حكم التهنئة بدخول شهر رمضان والعادات المنتشرة بين المسلمين

حكم التهنئة بدخول شهر رمضان والعادات المنتشرة بين المسلمين، وهل يوجد صيغة معينة للتهنئة في شهر رمضان أم يجوز التهنئة أيّ صيغة، فشهر رمضان هو الشهر التاسع في الأشهر الهجرية وهو شهر الصيام والقيام، وهو شهرٌ تفتح فيه أبواب الجنّة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين، ويفرح المسلمون به وبقدومه لأنّه نعمة من الله عليهم، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان هل يجوز التهنئة بدخول شهر رمضان المبارك.

حكم التهنئة بدخول شهر رمضان

إنّ حكم التهنئة بدخول شهر رمضان أمره واسع فلا يُمنع منها ولا يُنكر على من تركها فهو مباحٌ عند معظم أهل العلم، فلا بأس بالتهنئة بدخول الشهر المبارك، وقد استدل أهل العلم بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح، بما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه قال: “أتاكم شهرُ رمضانَ شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تُفَتَّحُ فيه أبوابُ السماءِ، وتُغْلَقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، للهِ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ”.[1] فالتهنئة من حيث الأصل هي من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة، ولا ريب ولا شك أن بلوغ شهر رمضان المبارك نعمة كبيرة، وهي من أولى المناسبات التي يهنئ المسلمون بعضهم بعضًا فيها، وقد كان السلف يدعو الله ستّة أشهر أن يبلغهم رمضان، وفي ستّة أشهرٍ أخرى يدعونه أن يتقبله منهم، وقد قيس بمشروعية التهنئة في النعم بمشروعية سجود الشكر ولذلك فالأمر لا حرج فيه بالقول الراجح والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم قول اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

هل يجوز التهنئة بقدوم شهر رمضان ابن باز

سُئل الشيخ ابن باز عن حكم التهنئة بدخول شهر رمضان، فقال أنّه لا حرج على المسلمين بالتهنئة به، ولا بأس بذلك فهو شهرٌ كريم عظيم فيه خيرٌ كثير، والتهنئة فيه جائزة، وهي كالتهنئة بأيّة نعمة تحصل للمسلم، وشهر رمضان شهر نعمة وفرح للمسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام كانوا يفرحون به، ويبشّرهم به النبي صلى الله عليه وسلم، فلا حرج والله أعلم.[3]

حكم التهنئة بحلول شهر رمضان ابن عثيمين

إنّ الشيخ ابن عثيمين عندما سئل عن تهنئة شهر رمضان المبارك بين المسلمين، قال: “ورد عن السلف أنهم كانوا يهنئون بعضهم بعضاً في دخول رمضان ولا حرج في هذا، فيقول مثلاً: شهر مبارك، أو بارك الله لك في شهرك، أو ما أشبه ذلك، ويرد عليه المهنأ بمثل ما هنأه به، فيقول مثلاً: ولك بمثل هذا، أو يقول: وهو مبارك عليه، أو ما يحصل به تطييب خاطر المهنئ”.[4]

شاهد أيضًا: حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية إسلام ويب

أقوال العلماء في التهنئة بدخول شهر رمضان

ببيان حكم التهنئة بدخول شهر رمضان، فإنّ لأهل العلم البارزين الكثير من التحقيق في هذه المسألة وقد كانت لهم أقوالٌ وتفصيلٌ فيها، ومن أبرز ما قاله أهل العلم في ذلك ما يأتي:

  • قول ابن القيم: “وفـيـــه دلـيـل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية، والقيام إليه إذا أقبل، ومصافـحـتــه، فهذه سنة مستحبة، وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية، أن يقال يهنك بمـــا أعـطــاك الله، ونحو هذا الكلم، فإن فيه تولية النعمة رّبها، والدعاء لمن نالها بالتهني بها”.
  • قول الحافظ بن حجر: “ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة، أو يندفع من نقمة : بمشروعية سجود الشكر، والتعزية وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك رضي الله عنه”.
  • قول الحافظ المنذري: “أن الحافظ أبا الحسن سئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين أهو بدعة أم لا فأجاب بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك، قال والذي أراه أنه مباح، ليس بسنة ولا بدعة”.

هل للتهنئة بدخول رمضان لفظ معين

ذكر أهل العلم أنّه لا يوجد للتهنئة في رمضان بدخول الشهر المبارك وحلوله على المسلمين لفظٌ خاصاً إنّما الأمر فيها واسع، ويجوز للمسلمين التهنئة بأي لفظٍ اعتاده الناس، كأن يقول رمضانكم مبارك، أو كلّ عامٍ وأنتم بخير، أو جعلك الله فيه من المُعتقين من النيران، ونحو ذلك من الألفاظ المشروعة والبعيدة عن المحظورات الشرعية.[5]

شاهد أيضًا: عبارات تهنئة بشهر رمضان المبارك

أحكام شرعية في العادات المنتشرة بين المسلمين في رمضان

شرع الله الصيام لحكمةٍ بالغةٍ منه، وهي تزكية نفوس المسلمين، وتهذيبها وتربيتها، ولكنّ الكثير من الناس يرتكبون بعض الأفعال التي لا تتوافق مع سلوكيات وحرمة هذا الشهر الفضيل، ومن عادات بعض الناس في رمضان:[6]

  • كثرة النزاعات والخصومات: فتجد الناس يختلفون على أمورٍ دنيوية، فتعلو أصوات السباب والشتام في نهار رمضان، وهذا لا يجوز فالصيام من المفترض أن يهذّب أخلاق الصائمين.
  • التبذير في الطعام: ففي شهر رمضان يكثر الناس ويفرطون في تناول الطعام وتبذيره، والإقبال بشرهٍ ونهمٍ على الطعام والشراب وأماكن بيعها ويكون الاستهلاك غير معقولٍ في هذا الشهر، وهذا لا يصحّ ويخالف مقصد الصيام.
  • الإكثار من النوم في نهار رمضان: من أسوأ العادات التي انتهجها الكثير من الناس في شهر رمضان وهو النوم طيلة النهار، فتضيع عليهم الصلوات ويضيع ليله بالسّهر على ما لا نفع فيه، وبهذا يضيع الخير كلّه على المسلم.
  • تعجيل السحور: فالكثير من الناس يتسحرون في أول الليل وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
  • الفتور في آخر رمضان: وهو بعكس ما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجتهد المسلم في العشر الأواخر من رمضان.
  • إضاعة الوقت في المسلسلات والبرامج: وهي في هذا الزمن تعرض من المنكرات ومفسدات الأخلاق الشيء الكثير، ولا يصحّ ولا يجوز متابعتها ولا مشاهدتها لا في رمضان ولا في غيره.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

بهذا نصل إلى نهاية مقال حكم التهنئة بدخول شهر رمضان والعادات المنتشرة بين المسلمين، والذي بيّن الأحكام الشرعية في التهنئة بقدوم رمضان، وأحكام بعض العادات المنتشرة فيه بين المسلمين.

المراجع

  1. تخريج مشكاة المصابيح , الألباني/ أبو هريرة/ 1903/ جيد لشواهده
  2. saaid.net , حكم التهنئة بشهر رمضان , 15/03/2024
  3. binbaz.org.sa , حكم التهنئة بقدوم رمضان , 15/03/2024
  4. binothaimeen.net , حكم التهنئة بدخول شهر رمضان , 15/03/2024
  5. islamqa.info , هل للتهنئة بدخول رمضان لفظ معين؟ , 15/03/2024
  6. alukah.net , عادات سيئة في شهر رمضان , 15/03/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *