حكم اقتناء الكلاب في المذاهب الأربعة

حكم اقتناء الكلاب في المذاهب الأربعة من الأحكام الشرعية التي يبحث عنها الكثير من المسلمين بعد انتشار الكثير من العادات السلبية السيئة من الغرب ومن المشركين بين المسلمين، ومن بين تلك العادات تربية الكلاب في المنازل، حيث وبجهلٍ منهم بالحكم الشرعي لذلك يقوم الناس بتربيتها وجعلها داخل بيوتهم، ولذلك فإن موقع المرجع سيبيّن عبر هذا المقال ما حكم اقتناء الكلب في المنزل وهل يجوز تربية الكلب وتربيته، وما حكم طهارة الكلاب.

حكم اقتناء الكلاب في المذاهب الأربعة

اتفق أهل العلم في المذاهب الأربعة أنه يحرم على المسلم اقتناء الكلاب، وقد عاقب الشرع من خالف ذلك بنقص حسناته بمقدار قيراط أو قيراطين كل يوم، وقد استثنى من ذلك ما يقتنيه المسلم للصيد وحراسة الماشية وحراسة الزروع، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبَ ماشِيَةٍ، أوْ ضارِيًا، نَقَصَ مِن عَمَلِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ”.[1] وحتى البيوت التي تكون قريبة وفي وسط البلد يحرم اقتناء كلب لحراستها، ولا يجوز، فالقياس يكون بالحاجة فقط والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل الكلب نجس ويبطل الوضوء

حكم اقتناء الكلب في المنزل

لا يجوز للمسلم أن يقتني الكلب ، إلا إذا كان محتاجاً إلى هذا الكلب في الصيد أو حراسة الماشية أو حراسة الزرع، فلا يجوز أن يتواجد الكلب في المنزل أبدًا، فإن اقتناء الكلب لا يجوز، فهذا هو الأصل، ويستثنى منه ما كان لحاجة، وعادة تربية الكلاب واقتنائها في البيوت عادة سيئة دخلت على المسلمين من قبل أعدائهم وهي منافية للأحكام الشرعية، فلا يجوز اقتناء الكلب في المنزل أبدًا.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز تربية الكلاب في المنزل وما حكم ملامستها

حكم اقتناء الكلاب وادعاء طهارتها بالتغسيل

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه حرم تربية الكلاب في البيوت، وهذا يدل على أنه لا ينبغي للمسلم أن يقتني كلبًا ويمنع من ذلك، فأجره ينقص بشكل كبير كل يوم، ولا يجوز ذلك إلا لصيد أو لماشية أو لزرع، أما ما يكون لغير ذلك فهو محرم، والكلب ينجّس حوله على الدوام فهو غير طاهر، ولو غسّله المسلم ونظفه يبقى ينجس، هو نجس ولو غسل، ولو غسل بالصابون كل يوم، هو نجس، فلو ولغ في الإناء وجب أن يغسل الإناء منه سبع مرات إحداهن بالتراب والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم تربية الحمام وهل مربيها لا تقبل شهادته

هل الكلب نجس

ذهب أصحاب المذهب الشافعي والحنبلي أن الكلب نجس العين بجمع أجزائه، وقد اختار هذا القول أبو يوسف ومحمد بن الحسن والصنعاني وابن عثيمين، وقال فريقٌ آخر من أهل العلم أن النجاسة ليست في ذات الكلب بل في ريقه حين يشرب من إناء، فمن لمس كلبًا أو لمسه كلب لا يجب عليه تطهير نفسه لا بتراب ولا بماء، أما لو ولغ الكلب في إناء فيه طعام أو ماء، فيغسل الإناء سبع مرات أولاهن بالتراب، وحكَى العينيُّ الإجماعَ على وجوبِ غَسْلِ الإناءِ، أما شيخ الإسلام بن تيمية فقد فصل في مسألة نجاسة الكلب فقال: ” وأما الكلب فقد تنازع العلماء فيه على ثلاثة أقوال، أحدها: أنه طاهرٌ حتى ريقه ، وهذا هو مذهب مالك، والثانـي: نجس حتى شعره ، وهذا هو مذهب الشافعي، وإحدى الروايتين عن أحمد، والثالث : شعره طاهـر، وريقه نجس، وهذا هو مذهب أبي حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين عنه، وهذا أصح الأقوال، فإذا أصاب الثوب أو البدن رطوبة شعره لم ينجس بذلك” والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز بيع القطط وما حكم بيع القطط في الإسلام

حكم تربية الكلاب بغرض الحراسة

يجوز تربية الكلاب وتعليمها الحراسة أو الصيد أو غيرها من الحاجات التي يباح اقتناء الكلاب لأجلها، فإن المأذون في اتخاذه نصا هو كلب الصيد والحرث والماشية، واختلف العلماء هل يقاس عليها الكلب المتخذ لحفظ الدور ونحوها، فضابط ذلك هو وجود الحاجة، والحاجة تقل بلا شك مع تقارب الدور وانتشار الأمن، وتكثر مع عكس ذلك، ولكن إذا وجدت تلك العلة لم يمنع من اتخاذ كلب الحراسة، ولو مع تقارب الدور ونحو ذلك، فإن وجود الحاجة لذلك متصور بلا شك والله ورسوله أعلم.[6]

بهذا نصل لنهاية مقال حكم اقتناء الكلاب في المذاهب الأربعة، حيث تمّ التعرف على هل يجوز تربية الكلاب في الإسلام، والحكمة من النهي عن اقتناء الكلاب، كما سلّط المقال الضوء على عديد الأحكام الشرعية الهامة في اقتناء الكلب.

المراجع

  1. صحيح البخاري , البخاري/ عبد الله بن عمر/ 5482/صحيح
  2. islamqa.info , اقتناء الكلب ولمسه وتقبيله , 22/06/2022
  3. islamweb.net , حكم اقتناء الكلب وتربيته وتدريبه , 22/06/2022
  4. binbaz.org.sa , حكم اقتناء الكلاب وادعاء طهارتها بالتغسيل , 22/06/2022
  5. dorar.net , المطلب الثَّاني: الكَلبُ , 22/06/2022
  6. aliftaa.jo , حكم تربية الكلاب للحراسة أو الصيد , 22/06/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *