ما حكم من نوى العمرة ولم يعتمر

ما حكم من نوى العمرة ولم يعتمر؟ تُعتبر العُمرَة بأنها زيارةً لبيت الله الحرام لأداء مناسك مخصوصة وبصفة مخصوصة، وقد وردت حكمها في الشّريعة الإسلاميّة على أنّها واجبةٌ على كلّ مسلم بالغ عاقل مستطيع، ولو كانت مرّةً واحدةّ في العمر كما الحجّ، وورد في فضلها الكثير من الأحاديث الشّريفة والمباركة،  ومن هذه المعطيات سوف نسلط لكم الضوء من خلال سطورنا التالية في موقع المرجع على حكم من نوى العمرة ولم يعتمر، وبيان متى تعقد النية وكفارة عدم إتمام العمرة.

حكم من نوى العمرة ولم يعتمر

لا يجوز، حيث إنّ الإحرام بالعمرة بنعقد بالنية فإذا نوى المسلم بقلبه البدء بأعمال العمرة، فيكون الإحرام منعقد عند الجمهور، ويقع على عاتق المعتمر أن يقوم بإتمام العمرة لقوله -تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)[1]، حيث ينبغي على المسلم التوجه إلى مكة لإكمال العمرة، أما إذا عجز عن الرجوع إلى مكة فينطبق عليه حكم المحصر، فله أن يتحلل من العمرة بالحلق أو التقصير، كما يكفي بذبح شاة وتوزيعها على الفقراء في بلد الذي يقيم فيه المعتمر.[2]

متى تعقد نية العمرة

تُعتبر نيّة العُمرة بأنّها تُعبِّر عن قَصد الإحرَام لتلبيَة العُمرة تقرّبًا إلى اللَّه -تعالى-، حيث تنعقد نية العمرة عند البدء بأعمال العمرة، وهو الإحرام من الميقات، حيث يقصد بها البدء بالنسك، ولا تشترط التلبية ولا ارتداء ثياب الإحرام، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات)[3]، وإن اقتصر المسلم على النية للإحرام للعمرة كفاه ذلك، ثمّ يدعو: (اللهم إني نويت العمرة فيسرها لي إلا إذا حبسني حابس فمحلي حيث حبستني)[4]، وذلك لمن خاف أن يعيقه شيء عن إتمام عمرته.

شاهد أيضًا: ما صحة حديث تابعوا بين الحج والعمرة

دعاء نية العمرة

تُعتبر النيّة هي الدخول في النُسُك، حيث يتم بعدها تلبية أعمال العمرة، حيث هناك بعض من الأدعية التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويمكن قولها عند نية العمرة ومنها ما يلي:

• ثَبَتَ عن عَائشَة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (إنِّي لَأَعْلَمُ كيفَ كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُلَبِّي: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ)[5].
• (اللَّهمَّ الحَجَّ أرَدتُ، وله عَمَدتُ، فإنْ يَسَّرتَه فهو الحَجُّ، وإنْ حَبَسَني حابِسٌ فهو عُمرةٌ)[6].

حكم من حبسه حابس عند العمرة

إنّ من أحرَمَ للعُمرة وحبسه حابس يَبقَى على إحرَامِهِ، ولا يَعجَل في التّحلُّل إنْ كانَ الحابِس سيزول قريبًا، فإذا عجز ينطبق عليه حكم المحصر، حيث يتم بالتحلل من العمرة بذبح شاة ثم الحلق أو التقصير كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يوم الحديبية، وبذلك يتحلل، كما قال -تعالى-: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ)[1]، حيث يَكون الحَلق بعدَ الذّبح، فيَنحَر أولًا ثم يَحلِق أو يُقصَّر، وبعد ذلك يتحلّل ويعود إلى بلادهِ، فمن لم يَجِد هديًا صام عشرة أيام ثمّ يحلق أو يُقصّر، ثم يَحلُّ.[7]

فائدة الاشتراط عند الإحرام

ُيشرع للمسلمين الاشتراط عند الإحرام إذا خاف المانِعَ من إتمامِ النُّسُكِ، فقد ورد عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: (دخل النبيُّ صلَّى الله عليه وسَلَّم على ضباعة بنت الزبير، فقالت: يا رَسولَ الله إني أريد الحَجّ وأنا شاكية؟ فقال النبي صلَّى الله عليه وسَلَّم: حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني)[8]، فإن فائدة الاشتراط عند الإحرام هو تحلل المسلم من إحرامه وليس عليه شيء لا فدية، ولا هدي، ولا حلق الرأس إذا حصل له مانع يمنعه من إتمام النسك كمرض أو حادث أو مُنع من دخول مكة لسبب ما، ولولا هذا الاشتراط لكان مُحْصَراً.[9]

شاهد أيضًا: ماذا يقال للعائد من العمرة