حكم قصد العمرة في يوم المولد النبوي
جدول المحتويات
حكم قصد العمرة في يوم المولد النبوي هو واحد من أشهر الأحكام الشرعية التي يجب على المسلم أن يكون على معرفة تامّة بها وبرأي الشرع الإسلامي بها، فكثير من المسلمين يتحيّنون موعد المولد النبوي الشريف من أجل القيام بأداء العمرة، وفي هذا المقال سوف يتحدَّث موقع المرجع بالتفصيل عن الحكم الشرعي لمن قصد العمرة في يوم المولد النبوي الشريف، وسوف نتحدث عن المولد النبوي الشريف وحكم الاحتفال به وعن أفضل وقت لأداء العمرة خلال السنة.
المولد النبوي الشريف
المولد النبوي الشريف أو يوم ولادة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، خير الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين أجمعين، هو اليوم الذي يصادف يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل من كل عام هجري بحسب ما ورد في عقيدة أهل السنة والجماعة، وهو اليوم الذي يوافق وم السابع عشر من شهر ربيع الأول من كل عام هجري عند أتباع الطّائفة الشيعية، ويُعدّ هذا اليوم من أبرز الأيام في السنة عند المسلمين، حيث تُقام فيه الاحتفالات ومجالس الذكر فرحًا بذكرى ميلاد خير الخلق محمد صلّى الله عليه وسلّم، النبيّ العظيم الذي وُلد في عام الفيل وهو عام 570م أو 571م بحسب أكثر الأقوال، ومن الجدير بالقول إنَّ الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف من أكثر العادات التي عُرف عليها المسلمون منذ القدم، فقد ذكر بعض المؤرخين والفقهاء هذا الأمر في كُتبهم ومؤلفاتهم. [1]
حكم قصد العمرة في يوم المولد النبوي
بحسب ما ورد عن الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- فإنَّ قصد العمرة في المولد النبوي الشريف غير مشروع في الإسلام، لأنَّه من الأعمال التي ليس لها أي أصل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما أنَّها لم ترد عن صحابة رسول الله رضوان الله عليهم، فإذا تحيّن المسلم وقت المولد النبوي الشريف لأداء مناسك العمرة فقد أتى بِدعة من البِدع التي لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، والله تعالى أعلم.
قد يهمّك أيضًا: بدعة المولد النبوي في القرن كم
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
اختلف أهل العلم في مسألة الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف وانقسموا إلى قولين اثنين، فمنهم من أباح الاحتفال بهذا اليوم، ومنهم من حرّمه ورآه بدعة من البدع المُحدثة في الإسلام، وفيما يأتي نذكر أقوال المؤيدين للاحتفال بالمولد النبوي الشريف والمعارضين له:
أقوال المؤيدين للاحتفال بيوم المولد النبوي
إنَّ من أشهر أقوال المؤيدين لموضوع الاحتفال بيوم ميلاد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ما يأتي:
- قال الإمام السيوطي رحمه الله: “عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع النّاس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النّبيّ وما وقع في مولده من الآيات ثم يُمدّ لهم سماطٌ يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النّبيّ وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف”.
- قال محمد راتب النابلسي: “الاحتفال بعيد المولد ليس عبادة ولكنه يندرج تحت الدَّعوة إلى الله، ولك أن تحتفل بذكرى المولد على مدى العام في ربيع الأول وفي أي شهر آخر، في المساجد وفي البيوت”.
- قال محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله: “الاحتفال بذكرى مولد رسول الله نشاط اجتماعي يبتغي منه خير دينيّ، فهو كالمؤتمرات والندوات الدينية التي تعقد في هذا العصر، ولم تكن معروفة من قبل، ومن ثم لا ينطبق تعريف البدعة على الاحتفال بالمولد، كما لا ينطبق على الندوات والمؤتمرات الدينية، ولكن ينبغي أن تكون هذه الاحتفالات خالية من المنكرات”.
أقوال المعارضين للاحتفال بيوم المولد النبوي
أمَّا أشهر أقوال المعارضين للاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف فهي:
- قال محمد بن ناصر الألباني رحمه الله: “هذا الاحتفال أمرٌ حادث، لم يكن ليس فقط في عهده صلّى الله عليه وسلّم؛ بل ولا في عهد القرون الثلاثة، ومن البدهي أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم- في حياته لم يكن ليحتفل بولادته؛ ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانيَّة مسيحيَّة لا يعرفه الإسلام مطلقًا في القرون المذكورة آنفًا؛ فمن باب أولى ألاَّ يعرف ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم.
- قال عبد العزيز بن باز رحمه الله: “الاحتفال بالمولد النبوي -على صاحبه أفضل الصلَّاة وأزكى التَّسليم- بدعة لا تجوز في أصحّ قولي العلماء؛ لأن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم يفعله، وهكذا خلفاؤه الراشدون، وصحابته جميعاً رضي الله عنهم، وهكذا العلماء وولاة الأمور في القرون الثلاثة المفضلة، وإنما حدث بعد ذلك بسبب الشيعة ومن قلدهم، فلا يجوز فعله ولا تقليد من فعله”.
- قال ابن عثيمين رحمه الله: “إذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إمامًا ومتبوعًا ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- توفى ولم يدع لأمته خيرًا إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة”.
أفضل وقت لأداء العمرة في الإسلام
إنَّ أفضل وقت للعمرة في الإسلام هو شهر رمضان المبارك، فالعمرة في شهر رمضان تعدل حجة كاملة، وهذا ما ورد في صحيح السنة النبوية عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّه قال: “لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حَجَّتِهِ قالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الأنْصَارِيَّةِ: ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟، قالَتْ: أبو فُلَانٍ، تَعْنِي زَوْجَهَا، كانَ له نَاضِحَانِ حَجَّ علَى أحَدِهِمَا، والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنَا، قالَ: فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أوْ حَجَّةً مَعِي” [2] والله تعالى أعلم. [3]
قد يهمك أيضًا: حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين
إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلّطنا فيه الضوء على حكم قصد العمرة في يوم المولد النبوي وقمنا فيه بتعريف يوم المولد النبوي والحديث عن حكم الاحتفال بهذا اليوم وسردنا آراء المؤيدين والمعارضين للاحتفال بالمولد النبوي، كما وضعنا في الختام أفضل وقت لأداء العمرة في الإسلام.
المراجع
- wikiwand.com , المولد النبوي , 26/08/2024
- صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 1863، صحيح.
- binbaz.org.sa , أفضل أوقات العمرة , 26/08/2024
التعليقات