بحث عن تطور التعليم في المملكة العربية السعودية

بحث عن تطور التعليم في المملكة العربية السعودية يتمُّ من خلاله توضيح طبيعة نظام التعليم في المملكة العربية السعودية، والمراحل التي مرَّ فيها حتى وصل فيها إلى مستويات عالية، وأصبح يعتبر من اكثر أنظمة التعليم تطورًا في العالم العربي، وسيقوم موقع المرجع من خلال هذا المقال بتقديم جميع المعلومات التي تحيط بتطور نظام التعليم في المملكة العربية السعودية.

نظام التعليم في السعودية

مرَّ نظام التعليم في المملكة العربية السعودية بكثير من المراحل حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من تقدم، وأصبح على درجة كبيرة من التطور كفيلة بمسايرة البناء والنهوض الذي تشهده المملكة والمنطقة والعالم أجمع، وتولي الدولة في المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا في مجال التعليم، وتمَّ وضع خطط مدروسة بدقة عالية من قبل المسؤولين من أجل النهوض بالتعليم وتطوره حتى يواكب أنظمة التعليم المتطورة في العالم، وقد ارتبط تطور نظام التعليم دون شك بقيام الدولة السعودية منذ النشأة الأولى له، وقد وضع البذرة الأولى لتطوير التعليم في المملكة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود بعد دخوله إلى مكة المكرمة، ففي عام 1344 هجري أعلن عن تأسس مديرية المعارف، وبهذا القرار وضع الأسس الرئيسة لأول مؤسسة تعليمية حديثة في المملكة العربية السعودية.[1]

اقرأ أيضًا: الجامعات المعتمدة عن بعد في السعودية

بحث عن تطور التعليم في المملكة العربية السعودية

بدأ تطور التعليم في المملكة العربية السعودية بعد وضع البذرة الأولى من قبل الملك عبد العزيز آل سعود، حيثُ شهد التعليم تطورًا سريعًا ونموًا كبيرًا ترافق مع تطور المملكة العربية السعودية في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والعمرانية وغيرها، وفيما يأتي سيتم ذكر مراحل تطور التعليم في المملكة العربية السعودية:[1]

المرحلة الأولى

تعدُّ المرحلة الأولى للتعليم في المملكة تقليدية جدًّا وهي مرحلة التعليم في المساجد، وقد كان التعليم فيها منثل بقية التعليم في الدول العربية، وقد كان التعليم محدودًا ومقتصرًا على المساجد فقط، وفي المملكة توزعت نقاط التعليم البسيطة هذه في المنطقة الشمالية ونجد والمنطقة الحداز والمنطقة الجنوبية، وتركز التعليم على تعليم القراءة والإملاء ومبادئ الحساب والخط وحفظ القرآن الكريم.

المرحلة الثانية

في هذه المرحلة صار التعليم يأخذ شكلًا أكثر تطورًا وتنظيمًا ويخرجُ من المساجد، فقد خرج التعليم من المساجد إلى الكتاتيب التي كانت تتحول إلى شكل أقرب للمدارس، وهذا كان في خلال حكم الدولة العثمانية، فقد عملت على جعل اللغة التركية لغة التعليم والتدريس في مختلف الدول العربية التي تسيطر عليها، وكان التعليم في الحجاز ومكة والمدينة تحت إشراف الدولة العثمانية مباشرة لما لها من أهمية بسبب مكانتها الدينية العظيمة، وبقي يعتمد على نفس المنهج التقليدي في التعليم من حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية وتعلم القراءة والكتابة والحساب والخط.

المرحلة الثالثة

في هذه المرحلة حدث تطور كبير في التعليم نتيجة تمويل التعليم والتدريس من قبل الأهالي، فقد كان تمويل الإدارة العملية التعليمية وإدارتها يتم من قبل جميع الأهالي والسكان، ولكنه كان في شكله قريبًا من مناهج وطرق تدريس التعليم التقليدي القديم، حيث تمَّ بناء العديد من المدارس الجديدة المنفصلة عن المساجد والكتاتيب ولكن مناهجها بقيت قريبة من مناهج التعليم التقليدي، ومن أهم تلك المدارس:

  • المدرسة الصولية: أسسها واحد من علماء الهند بتمويل من امرأة هندية تدعى صولت النساء في عام 1291 هجري.
  • المدرسة الفخرية: أنشأها الشيخ عبد الحق قاري واحد من الأساتذة في المدرسة الصولتية في عام 1296 هجري.
  • مدارس الفلاح: وهما مدرستان أسسهما الحاج محمد علي زينل في عام 1323 هجري.
  • المدراس الهاشمية: أسسها الشريف حسين بن علي في عام 1334 هجري، بدأها بالمدرسة الخيرية التحضيرية ثم مدرستين أوليتين ثم المدرسة الراقية الأعلى ثم المدرسة العالية وهي مدرسة ثانوية.

المرحلة الرابعة

في هذه المرحلة قطع التعليم شوطًا كبيرًا وخصوصًا بعد اكتشاف النفط وحدوث الثورة الكبرى والطفرة التي أدت إلى تغيرات هائلة في المملكة العربية السعودية وما أحدثته من تحولات اجتماعية واقتصادية شملت جوانب الحياة كلها في المملكة، وصار التعليم يتطور بسرعة كبيرة بسبب تطور المملكة في جميع المجالات، حيثُ بدأت هذه المرحلة بتأسيس مديرية المعارف من قبل الملك عبد العزيز عام 1344 هجري التي أرست لنظام تعليم البنين، وفي عام 1355 هجري تأسست مدرسة تحضيرية للبعثات وإعداد الطلاب قبل إرسالهم إلى الخارج للدراسة العليا وذلك على نفقة الحكومة السعودية،

المرحلة الخامسة

تحولت مديرية المعارف في هذه المرحلة إلى وزارة المعارف في عهد الملك سعود بن عبد العزيز عام 1371 هجري، وكان الملك فهد هو أول وزير لوزارة المعارف، وكانت الوزارة مسؤولة عن التخطيط والإشراف على تعليم البنين العام في مراحله المختلفة الثلاث: الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وفي عهد الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1380 هجري تم إنشاء الرئاسة العامة من أجل تعليم البنات وقد  ضمت 15 مدرسة ابتدائية ومعهد للمعلمات، وفي عام 1395 هجري تم إنشاء وزارة التعليم العالي، وتحولت لجهة مسؤولة عن تنظيم التعليم الأكاديمي وتأسيس قواعده، وقد كان سابقًا تابعًا لمديرية المعارف، وتعدُّ كلية الشريعة في مكة المكرمة التي تأسست عام 1369 هجري أول مؤسسة تعليمية جامعية في المملكة العربية السعودية.

المرحلة السادسة

بعد تلك المرحلة من تطوير تركز على مراحل التعليم الأولى بدأت الأنظار تتوجه لتطوير التعليم العالي في المملكة، وكانت جامعة الملك سعود أول جامعة في المملكة وقد بنيت عام 1377 هجري،  وقد عملت الدولة على أن يواكب التعليم أحدث أنظمة التعليم في العالم، وفي عام 1423 هجري تم دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات بوزارة المعارف ثم سميت بعد عام واحد وزارة التربية والتعليم، وفي عام 1436 هجري دمجت وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي لتصبحا وزارة التعليم، وقد تمَّ تبني سياسات تركِّز على الكفايات الأساسية، ومن أهم مزايا التعليم في هذه المرحلة:

  • انتشار المدارس في مختلف أراضي المملكة العربية السعودية.
  • تحسين أداء المعلمين والمعلمات وتطويرهم وحسن اختيارهم.
  • تحسين دخل المعلمين المادية وأوضاعهم حتى يبذلوا قصارى جهدهم في عملية التعليم.
  • أصبح التعليم يقدم للجميع في المملكة بشكل مجاني في جميع مراحله وجميع أنواعه.
  • بلغت نسبة الملتحقين بمرحلة التعليم الابتدائية إلى نحو 99 %.
  • انخفاض نسبة الأمية بشكل كبير بين الرجال والنساء على حد سواء وصلت حديثًا إلى أقل من 5 %.
  • تحقيق المساواة بين الذكور والإناث في نيل فرص الالتحاق بالتعليم بمختلف مراحله.
  • التوسع في بناء المدارس المتطورة والتي تم تزويدها بوسائل تقنية وحديثة وتجهيزات ومعدات حديثة لأغراض التعليم
  • بناء الجامعات والمعاهد وتطويرها في مختلف المجالات في المملكة.

شاهد أيضًا: نسبة القبول في تخصص القانون في الجامعات السعودية 1442

تحديات التعليم حاليا في المملكة العربية السعودية

على الرغم من التطور الكبير الذي وصل إليه نظام التعليم في السعودية إلا أنَّه ما يزال يواجه الكثير من التحديات المعاصرة أهمها العولمة والمنافسة الصعبة للوصول إلى العالمية، والتي تجبر أنظمة التعليم إلى تعلم مهارات وطرق حديثة لمواكبة الثورة المعرفية والتطور، وانتشر ما يعرف باقتصاد المعرفة ضمن الاقتصاد العام للدولة، وذلك يستلزم رؤية جديدة يمكن أن تتحقق بداية من المدارس والمناهج التدريسية التي تقوم عليها والمدرسين الأكفاء، وأصبح قطاع التعليم من القطاعات الحيوية والأكثر ارتباطًا بالاقتصاد والمجتمع، وساهم بجعل الاقتصاد يعتمد على متعلمين يمتلكون مهارات حديثة في شتى المجالات.[2]

اقرأ أيضًا: بحث عن المملكة العربية السعودية جاهز للطباعة

التعليم ورؤية 2030 في المملكة

تعمل الحكومة في المملكة العربية السعودية في رؤية المملكة 2030 على إحداث تطورات كبيرة تشمل جميع القطاعات في الدولة، وقد أولت تلك الرؤية قطاع التعليم اهتمامًا كبيرًا، والتزمت نحوه الكثير من الالتزامات، ومن أهم تلك الالتزامات التي تساهم في تطور التعليم وتناسبه مع رؤية 2030 ما يأتي:

  • العمل على إيجاد تعليم يساهم في دفع عجلة الاقتصاد ويقوم بسد الفجوة بين خريجي التعليم العالي ومتطلبات أسواق العمل.
  • تطوير منظومة التعليم للوصول بالمملكة وطلابها إلى تحقيق نتائج إيجابية متقدمة، والحصول على تصنيف مرتفع في مؤشرات التعليم العالمية.
  • تحقيق نقلة نوعية في نظام التعليم من خلال تطوير المناهج التعليمية.
  • الاهتمام بدور المعلمين وتأهيلهم لمواكبة مستوى التعليم العالمي، من خلال رفع كفاءة أداء المدرس وقياس مستويات خريجي التعليم سنويًا.
  • العمل على تطوير المعايير الوظيفية لكل المسارات التعليمية.
  • العمل على جعل طالب العلم هو محور العملية التعليمية، والتركيز على بناء مهاراته وروحه الإبداعية، حتى يبدع في بيئة محفزة وجاذبة للتعليم.

في نهاية مقال بحث عن تطور التعليم في المملكة العربية السعودية تعرفنا على التعليم في المملكة  وعلى المراحل التي مر فيها بدايةً من مرحلة التعليم في المساجد مرورًا بالكتاتيب والمدارس التي أقيمت على نفقة الأهالي، وصولًا إلى مرحلة التعليم الحديث بعد ثورة النفط، كما تعرفنا على التحديات التي تواجه التعليم رغم وصوله إلى مستويات عالية جدًّا من التطور والتقدم.

المراجع

  1. wikiwand.com , التعليم في السعودية , 01/06/2021
  2. unescwa.org , saudi arabia , 01/06/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *