حكم صلاة الجماعة للرجال

حكم صلاة الجماعة للرجال وهل هي شرط لصحة الصلاة، وما حكم الجماعة في الصلاة للنساء، كلّ هذه الأحكام الشرعية من الضروري للمسلم أن يتعلمها، وذلك أنّ الصلاة هي عماد الدين، وهي الركن الأهم من بعد الشهادتين من أركان الإسلام، وهي أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولو فسدت لفسد العمل كله، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان هل الصلاة مع الجماعة شرط لصحة الصلاة وما حكمها.

حكم صلاة الجماعة للرجال

ذكر أهل العلم أنّ صلاة الجماعة في المسجد واجبة للرجال الأصحاء على الصحيح والراجح من أقوال أهل العلم، والأدلة التي استند عليها أهل العلم كثيرة، فقد قال تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ}.[1] فالله سبحانه وتعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالجماعة، وأعاد عليه الأمر في حقّ الطائفة الأخرى من المسلمين، فالجماعة لم تسقط عن أيّ جماعةٍ من الأعيان بقيام جماعةٍ لها، ولو كانت الجماعة سنّة لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف، ولو كانت فرض كفاية لسقطت بأداء الطائفة الأولى لها، فقد أمر الله بها أولًا ثم أمر بها ثانيًا، ولم يرخص لهم في تركها في حال الخوف، وقد ذكر أهل العلم أنّه يجب على الرجل أداءها في المسجد ولا يجوز للرجل القادر على حضور الجماعة في المسجد أن يصلي في البيت ولو كان يصليها في جماعة مع أهله والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: تفضل صلاة الجماعة عن صلاة الفرد ب

هل الصلاة مع الجماعة شرط لصحة الصلاة ابن باز

اختلف أهل العلم في مسألة حكم صلاة الجماعة للرجال وإن كانت شرطًا لصحة الصلاة، وذلك بحسب ما ورد عن الشيخ ابن باز، فقد قال بعضهم أنّ الجماعة شرط، وأن من صلى وحده بطلت صلاته، وآخرون قالوا أنها واجبة في جماعة، ويجب السعي إليها ولا بدّ أن تؤدى في المساجد وهذا أعدل الأقوال، وآخرون من أهل العلم قالوا أنّها فرض كفاية لو قام بها جماعة من المسلمين صار أداؤها في حق الباقين سنة، وآخرون قالوا بل هي سنة، لكن ما اختاره الشيخ ابن باز تلخص في قوله:[3]

الصواب من هذه الأقوال وأعدلها وأصحها قول من قال: إنها واجبة.. إن أداء الصلاة في الجماعة واجبة، وفي المساجد بالذات يجب أن تؤدى في المساجد مع المسلمين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر قيل لـابن عباس: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض»، أما الشرط لا، ليس بشرط على الصحيح؛ لأنها لو كانت شرطاً لأمر الناس بالإعادة وقال: من صلى في بيته فليعد، ومن صلى في غير جماعة فليعد، فلما لم يأمر النبي بالإعادة عليه الصلاة والسلام، وإنما توعدهم وأمرهم بالحضور دل على الوجوب؛ لأن الأصل دوام الوجوب، وأصل الوعيد الدلالة على وجوب ما توعد عليه، فهذا هو الحق أنها تجب الصلاة في الجماعة في المساجد في بيوت الله، لا في بيته، بل يصلي مع الجماعة في مساجد الله، هذا هو الواجب وهذا هو الحق.

شاهد أيضًا: اقل عدد لصلاة الجماعة

مذاهب العلماء في حكم الجماعة في المسجد إسلام ويب

في حكم صلاة الجماعة للرجال في موقع إسلام ويب تمّ توضح أنّها مسألةٌ خلافية بين أهل العلم، فلم يتفقوا على وجوبها في المساجد، فمنهم من قال بسنيتها، ومنهم من قال إلى وجوبها على الكفاية، ومنهم من ذهب إلى وجوبها على الأعيان، وقد ذكر الإمام النووي في المجموع قوله: “حكم الجماعة في الصلوات الخمس: قد ذكرنا أن مذهبنا الصحيح أنها فرض كفاية، وبه قال طائفة من العلماء. وقال عطاء والأوزاعي وأحمد وأبو ثور وابن المنذر هي فرض على الأعيان ليست بشرط للصحة، وقال داود: هي فرض على الأعيان وشرط في الصحة، وبه قال بعض أصحاب أحمد. وجمهور العلماء على أنها ليست بفرض عين، واختلفوا هل هي فرض كفاية أم سنة. وقال القاضي عياض: ذهب أكثر العلماء إلى أنها سنة مؤكدة لا فرض كفاية” والأدلة التي استدل بها الموجبون أجاب عنها من لا يرى وجوب الجماعة، ومن المهم للمسلم أن يدرك أن أجر وثواب الصلاة في المسجد مع جماعة المسلمين أكثر ثوابًا وأعظم عند الله والله ورسوله أعلم.[4]

الأدلة الشرعية على وجوب الجماعة على الرجال

ذهبت جماعة كبيرة من أهل العلم بالقول في حكم صلاة الجماعة للرجال أنها واجبة على الرجال القادرين، وكان من أدلتهم التي استندوا إليها ما يأتي:

• عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ“.[5]
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه ليسَ لي قَائِدٌ يَقُودُنِي إلى المَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ له، فيُصَلِّيَ في بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ له، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقالَ: هلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بالصَّلَاةِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فأجِبْ“.[6]
• عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ فعليْكم بالجماعةِ فإنَّما يأْكلُ الذِّئبُ القاصيةَ“.[7]

شاهد أيضًا: من هو الخليفة الذي جمع الناس في صلاة التراويح

حكم صلاة الجماعة للنساء

يُباحُ للنِّساءِ حضورُ الجماعةِ في المساجدِ، وإنْ كانتْ صلاتُها في بيتِها خيرًا لها وأفضلَ، وذلك باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، فالوجوب للجماعة يكون في حق الرجال أما النساء فلا تجب عليهن، ولكن لو صلين الجماعة فلا حرج في ذلك، ولو صلين الجماعة أو صلت إحداهن بالنساء جماعة في البيت لا حرج وهو طيب ومستحب، فلو وجد فيهن امرأة قارئة معلمة تفيدهن وصلت بهن هذا طيب ومشروع للتعليم تعرف كيف تصلي المرأة، وتكون إمامتهن بينهن في وسطهن لا تتقدم كالرجل، وتجهر بالقراءة في المغرب والعشاء والفجر كالرجل، والأدلة على إباحة الجماعة للنساء في المساجد كثيرة، لكن صلاتها في بيتها أفضل والله أعلم.[8]

بهذا نصل لنهاية مقال حكم صلاة الجماعة للرجال، والذي بيّن شرط الجماعة لصحة الصلاة، وبيّن عديد الأحكام المرتبطة بصلاة الجماعة، كما ذكر الأدلة الشرعية التي استند عليها أهل العلم في هذه المسألة.