قيام الليل في رمضان كم ركعة؟

قيام الليل في رمضان كم ركعة؟، تعدّ صلاة قيام الليل من أفضل الصّلوات وأحبّها إلى الله عزّ وجلّ، وهي وسيلةُ ربط أساسيّة بين العبد وربّه تُبقيه موصولاً به بقلبه، وهي سُنّةٌ مُؤكّدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يقتصر قيام الليل على الصّلاة فقط، بل يشمل قراءة القرآن الكريم، والذّكر من تهليل، وتسبيح، وتحميد، وتكبير، وغيره، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على عدد ركعات قيّام الليل وكيفية صلاة قيام الليل في رمضان، والتطرق إلى فضل قيام الليل في رمضان.

قيام الليل في رمضان كم ركعة؟

قيّامُ الليلِ بمعنىْ إحياءَ الليلْ بأيْ نوع من العبادات كالصلاةِ والتسبيح والذكر وقراءة القرآن وغيّره، والقيّامُ من السننِ المُحببةَ إلى رسولِ الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-، وقدْ اختلفَ العُلماءُ في تحديدِ عددَ ركعات قيّام الليل في شهرِ رمضان على النحو الآتي:

• القولَ الأول: اتفقَ جمهورٌ من فقهاءِ الشافعيّة، والحنابلة، والحنفيّة، بأنّ صلاة قيّام الليل أو صلاة التراويح في رمضانَ تُؤدى عشريّن ركعة، استدلالاً بما كانَ يُطبّقُ فيها في زمن عمر بن الخطابِ -رضيْ الله عنّهُ-.
• القول الثاني: قال المالكيّة بأنّ صلاة قيام الليل في رمضان تُؤدى عشريّن ركعة، وتَجوزُ الزيادةِ بأدائِها ستّ وثلاثون ركعّة، استدلالاً بأدائِها عشرين ركعة في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنّهُ-، ثمّ أدائِها ست وثلاثين ركعة في زمن عمر بن عبدالعزيز -رضي الله عنّهُ-.
• القول الثالث: لم يُحدد الإمام ابنُ تيميّة -رحمهُ اللهُ- عددًا مُحددًا لصلاةِ القيّام أو صلاة التراويحِ في شهرِ رمضان، بحيثُ يُمكن أنْ تُؤدى أحد عشرْ ركعة، أو ثلاث عشر ركعة، أو عشرينَ ركعة، أو ست وثلاثينَ ركعة، فالعددٌّ مرتبطٌ بمُدّةِ القيام.

شاهد أيضًا: صفة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

صلاة القيام في رمضان

في شهرِ رمضان تفتحُ أبواب الجنّة، وتُغلقُ أبواب النّار، وتُصفدُ الشياطينَ، وفيّه يتوجه المُسلمون إلى ربهم الأعظم بالذكرِ والتسبيح والتهليلَ والدُعاء والصلاة، فيستجيبُ دعائهم، ويتوب عليّهم، ويعطي سائَلهم، ويَكفي مُحتاجَهم، ويرحمَ ضعيفهمُ، وفي شهرِ رمضان يكونُ قيّام الليلِ بأداءِ صلاة التراويح، التي تبدأ في آخرِ يوم في شعبان، وحتى آخرِ ليلة في رمضان، وقدْ شرعت صلاة القيّام في آخر سنوات هجرة الرسول مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-، وقد أجمعت الأمّة الإسلاميّة على مشروعيّة صلاة التراويح، وهي سُنّةٌ مُؤكَّدةٌ.[1]

كيفية صلاة القيام في رمضان

كانَ رسولَ الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- أصحابّهُ بصلاةِ القيّام، وقد ثبت عنّهُ -صلى الله عليّه وسلم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وصلاةُ القيّام سنّة مؤكدة للرجالِ والنّساء، ويرى جمهورٌ من الفقهاءِ بأنّ عدد ركعاتِها عشرينَ ركعّة، وهذا كان يُصلى بهِ في عهدِ عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم جميعًا-، بينما يرى الإمام مالك أن عدد ركعات صلاة القيام في رمضان ستٌّ وثلاثون ركعةً دون الوتر، وقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُصلّي القيام بإحدى عشرة ركعة، فقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً).

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صلاة التراويح مع القيام

وقت ابتداء صلاة القيام في رمضان

يبدأ وقت صلاة القيّام أو صلاةِ التراويحِ في رمضان بعد صلاة العشاءِ وسُنتّها، وقبلَ الوترِ، وتستمرُ حتى طلوعِ الفجرْ من كل ليلّة، ولا ضيّر إنْ صُلّت قبل سنّة العشاءَ، إلا أن الأصح بأنْ تكونُ بعدَها، أما إنْ صُلّت قبل صلاة العشاء أو بعد طلوع الفجر، فإنّها لا تصح، لخروج وقتها، ولا تُقضى إذا فات وقتها، أما إذا صُلّيت التراويح قبل صلاة العشاء، أي بعد صلاة المغرب، فيرى جمهور الفقهاء أنها لا تُجزئ، أما المالكية فيعدّونها عندئذ نافلة، وذهب فقهاء المذهب الحنبلي إلى أن أفضل وقتٍ لصلاة التراويح هو أول الليل، أما الشافعية والحنفية فيروْن استحباب تأخيرها إلى ثلث الليل أو نصفه.[2]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

فضل صلاة القيام في رمضان

يُعَدّ قيام الليل من أفضل القُربات إلى الله -تعالى-، وعبادة الليل أفضل من عبادة النهار، وفيها جهادٌ للنفسِ، ومن فضلِ صلاة القيّام في شهرِ رمضان، ما يأتي:

• شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأداء الصلوات الخمس، وإيتاء الزكاة، وصيام وقيام شهر رمضان، تجعل صاحبها من الصدّيقين والشهداء، وهذا ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث ورد عمرو الجهنيّ -رضي الله عنه- أنه قال: (جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شَهدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّكَ رَسولُ اللهِ وصلَّيتُ الصَّلواتِ الخمسِ وأدَّيْتُ الزَّكاةَ وصُمْتُ رمضانَ وقُمْتُه فمِمَّنْ أنا؟ قال: من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ).[3]
• في قيام شهر رمضان غُفران لما تقدم وما تأخر من الذنبِ، لقولهِ -صلى الله عليّه وسلم-: (من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ). [4]
• في صلاة التراويح أجر قيام الليل كاملاً، إنْ صلاها المصلي مع الإمام حتى ينتهي، لقوله -صلى الله عليّه وسلم-: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ كتب الله لَه قيامُ ليلةٍ).[5]

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا قيام الليل في رمضان كم ركعة؟، حيثُ تعرفنا على كيفية أداء صلاة القيام أو التراويح في شهرِ رمضان، وكيفيتها، ووقت أدائِها، وفضلها.