حكم قطع الاعتكاف ، هل يجوز الخروج من الاعتكاف؟

حكم قطع الاعتكاف ، هل يجوز الخروج من الاعتكاف؟ وما هي مبطلات الاعتكاف، هو ما يبحث عنه الكثير من المسلمين، حيث يتسابق المسلمون في العشر الأواخر من رمضان لفعل الخيرات والإكثار من الطاعات، والاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وفي العشر الأواخر من المشروع أن يعتكف المسلمون في المساجد، وذلك بهدف التفرغ التام للعبادة والطاعة، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان محل الاعتكاف ووقته وحكم قطعه.

حكم الاعتكاف

الاعتكاف في اللغة هو الإقبال على الشيء والاحتباس فيه، وفي الشرع الاعتكاف هو الإقامة في المسجد بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، والاعتكاف أمرٌ مشروع للمسلمين وهو سنّة للرجال والنساء باتّفاق المذاهب الفقهية الأربعة، وهو ليس بواجب على المسلمين، وقد أجمع أهل العلم أنّه سنّة لا يجب على الناس فرضًا إلا أن يوجبه المرء على نفسه نذرًا فيجب عليه حينها والله أعلم.

شاهد أيضًا: لماذا العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف

حكم قطع الاعتكاف

إنّ قطع الاعتكاف في رمضان وفي غيره جائز ولا حرج فيه لحاجة، حيث إنّ المسلم إن نوى الاعتكاف وشرع فيه فالسنة أن يتمّه وذلك أفضل وأحب، ويجوز له أن يقطع الاعتكاف لعذرٍ ونحوه أو لمصلحةٍ معينة، فلا حرج عليه، فالاعتكاف سنة ولو قطعه المسلم لا بأس ولكن يستحب له قضاؤه من غير وجوب، وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: “كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ، فَكُنْتُ أضْرِبُ له خِبَاءً فيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ، فَاسْتَأْذَنَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أنْ تَضْرِبَ خِبَاءً، فأذِنَتْ لَهَا، فَضَرَبَتْ خِبَاءً، فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِبَاءً آخَرَ، فَلَمَّا أصْبَحَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى الأخْبِيَةَ، فَقالَ: ما هذا؟ فَأُخْبِرَ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألْبِرَّ تُرَوْنَ بهِنَّ؟ فَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ ذلكَ الشَّهْرَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِن شَوَّالٍ”.[1] وعلى هذا الحديث استند أهل العلم بالدلالة على جواز قطع الاعتكاف والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حقيقة عودة الاعتكاف في الحرمين الشريفين

هل يجوز الخروج من الاعتكاف؟

إن خروج المعتكف من اعتكافه يُبطله، وخروج المعتكف من المسجد يُبطل الاعتكاف، إلا إن خرج من المسجد لما لا بدّ منه كأن يقضي حاجة أو يتوضأ أو يغتسل، أو يحضر طعامًا وليس له من يُحضره له إلى المسجد، ونحو ذلك من الأمور التي لا يمكن له أن يفعلها في المسجد، وقد سُئلت اللجنة الدائمة هل يجوز للمعتكف أن يخرج لقضاء حوائجه وأعماله من الاعتكاف فأجابت: “السنة ألا يزور المعتكف مريضاً أثناء اعتكافه ، ولا يجيب الدعوة ، ولا يقضي حوائج أهله ، ولا يشهد جنازة ، ولا يذهب إلى عمله خارج المسجد ، لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ أَنْ لا يَعُودَ مَرِيضًا ، وَلا يَشْهَدَ جَنَازَةً ، وَلا يَمَسَّ امْرَأَةً وَلا يُبَاشِرَهَا ، وَلا يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إِلا لِمَا لا بُدَّ مِنْهُ)” والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز اعتكاف النساء في المسجد

محل الاعتكاف ووقته وحكم قطعه ابن باز

لما عُرضت مسألة حكم قطع الاعتكاف على الشيخ ابن باز رحمه الله كان له جوابٌ مُفصل عن الاعتكاف، فقال فيه:[3]

” الاعتكاف سنة للرجال والنساء،  ومحل الاعتكاف المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة، وإذا كان يتخلل اعتكافه جمعة فالأفضل أن يكون اعتكافه في المسجد الجامع إذا تيسر ذلك، وليس لوقته حد محدود في أصح أقوال أهل العلم، ولا يشترط له الصوم، ولكن مع الصوم أفضل، والسنة له أن يدخل معتكفه حين ينوي، ويخرج بعد مضي المدة التي نواها، وله قطع ذلك إذا دعت الحاجة إلى ذلك؛ لأن الاعتكاف سنة ولا يجب بالشروع فيه إذا لم يكن منذورًا، ويستحب الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، يستحب لمن اعتكفها دخول معتكفه بعد صلاة الفجر من اليوم الحادي والعشرين؛ اقتداء بالنبي ﷺ، ويخرج متى انتهت العشر. وإن قطعه فلا حرج عليه إلا أن يكون منذورًا كما تقدم”.

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها وما مشروعيته

مبطلات الاعتكاف

يوجد العديد من الأمور التي إن فعلها المسلم بطل اعتكافه، وعليه أن يبتعد عنها إن أراد أن يضمن صحّته، وهي:[4]

  • الخروج من المسجد: فمن خرج من معتكفه لغير حاجة ولا ضرورة، ولا برٍ بأمه بطل اعتكافه، إن كان خروجه بغير عذرٍ ولا ضرورة.
  • الجماع والإنزال والاحتلام: إن الجماع يفسد الاعتكاف وهو محرم على المعتكف، أما الاحتلام فلا يفسد الاعتكاف ولكن على المعتكف أن يغتسل ويتم اعتكافه.
  • المباشرة والقبلة بشهوة: وهو مُحرم على المعتكف أن يباشر وأن يقبل بشهوة وقد أجمع أهل العلم على ذلك، ولو فعل ذلك يفسد صومه.
  • الحيض والنفاس على المرأة: حيث لو حاضت المرأة أو طرأ عليها النفاس فيحرم عليها المكوث في المسجد فينقطع اعتكافها مؤقتها ولا يبطل إنما ترجع بعد انقطاع الحيض والنفاس.
  • طروء الإغماء والجنون: فإذا طرأ على المسلم الجنون والإغماء يقطع ذلك اعتكافه، فإن أفاق أكمل وإن لم يفق بطل الاعتكاف.
  • السكر والردة: فالسكر من حرام يفسد الاعتكاف، والخروج من الإسلام، يفسد العبادات ومنها الاعتكاف.

إلى هنا ونكون قد وصلنا لنهاية مقال حكم قطع الاعتكاف ، هل يجوز الخروج من الاعتكاف؟ الذي تم من خلاله التعريف بالاعتكاف وبيان حكمه، والأمور التي تبطله، وعديد الأحكام الشرعية التي تتعلق بالاعتكاف.

المراجع

  1. صحيح البخاري , البخاري/ عائشة أم المؤمنين/ 2033/صحيح
  2. al-eman.com , حكم قطع الاعتكاف , 17/03/2024
  3. binbaz.org.sa , محل الاعتكاف ووقته وحكم قطعه , 17/03/2024
  4. dorar.net , الفصل الرابع: ما يُفسِدُ الاعتكافَ وما لا يُفسِدُه , 17/03/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *