ما حكم الحج على المستطيع

ما حكم الحج على المستطيع فالحج من أفضل العبادات وأجل القربات، وقد شرّعه الله سبحانه وتعالى لعباده إتمامًا لدينه وشرّع معه العمرة التي اقترنت بالحج في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، فالحج هو قصد المشاعر المقدسة لأداء المناسك في ومكان ووقت مخصوص تعبدًا لله، أما العمرة فهي التعبد لله سبحانه وتعالى بالطواف والسعي والتحلل، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان حكم الحج والفور والتراخي فيه للمستطيع وحكم جاحده.

حكم الحج على المستطيع

إنّ الحكم الشرعي للحج على المستطيع أنّه فرض عين مرة واحدة باتفاق أهل العلم، وقد دل القرآن الكريم ودلت سنة النبي صلى الله عليه وسلم على وجوب الحج على المستطيع في عمره مرّة واحدة، ففي كتاب الله قال تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.[1] أما في السنة النبوية الشريفة فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أركان الإسلام فيما روي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: “بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ”.[2] وقد أجمع أهل العلم على ذلك ونقل الإجماع ابن قدامة وابن المنذر وغيرهم.[3]

شاهد أيضًا: حكم من لم يستطع إكمال مناسك الحج

هل يجوز تأخير الحج مع الاستطاعة

لا يجوز مطلقًا أن يتم تأخير الحج الواجب مع الاستطاعة عليه، فالحج واجبٌ فورًا مع الاستطاعة وذلك ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، فمن توافرت فيه شروط وجوب الحج من القدرة المالية والبدنية فلا يجوز له أن يؤخره أبدًا، والاستطاعة المالية أن يكون لدى المسلم ما يكفيه للحج بعد قضاء الدين والنفقات الشرعية المترتبة عليه والحوائج الأصلية لأهل البيت والسكن، فمن ملك ذلك واستطاع الحج وأخره وتخلف عنه فقد أتى كبيرة عظيمة ومنكرًا عظيمًا وعليه أن يتوب إلى الله وأن يسارع للحج في أقرب فرصة ممكن، ولا يجوز له التخلف ولا التساهل في ذلك والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما حكم ترك الحج مع القدرة مع الدليل

حكم التراخي والفور في الحج

إن الحج يجب على الفور عند جمهور أهل العلم وهو القول الراجح والصحيح، فمن استطاع للحج يجب عليه المبادرة به فورًا دون تأخير، إن كان قادرًا بماله وبدنه، ولو كان في أطراف الدنيا في الشرق والغرب هذا ليس عذرًا فوسائل النقل ميسرة اليوم، فكل من استطاع بدنًا ومالًا أن يحج على الفور دون تأخير بل يحرم التأخير ويأثم لذلك والله ورسوله أعلم.[5]

حكم من جحد الحج

إن الحج ركنّ من أركان الإسلام وفريضة من فروضه، ومن جحد الحج وجحد وجوبه فقد كفر بإجماع أهل العلم لأنّه جحد بفريضة وركن من أركان الإسلام، وقد ورد عن ابن تيمية أنّه قال: ” فكلُّ مَن لم يرَ حجَّ البيتِ واجبًا عليه مع الاستطاعة، فهو كافرٌ باتِّفاق المسلمين، كما دلَّ عليه القرآنُ، قد اتَّفق المسلمون على أنَّ مَن جحَد وجوب مباني الإسلام الخَمس: الشَّهادتين، والصَّلوات الخمس، والزكاة، وصِيام شهر رمضان، وحج البيت، فإنَّه كافرٌ” فمن جحد الحج كأنه جحد الصلاة وهذا أمرٌ خطير والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: حكم التعجل في الحج

حكم العمرة على المستطيع

ببيان حكم الحج على المستطيع فقد اختلف أهل العلم في حكم العمرة على المستطيع، فقيل أنّها واجبة على من وجب عليه الحج، أي على من استطاع لها، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرن بينها وبين الحج في أحاديثه الشريفة، وقيل أنّها ليست واجبة، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عنها إن كانت واجبة فنفى وجوبها لكن أشار إلى أفضلية الاعتمار والراجح في القول أنّها سنّةٌ مؤكدة ويستحب فعلها للمستطيع ويكره تركها والله أعلم.

شروط وجوب الحج

حددت الشريعة الإسلامية شروطًا وأمورًا لا بدّ من تحققها ليكون المسلم مستطيعًا ويجب عليه الحج، ومن تلك الشروط ما يأتي:

• الإسلام: فلا يجب الحج على غير المسلم أبدًا ولا يصح منه مطلقًا فالإسلام شرط لكل عبادة.
• التكليف: والمقصود به البلوغ والعقل، فالصغير لا يجب عليه الحج لأنه لم يبلغ التكليف بعد، ولو حج صحّ ذلك منه، لكن لا يجزئه ذلك عن حجة الإسلام، والمجنون لا يجب عليه الحج ولا يصح منه، لأنّ الحج لا بدّ له من القصد والنية والإدراك ولا يوجد ذلك من المجنون.
• الحرية: فالعبد لا يجب عليه الحج لأنه غير مستطيع، ولكن لو حج صح منه ويلزمه أن يحج حجة الإسلام بعد حريته.
• الاستطاعة: وتكون في المال والبدن، فلديه مال يكفيه أن يحج به وزيادة، وأن يكون بدنه صحيحًا خاليًا من الأمراض والعيوب.
• المحرم للمرأة: وهو من ضمن الاستطاعة للمرأة فبغير المحرم لا يجب عليها الحج.

ما حكم الحج على المستطيع مقالٌ تمّ فيه توضيح حكم الحج في الإسلام، كما تمّ تسليط الضوء على حكم التراخي والفور في الحج، وحكم من أخّر الحج عند استطاعته، وذكر شروط وجوب الحج على المسلم كما بيّن حكم العمرة على المستطيع.