حكم التمائم من القرآن الكريم

حكم التمائم من القرآن الكريم واحدٌ من أهمّ الأحكام الشرعية، والتي لا بدّ لتمام عقيدة المسلم أن يكون على اطّلاعٍ عليها، ويوجد الكثير من المسلمين الذين يحرصون على التأكد من هذا الحكم الشرعي الهام، والشريعة الإسلامية قامت بوضع الدساتير والأحكام التي فيها الخير والصلاح للإنسان، وفيها الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة، ويقدّم موقع المرجع من خلال هذا المقال حكم تعليق التميمة من القرآن وغيره.

معنى التمائم

إنّ التمائم هي الجمع من كلمة تميمة، وهي كلّ أمرٍ يتمّ تعليقه في البيت أو على الرّقبة أو الصدر أو السيارة أو للأطفال، وذلك بقصد دفع الأذى عنخهم أو دفع الشرّ والعين والحسد، أو دفع الشيطان، وهي تكون من الخرز الأزرق أو أشكالٍ غير مفهومة أو عقدٍ أو قلادة، أو عظمات ومجسمات على شكل عين أو كف أو حذاء طفلٍ صغير، أو حتّى كتابات من القرآن الكريم، ويطلق اسم التميمة من الاعتقاد الذي يكون من تعليقها بتمام الأمر بها، وهو يكون بأن تكفّ عن المتمم له الحسد والعين وتكفيه الأذى وغيره، ويطلق عليها الكثير من الناس اسم الحروز والجوامع والحجي وغيرها من الأسماء، وعبر هذا المقال سيتمّ بيان حكم التمائم من القرآن الكريم.[1]

شاهد أيضًا: الاستعانة الجائزةهي التي تكون بالحي القادر الحاضر في المباحات

حكم التمائم من القرآن الكريم

إنّ حكم التمائم من القرآن الكريم على النفس أو على المرضى أو على الصغار لا يجوز بأصحّ أقوال أهل العلم، فقد اختلف أهل العلم في حكم التميمة ومشروعيّتها إن كانت من القرآن الكريم أو من الدّعاء الطيب المعروف، فقال بعض أهل العلم أنّه يجوز للمسلمين تعليقها، وذلك قياسًا بجواز قراءتها على المريض، وأمّا القول الثاني فهي لا تجوز وهو ما نُقل عن عبد الله بن مسعود وحذيفة وكبار الصحابة رضوان الله عنهم، والكثير من السلف والخلف، فقد حرّموا تعليق التمائم من الآيات وكتاب الله ونحوه، وذلك حتّى لا يكون شركًا ودعوةً للعمل بعموم الحكم وهو النهي فكلّ الأحاديث الشريفة الواردة في تحريم ذلك جاءت عامّة من غير تخصيص فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أقبل إليه رهطٌ فبايعَ تسعةً وأمسك عن واحدٍ فقالوا يا رسولَ اللهِ : بايعتَ تسعةً وتركتَ هذا قال إنَّ عليه تميمةً فأدخل يدَه فقطعها فبايعَه وقال من علَّقَ تميمةً فقد أشركَ”. [2] ومن أسباب المنع لتمائم القرآن أنّه قد يفضي ليعلّق غيرها، وقد يدخل بها الخلاء فالأفضل تركها لذلك قال أهل العلم بمنعها.[3]

شاهد أيضًا: حكم الاستعانة بالأموات

حكم التمائم من غير القرآن

إنّ حكم تعليق التمائم من غير القرآن الكريم، من الخرز أو القلائد أو العظام أو الرموز وغيرها، اتّفق أهل العلم على تحريمها تحريمًا قطعيًّا، وذلك لما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عقبة بن عامر قال: “من تعلَّقَ تميمةً فلا أتمَّ اللهُ له ومن تعلقَ ودعةً فلا ودعَ اللهُ له وفي روايةٍ أخرى: من تعلَّقَ تميمةً فقد أشرك”. [4] فلا يجوز تعليقها كونها من أعمال الجاهلية، وهي ممّا يفضي بالمسلمين إلى الشّرك الأكبر باعتقادهم بنفع هذه التمائم أو دفعها الضر عنهم والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم الشرك في الربوبية

بدائل التمائم في الإسلام

جاء الإسلام ليحارب عادات الجاهلية المنكرة، وينهي مظاهر الدجل والكفر التي كانت فيها، وليحلّ محلّها الشرائع والقوانين والأحكام الإسلامية الطاهرة والتي تنظّم حال المسلمين، ومما حاربه الإسلام التمائم، وهي كلّ ما يتمّ تعليقه لدفع شرٍّ وأذى أو جلب منفعة، وفيها من السحر والشعوذة والشرك بالله والكفر بآياته، وقد أعطت الشريعة الإسلامية البديل المناسب والحلّ الأمثل ليحلّ محلّ التمائم، وهو الرقية الشرعية، والرقية الشرعية هي العوذة والاستعاذة من كلّ ما يؤذي الإنسان من الشر والضرر والمرض والآفة، وهي اللجوء إلى الله سبحانه بالدّعاء والذكر وتلاوة القرآن لطلب العون منه لدفع الضر وجلب المنفعة والشفاء وغيره، ويشترط بالرقية لجوازها عدّة أمور كأن يعتقد الراقي أو المريض ويؤمن أنّ الله هو الذي يدفع الضر ويجلب النفع وليست الرقية بعينها، وأن لا تحتوي الرقية إلا الدعاء لله سبحانه، وهي باللغة العربية المفهومة، ولا تكون إلا بالقرآن والأذكار المشروعة والمأثورة، ولا تصحّ إلا من مؤمنٍ موحدٍ لله.[6]

في ختام مقال حكم التمائم من القرآن الكريم، نكون قد سلطنا الضوء على معنى التمائم، وبيّنا حكم التمائم من غير القرآن الكريم، وذكرنا بدائل التمائم المشروعة في الإسلام.