حكم تربية الحمام وهل مربيها لا تقبل  شهادته

حكم تربية الحمام وهل مربيها لا تقبل  شهادته، من الأمور التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، وهي مسألة مهمة في فهمها يتم حفظ الحقوق ومعرفة الواجبات، ومن خلالها يُبعد المسلم نفسه عن الوقوع في الشبهات والمحظورات، ومن خلال موقع المرجع سيتم تسليط الضوء على حكم تربية الحمام وضوابط الاحتفاظ به، ومعنى حديث شيطان يتبع شيطانة وسبب عدم قبول شهادة مربي الحمام.

حكم تربية الحمام

ذكر أهل العلم أن تربية الحمام إن كانت في البيت للانتفاع بلحمه والتمتع بمنظره من غير تطييره فهي جائزة، أما تربيته لتطييره فلا يجوز، فهو مباحٌ ما لم يحصل به أذى للجيران ولم تضع به الحقوق، وقد دلّت الكثير من الأدلة الشرعية على جواز إمساك الحمام بالقفص، وقيل عن أهل العلم: “فأما إذا كان يمسك الحمام في بيته يستأنس بها، ولا يطيرها عادة، فهو عدل مقبول الشهادة؛ لأن إمساك الحمام في البيوت مباح، ألا ترى أن الناس يتخذون بروج الحمامات، ولم يمنع من ذلك أحد” والله أعلم.[1]

صرف الوقت في تربية الحمام ابن باز

ورد عن الشيخ ابن باز -رحمه الله- أنه لا حرج على المسلم أن يربي الحمام بشروط عدة فلا تشغله عن طاعة الله، ولا يؤذي بها جيرانه، ولا تشغله عن واجب، ولا يضيع حق الحمام ولا حق العباد، ولا يطيرها فيسرق طيورًا غيرها، ولا يكشف بسببها عورات الناس، فإذا تحقق ذلك لا حرج عليه والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل تقبل شهادة مربي الحمام

هل مربي الحمام لا تقبل شهادته

في حكم تربية الحمام ذكر أهل العلم أن لا حرج على المسلم أن يربيها لأجل الزينة، أو لأكلها أو بيعها أو لاستعمالها في إرسال الرسائل، أما تطييرها والعبث بها فهو محرم ومذموم شرعًا، والذي يطير الحمام تسقط عدالته، فهو يطلع على عورات النساء وعورات الناس، ويشغله ذلك عن الصلاة والذكر، فلا شهادة له عند كثير من أهل العلم، والله ورسوله أعلم.[3]

متى تقبل شهادة مربي الحمام

إن جمهور أهل العلم يردون شهادة مربي الحمام على وجه اللعب به، فلا تقبل شهادته لشدة غفلته ولاطلاعه على عورات الناس، أما إن كان يربي الحمام ليأكل منه أو ليتاجر فيه فيبيعه لمن يأكل لحمه، أو يربيه ليستأنس به، دون أن ينشغل بتطييره واللعب به، فالظاهر أنه لا ترد به الشهادة، فخوارم المروءة ترد بها الشهادة بحسب المكان والزمان، والأمر فيها يرجع إلى العرف والعادة والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: لماذا لا تقبل شهادة الطيار في المحكمة

أقوال الفقهاء في تربية الحمام

ورد كثيرٌ من الأقوال عن أهل العلم في مسألة حكم تربية الحمام وتطييره وحكم صاحبه، ومما ورد ما يأتي:

• قال ابن حجر في الفتح: “إن في الحديث دلالة على جواز إمساك الطير في القفص”.
• قال ابن مفلح: “أباح أحمد اتخاذ الحمام للأنس، واعتبر أن تكون مقصوصة؛ لئلا تطير فتأكل زروع الناس”.
• قيل في المبسوط: “فأما إذا كان يمسك الحمام في بيته يستأنس بها، ولا يطيرها عادة، فهو عدل مقبول الشهادة؛ لأن إمساك الحمام في البيوت مباح، ألا ترى أن الناس يتخذون بروج الحمامات، ولم يمنع من ذلك أحد”.
• قال النووي: “اتخاذ الحمام للفرخ والبيض، أو الأنس، أو حمل الكتب، جائز بلا كراهة، وأما اللعب بها للتطير، فالصحيح أنه مكروه، فإن انضم إليه قمار ونحوه، ردت الشهادة، كذا في المرقاة”.

معنى حديث شيطان يتبع شيطانة

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “أن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلًا يَتْبَعُ حَمَامَةً، فقال: شيطانٌ يَتْبَعُ شيطانة”. [5] حيث يحرص الشيطان على أن يشغل الإنسان عن الأمور العظيمة بالعبث واللهو. وفي هذا الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلًا يتبع حمامة، أي: يمشي خلفها لاعبا بها، فقال: شيطان. أي: يعمل بعمل الشياطين، من اللهو الباطل، والبعد عما يفيده، يتبع شيطانة، أي: إنها شغلته عن الحقّ كما يفعل الشيطان، والله أعلم.[6]

بهذا نصل لنهاية مقال حكم تربية الحمام وهل مربيها لا تقبل شهادته، حيث تم التعرف على رأي الشريعة في تربية الحمام، وحكم شهادة مربي الحمام، وتم التعرف على عديد الأحكام والمعلومات الشرعية حول هذه المسألة.