حكم نسبة النعم لغير الله باللسان فقط

حكم نسبة النعم لغير الله باللسان فقط ، هو موضوع هذا المقال، فالله تعالى قد أنعم عل الإنسان بنعمٍ وخيراتٍ لا تعدّ ولا تُحصى، وأمره بالشّكر والحمد على هذه النّعم العظيمة، ووعده إن شكره عليها فإنّه -سبحانه وتعالى- يزيده من الخير والنّعم أضعاف ما يتمنّى، وإنّ موقع المرجع يساعدنا على معرفة الحكم الشّرعيّ في مسألة نسب النّعم لغير المنعم بها تبارك وتعالى، وما هي أشكال نسب النّعم لغير الله جلّ جلاله.

كيف تكون نسبة النعم لغير الله

إنّ نسب النعم لغير الله تعالى هو أن ينسب المرء النّعم الّتي رزقه إيّاها الله -جلّ جلاله- إلى الأسباب الظّاهرة لحصول هذه النّعم، أو إلى شخصٍ أو إلى شيءٍ ما، فيكون المرء بذلك مقرّاً بقلبه وعقله أنّ هذه النّعم لم تأتي ولم تكن لتكون لديه لولا هذه الأسباب الظّاهرة له، وليس بفضل ورحمة الله تبارك وتعالى، وله نوعان اثنان هما نسب النعم لغير الله بالقلب واللّسان، ونيب النعم لغير الله باللسان فقط، فما حكم نسب النعم لغيرالله باللسان فقط ؟[1]

شاهد أيضًا: حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام

حكم نسبة النعم لغيرالله باللسان فقط

إنّ حكم نسب النعم لغيرالله باللسان فقط هو أنّه لا يعدّ من الكفر أو الشّرك طالما أنّ القلب مؤمن وموقنٌ بأنّ النّعم كلّها من فضل ورحمة الله تعالى على عباده في الأرض، وأنّ الأسباب المحسوسة والظّاهرة، ما هي إلّا أمورٌ سخّرها الله تعالى لتكون سبيل الإنسان للوصول أو للحصول على هذه النّعم، ويجب على المسلم الّذي ينسب النعم لغير الله تبارك وتعالى، وهو مؤمنٌ ومصدّقٌ بأنّ الله تعالى هو صاحب الفضل وهو المنعم دون غيره ممّن هم سواه سبحانه، أن يتوب إلى الله تعالى توبةً نصوحاً، وأن يعوّد لسانه على طاعة الله تعالى فلا يقول ما يغضبه، ووأمّا من كان ينسب النّعم لغير الله تعالى فينسبها لنفسه، أو ينسبها لشفاعة فلان، أو ينسبها لأيّ شيءٍ آخر، ويكون موقناً ومؤمناً ومقرّاً بذلك، فهو بفعله هذا كفر وأشرك بالله تعالى، والشّرك من الكبائر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “هلْ تَدْرُونَ ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: قالَ: أصْبَحَ مِن عِبادِي مُؤْمِنٌ بي وكافِرٌ، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنا بفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِهِ فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي كافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: مُطِرْنا بنَوْءِ كَذا وكَذا فَذلكَ كافِرٌ بي مُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ”.[2] ولا يغفر الله تعالى هذا الشّرك إلّا إن تاب المرء توبةً صادقةً نصوحاً، وأقلع عن هذه المعصية العظيمة، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم الاسراف في الطعام والشراب

أمثلة على نسبة النعم لغير الله تعالى

سنعرض لكم فيما يأتي وبعد أن ذكرنا حكم نسب النعم لغيرالله باللسان فقط، أمثلة على نسبة النعم لغير الله تعالى، وهي:

  • المثال الأول: رجلٌ حصل على ترقيةٍ في عمله، فنسب هذه النّعمة إلى عمله الجاد وجهده، وأنّ ذلك ليس من نعم الله تعالى أو فضله عليه.
  • المثال الثّاني: فتاةٌ نجحت في دراستها وحصلت على علاماتٍ عالية، فنسبت هذه النّعمة لذكائها واجتهادها في الدّراسة، ولم تحمد الله تعالى على ما أنعم عليها.
  • المثال الثّالث: عائلةٌ تعمل في أرضٍ زراعيّة فنزل الغيث وسقى الزّرع، فنسبوا نزول الأمطار إلى ظهور نجمٍ في السماء باعتقادهم أنّ هذا النّجم يجلب المط والغيث.
  • المثال الرّابع: امرأة مرض ابنها، فذهبت به للطّبيب فأعطاها دواءً وعلاجاً له، وعندما شفي الطّفل نسب المرأة شفاء طفلها إلى الطّبيب المعالج والدّواء الّذي وصفه للعلاج.

شاهد أيضًا: ما حكم البكاء من غير جزع مع الدليل

واجب المسلم تجاه النعم

فرض الله تعالى على المسلم العديد من الواجبات الّتي هي حقٌّ لله تعالى على عباده في الأرض، وأحد أعظم واجبات المسلم، واجبه تجاه النّعم الّتي يرزقه بها الله تعالى ويمنّ عليه بها من فله وكرمه ورحمته، وواجبه تجاهها يتمثّل بعدّة أمورٍ منها ما يأتي:[3]

  • شكر الله تعالى عليها وحمده والثّناء عليه.
  • نسب هذه النّعم لفضل الله تعالى وكرمه ولطفه.
  • عدم إنكار هذه النّعم والجحود بها.
  • اجتناب الإسراف في هذه النّعم.
  • الإنفاق والبذل من هذه النّعم لمن لا يملكها.
  • مراعاة هذه النّعم والاجتهاد للحفاظ عليها.

شاهد أيضًا: حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل على فلان

الدليل على وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم

ذكر القرآن الكريم في آياته الكريمة وجوب عزو النّعم والأرزاق إلى الله تعالى، وأنّه -تبارك وتعالى- هو الرّزّاق وهو المعطي والمانع في كلّ شيءٍ، وأنّ بيده سبحانه كلّ شيءٍ وكلّ أمر، وأن البشر أو الجمادات أو أيّ شيءٍ آخر، لا يملك للمرء ضرّاً ولا نفعاً إلّا بإذنه جلّ جلاله، ومن الأدلة في القرآن الكريم على وجوب نسبة النعم لله تعالى هو قوله عز وجلّ: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}.[4]

شاهد أيضًا: حكم البيتكوين هيئة كبار العلماء

كيف يكون شكر النعم

إنّ شكر الله -تبارك وتعالى- على النّعم الّتي رزقنا وأعطانا إيّاها هو من أعظم واجبات المسلم، وهو حقٌّ لله تعالى على عباده المسلمين، وللشكر على النعم ثلاثة أشكال، وهي:[5]

  • شكر القلب: وبه يتمّ معنى التّوحيد، فينعقد القلب على أنّ هذه النّعم من فضل الل تعالى، وأنّه لا معطي ولا جالب لهذه النّعم سواه تبارك وتعالى، وأنّ لا شريك له في ذلك إطلاقاً.
  • شكر اللّسان: ويكون من خلال الثّناء على الله تعالى والتّلفّظ بالحمد والشّكر لله تعالى ودوام ذكر فضل الله تعالى والحديث عن هذه النّعم الجليلة.
  • شكر الجوارح: وتكون باستغلال هذه النّعم واستغلال الجوارح في طاعة الله واجتناب ارتكاب المعاصي والآثام.

شاهد أيضًا: حكم دعاء غير الله عز وجل

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حكم نسبة النعم لغير الله باللسان فقط حيث عرّفنا كيف يكون نسب النّعم لغير الله تعال بنوعيه، وذكرنا حكم نسب النعم لغير الله تعالى باللسان، والدّليل القرآني على وجوب إرجاع هذه النّعم لفضل الله تعالى وكرمه، كما تحدّثنا عن واجب المسلم تجاه النعم وكيف يشكر الله تعالى عليها.

المراجع

  1. islamweb.net , هل نسبة النعم إلى أسبابها شرك؟ , 04/10/2021
  2. صحيح مسلم , مسلم/زيد بن خالد الجهني/71/صحيح
  3. alukah.net , شكر الله على نعمه , 04/10/2021
  4. سورة النحل , الآية 53
  5. islamqa.info , كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه تعالى على نعمِه الكثيرة ؟ , 04/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *