حكم اقامة الرجل من مجلسه

حكم اقامة الرجل من مجلسه، إنَّ للمجالس قيم وعادات إسلامية واجتماعية يتم فيها النقاش والتحدث عن مواضيع تتعلق بالمجتمع والأفراد، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجتمع بأهله وأصحابه ليتشاور معهم في أمور وقضايا الأمة، وسوف يتحدث موقع المرجع في هذا المقال عن تعريف المجلس، وعن آداب المجلس والجليس، وعن حكم إقامة الرجل من مجلسه، وعن آداب المجالس عند العرب، وعن كفارة المجلس.

حكم اقامة الرجل من مجلسه

إنَّ حكم قيام شخص من المجلس وجلوس شخص آخر فيه منهي عنه الإسلام، وإنَّ الرجل أحق بمكانه ما دامت حاجته لم تنقض من المجلس، وتجدر الإشارة إلى أنَّه قد وردت الكثير من الأحاديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام، نهى فيها عن قيام شخص من المجلس وجلوس شخص آخر مكانه، ومنها ما يلي:

• حديث جابر رضي الله عنه قال:   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يقيم أحدكم يوم الجمعة ثم يخالفه إلى مقعده ولكن ليقل افسحوا)[1]
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا)[2]
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به‏)[3]

وتدل هذه الأحاديث على أنَّ المكان الذي كان يجلس فيه الشخص قد أصبح له، ولا يجوز لأحد أن يطلب منه القيام من مكانه إلا من طيب خاطر من الشخص نفسه ودون مخاجلة.[4]

شاهد أيضًا: دعاء الخروج من المجلس

تعريف المجلس

المجلس هو المكان الذي تجتمع فيه مجموعة من الأفراد لمناقشة مواضيع وقضايا معينة تخص المجتمع أو شخص ما، واشتهرت المدن الإسلامية والعربية بكثرة المجالس وخصوصًا مجالس العلم، وهناك أنواع للمجالس فمنها المجالس الدينية التي تناقش أمور الدين، والمجالس العلمية التي تتحدث عن العلم والتطوير والاكتشافات، وهناك المجالس الاجتماعية التي تتم فيها مناقشة جميع أمور الحياة ومواضيع تخص الأفراد، إضافة إلى المجالس الشعرية والأدبية التي يتم فيها إلقاء الشعر والنقاش بمواضيع عديدة عن الأدب والشعر والقصائد.[5]

شاهد أيضًا: بين كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل

آداب المجلس والجليس

توجد شروط وآداب عديدة للمجلس ومن أهمها اختيار المكان المناسب لهذا المجلس، وفي النقاط التالية مجموعة من آداب المجلس والجليس:[6]

• الاستفادة من أهل الفضل الذين في المجلس.
• اختيار مكان نظيف ومريح ومخصص لمثل هذه الجلسات.
• الحرص على أن لا يكون المجلس في الطرقات أو أماكن مخصصة للعبادة، إذ نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الجلوس في الطرقات في الحديث الشريف، (إياكم والجلوس في الطرقات).
•  السلام على الموجودين، فمن أخلاق المسلم أداء تحية السلام عند دخوله على مجلس يجتمع به أشخاص.
• احترام المجلس واحترام الجالسين فيه سواء كانوا من كبار السن أو الأطفال، وعدم الطلب من أي شخص القيام حتى يجلس مكانه.
• اختيار الجلسة المناسبة التي لا محظور فيها، ولا تكشف العورة.
• اختيار الجليس الصالح، والحذر من جليس السوء.
• أن يكون المجلس عامرًا بذكر الله.

شاهد أيضًا: توحيد الله وطاعته وترك معصيته هو تعريف

آداب المجالس عند العرب

اشتهرت العرب بكثرة مجالسها، وحتى تكون هذه المجالس ناجحة لابد من وجود آداب وقواعد يجب الالتزام بها، ومنها: احترام الجميع وخصوصًا كبار السن، والتحدث بلباقة وأدب مع الجميع سواءً الكبار أم الصغار، وعند دخول الشخص للمجلس عليه أداء تحية السلام على جميع الموجودين، وأيضًا من الشروط المهمة هو حسن الاستماع والإنصات وعدم مقاطعة المتحدث حتى ينهي كلامه.[7]

شاهد أيضًا: من شروط الشفاعه المقبوله عند الله

كفارة المجلس

في كل مجلس قد يكون هناك حديث غير محبب أو مكروه وقد يكثر اللغط والكلام السيء، لذلك هناك دعاء يكون كفارة للمجلس يجب على المسلم الدعاء به عند خروجه من المجلس الذي كان به، قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان في مجلسه ذلكَ).[8]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات السنن الرواتب

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حكم اقامة الرجل من مجلسه، ونأمل في نهاية المقال أنّ نكون قد قدمنا معلومات كافية تسهل على القارئ عناء البحث عن المعلومة في مواقع أخرى،  وقد ذكرنا في مقالنا هذا تعريف المجلس، وآداب المجالسة عند العرب، وكفارة الخروج من المجلس.