّه وإجلاله وتعظيمه، وهو الإخبار عن الله تعالى تبارك وتعالى وتقدّس بصفات كماله، ويكون الثّناء في الشّكر وهو الاعتراف بنعم الله والثّناء على الله بها، ويكون بالإطراء وهو المدح بأحسن الصّفات، ويكون الثناء بالتّمجيد، والتمجيد هو مدح الله بصفات الجلال والعظمة والكبرياء، فالثّناء من الأمور الهامّة التي ينبغي للمسلم أن يداوم عليها ويُني على الله بكثرة، فهو أمرٌ يحبّه الله ويُثيب عليه ووعد به الجنّة، وحتّى الصّلاة بنفسها مبنيّةٌ على الثّناء على الله عزّ وجل.[1]

شاهد أيضًا: ادعية الثناء على الله قبل الدعاء وكيفية الثناء على الله

صيغ الحمد والشكر لله

إنّ دعاء الحمد والثناء من الأمور التي يحبّها الله -سبحانه وتعالى- ويعطي من يدعو الله ويحمده الخير الكثير وصيغ الحمد والشّكر كثيرة ومباحة، وقد ورد الكثير من صيغ الحمد وشكر الله عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فالثّناء على الله وحمده وشكره يكون بأسمائه الحسنى وصفاته الكريمة وذكر آلائه ونعمه على عباده، ومن صيغ الحمد التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “اللَّهمَّ لك الحَمدُ، أنت نورُ السَّمَواتِ والأَرضِ ومَن فيهنَّ، ولك الحَمدُ، أنت قَيَّامُ السَّمَواتِ والأَرضِ ومَن فيهنَّ، ولك الحَمدُ، أنت رَبُّ السَّمَواتِ والأَرضِ ومَن فيهنَّ، ولك الحَمدُ، أنت الحَقُّ، وقَولُكَ الحَقُّ، ووَعدُكَ الحَقُّ، ولِقاؤُكَ حَقٌّ، والجنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهمَّ لك أسلَمتُ، وبِك آمَنتُ، وعليكَ توَكَّلتُ، وإليك أنَبتُ، وبك خاصَمتُ، وإليك حاكَمتُ، فاغفِر لي ما قدَّمتُ وأخَّرتُ، وأسرَرتُ وأعلَنتُ، أنت إلهي، لا إلهَ إلَّا أنت”.[2] ولو أنّ المسلم قد حمد الله وأثنى عليه بأيّ دعاءٍ فيه حمدٌ لله وثناءٌ عليه فهذا جائزٌ ومباح بل ومستحب، كأن يقول في دعائه اللهم لك الحمد أنت الله الرّحمن الرّحيم، أو أن يقول ربّنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فكلّ ذلك يفيد في الثّناء على الله -سبحانه وتعالى- والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: دعاء الهم والحزن والضيق والتعب والغم مكتوب

دعاء الحمد والثناء على الله

دعاء الحمد والثناء على الله -سبحانه وتعالى- من الأمور التي يتوجّب على المسلم المداومة عليها، ليحمد الله ويشكره على الكثير من النّعم التي أنعم بها على عباده، فدعاء الحمد والثناء على الله من الأمور التي تديم النّعم وهو سببٌ ليرزق الله العبد بنعمٍ جديدة، وفيما يأتي سيجد المسلم دعاء الحمد والثناء على الله ليقوم بالدّعاء به وحمد الله والثناء عليه فيه:

سبحانك اللهم يا من تعطّف العزّ وقال به، سبحانك يا من لبس المجد وتكرّم به، سبحانك يا من لا ينبغي التّسبيح إلا لك، سبحانك يا ذا الفضل والنّعم، سبحانك اللهم يا ذا المجد والكرم، وسبحان الله عدد خلق السّماء، وسبحانه عدد خلق الأرض وسبحانه عدد ما خلق، ياربنا نحمدك ونشكرك ولا نكفرك فالحمد لك في السّر والعلن، والحمد لك في الحزن وفي السّعادة، والحمد لك في العلم والجهل  والحمد لله في الدّنيا والآخرة، والحمد لله في الأولين والحمد له في الآخرين، والحمد لله من قبل ومن بعد، اللهم أعوذ بك من شرّ ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم وأنت علّام الغيوب، اللهم زدني وأكرمني وأعطني وآثرني لك الحمد لا إله إلا أنت.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم اني اعوذ بك من الهم والغم والحزن وغلبة الدين وقهر الرجال

أدعية الثناء على الله

دعاء الحمد والثناء على الله لا يقتصر على دعاءٍ واحد، لذلك يهمّ المسلمين دوماً بالبحث عن المزيد من أدعية الثناء على الله، حتّى يداوموا على حمده وشكره وحسن عبادته، وفيما يأتي سيتم تقديم أجمل أدعية الثناء على الله:

• الحمد لله ولا إله إلا الله، سبحان الله وبحمده لا قوّة إلا به، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، الله ربّي وهو حسبي وهو على كلّ شيءٍ قدير، وهو الذي أحاط بكلّ شيءٍ علماً سبحانه وتعالى عمّا يشركون.
• سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا، وزنة عرشه ومداد كلماته، وسبحان الله ذي الملكوت والجبروت، اللهم أسألك بأنّ لك الحمد كلّه لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك.
• الحمد لله عدد ما خلق، والحمد لله ملء ما خلق، والحمد لله عدد مافي السّموات والأرض، والحمد لله ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كلّ شيء، والحمد لله حمداً كثيراً.
• اللهم قد أطعتك بأحبّ الأشياء إليك وهو الإيمان بك فلك الحمد، ولم أعصك في أبغض الأشياء لك وهي الكفر والجحود، فلك الحمد، اللهم رزقتنا كلّ خير فلك الحمد، وأنجيتنا من كلّ شر فلك الحمد.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم بلغنا خير ايام الدنيا

الحمد لله على نعمه

الحمد لله على نعمه ودعاء الحمد والثناء على الله -سبحانه وتعالى- من أحسن الأمور التي تُعمر بها الجنان، وينطق بها اللسان، والحمد لله على نعمه من أطيب ما تفوّهت به الأفواه، واستراحت به النّفوس، ففيه يعبّر العبد عن صبر نفسه ورضاها  بما نزل عليها من المكاره ويدلّ على يقين المسلم بأنّ الله تعالى لا يُنزل على عبده المؤمن إلا ما وافق الحكمة والعلم والرّحمة، وحمد الله على نعمه يكون بالثناء والشّكر والتّعظيم والصبر، فالحمد هو أوّل كلام الله تعالى في كتابه العزيز فأوّل سورةٍ في المصف الشّريف بدأت بالحمد لله، والحمد هو الثناء على الله تعالى لصفات كماله ونعوت جلاله وآيات جماله والثّناء عليه لإحسانه وجميل فعاله وحبّه وتعظيمه، وأمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بحمده في الكثير من المواضع في كتاب الله، قال تعالى في سورة النّمل: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}. [4] وقد كان حمد الله من أسباب دخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “لَقِيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْرِيَ بي ، فقال : يا مُحمَّدُ أقْرِئْ أُمَّتَك منِّي السلامَ ، وأَخبرْهم أنَّ الجنةَ طيبةُ التُربَةِ ، عذْبةُ الماءِ ، وأنَّها قِيعانٌ ، وأنَّ غِراسَها سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ”.[5] وخير عباد الله يوم القيامة هم الحمّادون الذين يحمدونه في السّراء والضّراء وفي كلّ وقت، فحريٌّ بالمسلم أن يُكثر من الدّعاء بدعاء الحمد والثناء على الله، وأن يُكثر من حمد الله على نعمه.[6]

شاهد أيضًا: دعاء الكرب والهم والحزن والضيق مكتوب

عبارات الحمد لله والشكر لله

إنّ الاطّلاع على دعاء الحمد والثناء على الله والحمد لله على نعمه، سيدفه المسلم ليبحث عن عباران الحمد لله والشكر لله، فإنّ نعم الله -سبحانه وتعالى- كثيرةٌ وهي لا تُعد ولا تحصى، ودوام النّعم يكون بشكرها، وفيما يأتي عبارات شكر الله تعالى وحمده:

• الحمد لله ربّ العالمين على عطائه ونعمه، أحمده على رزقه وكرمه، الحمد لله على آلائه، الحمد لله على ما قسم لنا، وعلى ما أنعم علينا، والحمد لله على قضائه ولطفه.
• الحمد لله على عطائه الذي فاض، والحمد لله على الخير الذي جاد، والحمد لله على الفضل الذي ساد، والحمد لله على ما أعطانا من طيّبات الرّزق وبركات النّعم.
• الحمد لله الذي يُغيث عبده بفضله، ويرزق عبده بعد يأسه، والحمد لله والشّكر لله ملئ السموات والأرض وملء ما بينهما، يا ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه.

شاهد أيضًا: فضل دعاء اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنا

دعاء كله مدح لله وثناء عليه

مع بيان دعاء الحمد والثناء على الله سيتمّ ذكر دعاء كله مدح لله وثناء عليه فيما يأتي:

الحمد لله الذي خلقنا من العدم، الحمد لله الذي منّ علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا، والحمد لله الذي أبلانا بكلّ بلاءٍ حسن، والحمد لله الذي أطعنا الطّعام وسقانا الشّراب، وكسا عرانا ومن الضّلالة هدانا، الحمد لله الذي بصّرنا من العماية، وفضّل علينا تفضيلاً، اللهم تمّ نورك علينا فهديتنا فلك الحمد، اللهم عظم حلمك عليا فعفوت عنذا فلك الحمد، اللهم بسطت يدك فأعطيتنا فلك الحمد، أطعناك ربّنا وشكرناك ولك الحمد، عصيناك ربّنا فغفرت لنا فلك الحمد، أجبت المضطّر وكشفت الضّر فلك الحمد، اللهم شفيت السّقيم قبلت التّوبة فلك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كلّ شيءٍ قدير.

شاهد أيضًا: دعاء جبرائيل لقضاء الحوائج الصعبة

حمد الله و الثناء عليه قبل الدعاء

إنّ حمد الله والثناء عليه قبل الدعاء في دعاء الحمد والثناء على الله أو في غيره من الأدعية، يكون بأن يبدأ الدّعاء بحمد الله وشكره وذكر بعض أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وبأن يعترف المسلم في بداية دعائه وبين يدي ربّه بالذّل والافتقار إليه، ليكون ذلك تمهيداً لسؤاله ودعائه، فالله يحبّ أن يُحمد ويحبّ من عبده أن يتذلّل إليه ويعترف بعظيم نعمه وفضله عليه، ففي حمد الله والثّناء عليه قبل الدذعاء سببٌ ليكون الدّعاء مستجاباً من الله -سبحانه وتعالى- وقد ورد عن فضالة بن عبيد: “سمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدعو في صلاتِهِ لم يُمجِّدِ اللَّهَ تعالى ولم يُصلِّ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عجِلَ هذا ثمَّ دعاهُ فقالَ لَهُ أو لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُم فليَبدَأ بتَمجيدِ ربِّهِ جلَّ وعزَّ والثَّناءِ علَيهِ ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ يَدعو بَعدُ بما شاءَ”.[7] فمن ضوابط الدّعاء وآدابه أن يقدّم المسلم في دعائه لربّه ما هو أهله من صفات الجلال والعظمة والكمال، وحمده وشكره والثّناء عليه فكلّ ذلك وسيلة للقبول ومفتاح للإجابة.[8]

شاهد أيضًا: دعاء مستجاب بإذن الله قصير ومجرب

فضل الحمد و الثناء على الله

إنّ فضل الحمد والثناء على الله ينعكس ويظهر في حياة المسلم ويكون أثره في دنياه وفي آخرته واضحاً وجليّاً، ومن فضائل الحمد والثناء على الله ما يأتي:[9]

• الحمد والثناء على الله سبب لنيل محبّة الله تعالى، فحمد الله من أحبّ الأمور إليه.
• إن الحمد لله كانت واحدة من آيات فاتحة الكتاب السّبع المثاني.
• إنّ حمد الله والثناء عليه من أسباب مغفرة الذّنوب وجلب الرّزق والرّحمة، فمغفرة الذّنوب ونيل الرّحمة من الله من أهمّ مقاصد المسلمين، الذين يتذلّلون إلى الله دوماً.
• إنّ حمد الله تعالى والثّناء عليه سببٌ في نزول الغيث وازدياد البركة.
• يعد حمد الله والثّناء عليه من أفضل الدّعاء، وبه تُنفض الخطايا، وهو أحبّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ممّا طلعت عليه الشّمس.
• حمد الله غراسٌ للجنّة وبه يُملأ الميزان فهو مصدر الحسنات وموردٌ عظيمٌ للصّدقات.

شاهد أيضًا: دعاء لراحة البال وتيسير الأمور

دعاء الحمد والثناء على الله ، أدعية الثناء على الله هو عنوان هذا المقال الذي وصلنا لنهايته، والذي تمّ فيه معرفة ما هو الثناء على الله تعالى،  وذكر صيغ الحمد والشكر لله، ثمّ ذكر أجمل أدعية حمد الله على نعمه، وختاماً بيّن المقال فضل الحمد و الثناء على الله.