حكم من لم يستطع إكمال مناسك الحج

حكم من لم يستطع إكمال مناسك الحج وما هو حكم من أحرم بعمرة ولم يكملها، من الأحكام الشرعية التي يبحث عنها الكثير من الناس، وذلك لأنّ الإنسان قد يتعرض لمواقف تمنعه من إكمال الحج أو العمرة بعد إحرامه، كأن يمنعه عدو أو يحبسه سلطان، أو يمرض ويمنعه مرضه أو يُسرق ماله أو غير ذلك من الأسباب والشريعة الإسلامية جاءت ميسّرة على الحاج لا معسّرةً عليه، لذلك فإن موقع المرجع سيبين حكم الحاج الذي لم يتمكن من إتمام حجه أو عمرته.

حكم من لم يستطع إكمال مناسك الحج

إنّ حكم من لم يستطع إكمال مناسك الحج هو حكم المُحصر، وحكمه أنّه يتحلل من إحرامه بالهدي والتقصير، والمحصر هو من مُنع وحبس من إتمام أركان الحج والعمرة وأعمالهما، وتختلف أحكام المحصر باختلاف السبب الذي منع من إكمال مناسك الحج، أو يكون باختلاف النسك والعمل الذي لم يستطع الحاج إكماله، فيمكن أنّ يمنع الحاج من الوقوف في عرفة، واختلف فيه أهل العلم لكن عند المالكية هو محصر ويتحلل بأعمال العمرة، والنوع الثاني هو الإحصار عن طواف الإفاضة قال فيه المالكية أنّه لا يكون محصرًا ويتحلل بالحلق يوم النحر ويحل له كل شيء إلا النساء حتى يطوف طواف الإفاضة في أي وقت قدر عليه.

النوع الثالث هو الإحصار عن واجب من واجبات الحج، فهذا لا يتحلل باتفاق أهل العلم بل عليه دم ويجبر الواجب الذي ضاع منه بالذبح، وقد شرّع الله سبحانه وتعالى التحلل للمحصر رفعًا للحرج والضرر عنه، وذلك حتى لا يظل محرمًا إلى أن يندفع عنه المانع من إتمام الحج والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: متى تبدأ التلبية في الحج ومتى تنتهي

حكم من لم يستطع إكمال الحج لمرض

إن المسلم الذي يعجز عن إتمام مناسك الحج للمرض فإنّه يعمل عمل المحصر، فعليه أن يذبح هديًا في مكة إن أحصر في مكة، فدم الإحصار يُذبح في مكّة المكرمة مكان الإحصار هذا لو أحصر بمكة المكرمة، والإحصار هو أن يصبح لديه مانع يمنعه من إتمام الحج كالمرض، وعليه أن يقصر من شعره ويتم حله من الإحرام، ولو كان الحج فريضة يحج بعد حين إلا إن تعافى قبل الحج وتيسر له العودة والطواف والسعي فيكمل حجه ولا بأس والله ورسوله أعلم.[2]

ما حكم من وقف بمزدلفة ولم يكمل مناسك الحج

ذكر أهل العلم أن الواجب على من أحرم بالحج والعمرة أن يتمّ نسكه، وسواءُ كان ذلك الحج أو العمرة فريضة أو نافلة، لقوله تعالى في محكم تنزيله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لله فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}. [3] فعلى المسلم أن يتوب إلى الله إذا قصر في مناسك الحج والعمرة على الوجه الكامل بسبب أو بدون سبب، ومن ترك واجبًا أو أكثر بعمد أو بغير عمد وخرج وقتها لا بدّ أن يجبرها بدم، كرمي الجمرات والمبيت بمنى، والنحر إن كان قارنًا في نسكه، وعليه أن يحلق ويقصر لتمام التحلل من الإحرام، فالحاصل أنّ من وقف بمزدلفة ولم يكمل مناسك الحج بسبب ظروف منعته وحرمته المواصلة فهذا حكمه حكم المحصر، أمّا إن لم يكمل الحج بسبب الجهل والتقصير فهذا عليه التوبة والمبادرة لإتمام ما ترك من أعمال الحج، وعليه ثلاث دماء تُذبح في الحرم عن الواجبات التي تركها من الحلق والرمي والمبيت والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم الدعاء بعد التلبية في الحج والعمرة

حكم من لم يتم العمرة

أجمع العلماء، على أنه يجب على من أحرم بحج أو عمرة أن يكمل ذلك، وألا يتحلل منهما إلا بعد الفراغ من أعمال العمرة، ومن الأعمال التي تبيح له التحلل من أعمال الحج، إلا المحصر والمشترط إذا تحقق شرطه، فعلى من لم يحرم بعمرة ولم يتمها فعليه التوبة والاستغفار عن ذلك، وعليه أن يرجع إلى مكة ويتمّ أعمال العمرة من الطواف والسعي والحلق والتقصير، وعليه دم مع ذلك، والدم يكون سُبع بدنة أو سبع بقرة أو رأس من الغنم إن جامع في فترة عدم إكماله العمرة، ثم يرجع مكان إحرامه الأول في الميقات، ويحرم بعمرة جديدة يؤدي مناسكها كلّها قضاءً للعمرة الفاسدة بالجماع، مع التوبة على ذلك، ولو عجز عن العودة لمكة فإنه يتحلل تحلل المحصر فيذبح بنية التحلل ويقصر والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم التلبية في الحج والعمرة

التحلل من الإحصار في الحج والعمرة

ببيان حكم من لم يستطع إكمال مناسك الحج وهو أنّه يتحلل من الإحرام، ويسمى المحصر، ويكون تحلله بأن ينوي التحلل فالنية مشروطة عند ذبح الهدي للتحلل وهو مذهب الشافعية والحنابلة، وذلك لأنَّه يريدُ الخُروجَ من العبادةِ قبل إكمالِها، فافتقَرَ إلى قَصْدِه، ولأنَّ الذَّبحَ قد يكون لغيرِ الحِلِّ، فلم يتخَصَّصْ إلَّا بقَصْدِه، ويكون مكان الذبح في المكان الذي أحصر فيه وقت حصره سواءً في الحل والحرم، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- نحر هديه بالحديبية حيث أحصر، وإذا عجز المسلم عن الهدي، فقد اختلف العلماء في حكمه، فقال الشافعية أن من عجز عن الهدي ليس عليه بدل وله أن يتحلل، وقال المالكية والحنابلة من لم يجد هديًا يصوم عشرة أيّام ثم يحل، وقيل يجب عليه هدي واحد وقيل هديان باختلافٍ بين أهل العلم، وعليه أن يحلق أو يقصر لإتمام التحلل والله ورسوله أعلم.[6]

بهذا نصل لنهاية مقال حكم من لم يستطع إكمال مناسك الحج، والذي بيّن عديد الأحكام الشرعية لمن منعه مانع من إتمام أعمال الحج والعمرة، وبيّن معنى الإحصار وشرح كيفية التحلل منه.

المراجع

  1. dorar.net , الفصل الثاني: الإحصارُ , 02/06/2024
  2. binbaz.org.sa , حكم من لم يستطع إكمال الحج لمرض , 02/06/2024
  3. سورة البقرة , الآية 196
  4. islamqa.info , وقف بمزدلفة ولم يكمل مناسكه , 02/06/2024
  5. islamweb.net , حكم من احرم بعمرة ولم يتمها , 02/06/2024
  6. dorar.net , الفصل الثالث: التحلُّلُ مِنَ الإحصارِ , 02/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *