حكم قول اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

حكم قول اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ما سيتمّ ذكره ومناقشته في مقالنا هذا، حيث أنّ الكثير من المسلمين يطرحون الأسئلة عن شهر رجب وفضائله والأعمال الّتي يُستحب للمسلم أن يقوم في هذا الشّهر، وفي موقع المرجع سنتعرّف على حكم الدعاء في شهر رجب من خلال قول اللهم بارك لنا في رجب وشعبان واللهم بلغنا رمضان.

حكم قول اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

يجوز للمسلم أن يدعو في رجب فيقول اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، فهو من صيغ الدّعاء المشروع الّذي يجوز للمسلم أن يدعو به، فالدّعاء من الأعمال الصّالحة الّتي حثّ عليها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لما لها من فضائل وخيراتٍ كثيرة، ولأنّ الدّعاء لا يُختصّ بوقتٍ معيّنٍ أو مكانٍ معيّن، حيث يجوز للمسلم أن يدعو بما شاء ومتى شاء، سواءً كان الدّعاء في رجب أو غيره من الشّهور والأيّام، ومن أهمّ فضائل الدّعاء أنّه سببٌ للفوز بجنّات النّعيم ونوال رضا الله سبحانه وتعالى في الدّنيا والآخرة، كذلك هو سببٌ في غفران الذّنوب والآثام، لذا فالدعاء مطلوبٌ من المسلم في شهر رجب أو غيره من الشهور.[1]

شاهد أيضًا: حكم تابي وتمارا هيئة كبار العلماء

ما صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

إن الحديث الّذي نُقل في السّنة النّبويّة الّذي يقول: “اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ”. هو من الأحاديث الضّعيفة المنكرة الّتي ضعّفها جمهور أهل العلم، فقد قال البخاريّ في راويه بأنّه منكر الحديث، كذلك قال النّسائيّ بأنّه منكر الحديث، وقال أبو حاتم بأنّ راوي الحديث الّذي نقله ليس بثقةٍ فهو ينقل الأحاديث المرفوعة المنكرة وينشرها، وقال بعضهم أنّ الحديث ضعيف الإسناد ولا يجوز الاحتجاج به، وأنّه يُذكر فقط للاعتبار، ولا يجوز للمسلم أن ينشر هذا الحديث الضّعيف بين النّاس، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: دعاء اول رجب هل هو صحيح

حكم التهنئة بشهر رجب

كذلك الخوض في حكم قول اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، يدفع لتوضيح حكم التهنئة في شهر رجب، وقد تباينت أقوال أهل العلم فيه بين الكراهة وبين الإباحة، فلو هنّأ المسلم إخوته المسلمين في رجب من باب العادة والألفة لا من باب العبادة فهذا مباح والله أعلم، أمّا لو أنّه بادر بالتهنئة من باب التعبد فهو مكروه وقال بعض أهل العلم أنه من البدع المحرّمة والتي لا يجوز الخوض فيها، والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل شهر رجب من الاشهر الحرم

هل ورد في فضل شهر رجب شيء

ورد عن الشيخ ابن عثيمين أنّه لم يرد عن رجب أيّ شيءٍ صحيح في السنة النبوية الشرفية، ولا يتميّز هذا الشهر عن غيره من الشّهور إلا أنّه من الأشهر الحرم، والذي ورد فيها قوله تعالى في سورة التوبة: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}. [4] وهو ما بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف بقوله: “إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ”. [5] وهذا كلّ ما ورد في فضائله، وقد ورد عن ابن حجر قوله: “لم يرد في فضل شهر رجب ولا صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة. وأما من صام من شهر رجب صياما كان يعتاده لأحاديث أخرى كصيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، أو صيام الاثنين والخميس، أو صيام يوم وإفطار يوم دون تخصيص لهذا الشهر بذلك فلا حرج فيه”.[6]

اقرأ أيضًا: حكم صيام القضاء قبل رمضان بيوم

أحاديث منكرة عن شهر رجب

بعد بيان حكم قول اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، فإنّه من الضروري التنبيه والإشارة للكثير من الأحاديث المغلوطة التي يتمّ تداولها بين الناس وهي منكرة وموضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما يأتي:[7]

  • “إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا يُقَالُ لَهُ: رَجَبٌ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمًا سَقَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ النَّهْرِ”.
  • “كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فربما أخرَّ ذلك حتى يجتمعَ عليه صوم السنة فيصوم شعبان”.
  • “رجب شهرُ الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي”.
  • “من صام يومًا من رجب، وصلى ركعتين يقرأ في كل ركعة مئة مرة آية الكرسي، وفي الثانية مئة مرة قل هو الله أحد، لم يمُت حتى يرى مقعدَه من الجنة”.
  • “صوم أوَّل يوم من رجب كفَّارة ثلاث سنين، والثاني كفَّارة سنتين، ثم كلُّ يوم شهرًا”.
  • “رجب شهر عظيم، يضاعف الله فيه الحسنات؛ فمَن صام يومًا من رجب، فكأنَّما صام سَنة، ومَن صام منه سبعة أيام، غُلقت عنه سبعة أبواب جهنم، ومَن صام منه ثمانية أيام، فُتحت له ثمانية أبواب الجنة، ومَن صام منه عشر أيام، لم يَسأل اللهَ إلا أعطاه، ومَن صام منه خمسة عشر يومًا، نادى مناد في السماء: قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل, ومَن زاد، زاده الله”.

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال حكم قول اللهم بارك في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، والذي بيّن صحة الحديث الذي قال هذا الدعاء، وذكر حكم التهنئة في شهر رجب وبيّن فضائله وبعض الأحاديث الموضوعة عن رسول الله فيه.

المراجع

  1. islamweb.net , حكم دعاء: اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان , 09/03/2024
  2. islamqa.info , ما صحة حديث (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)؟ , 09/03/2024
  3. islamweb.net , التهنئة في أوائل الشهور والسنين.. رؤية شرعية , 09/03/2024
  4. سورة التوبة , الآية 36
  5. البحر الزخار , البزار/ أبو بكرة نفيع بن الحارث/ 85/ 9/ روي من وجوه، ولا نعلم أحسن من هذا الوجه
  6. islamweb.net , هل لشهر رجب خصوصيات , 09/03/2024
  7. dorar.net , أحاديث منتشرة لا تصح , 09/03/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *