حكم الاستغفار للمنافقين والكفار والمشركين

حكم الاستغفار للمنافقين والكفار والمشركين من الأحكام الشرعية التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، حيث يعد هذا الحكم الشرعي من أصول العقيدة الإسلامية، وقد تمّ توضيحه في الكتاب الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، وذلك بآياتٍ وأحاديث واضحة وصريحة، وعبر موقع المرجع سيتم تسليط الضوء على حكم الاستغفار او الترحم على الكفار والاستغفار للمشركين وحكم الدعاء للمنافقين بالرحمة.

حكم الاستغفار للمنافقين والكفار والمشركين

لا يجوز في الشريعة الإسلامية أن يستغفر المسلم للمنافقين والكفار والمشركين ولا الترحم عليهم، وقد ورد ذلك ودل عليه الكثير من الآيات الكريمات في كتاب الله، والكثير من الأحاديث الشريفة في السنة النبوية الشريفة، وقد جاء النهي للمؤمنين صريحًا عن الاستغفار للمشركين ولو كانوا والديهم وأقرب الأقربين إليهم، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم – أنّه قال: “اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أنْ أسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، واسْتَأْذَنْتُهُ أنْ أزُورَ قَبْرَها فأذِنَ لِي”.[1] فالاستغفار لمن حقّ عليه العذاب وكتب عليه الخلود في النار لا يجوز والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل تجوز الرحمة على غير المسلم

حكم الترحم على الكفار

ذكر أهل العلم أنّه وبالإجماع يحرم الترحم على الكفار والمشركين والاستغفار لهم، ومن يفعل ذلك، فإنه يعتدي في الدعاء، فمن صور الاعتداء في الدعاء أن تسأل الله أمرًا كتب عكسه على نفسه، وأن تسأله أمرًا ما كان له أن يفعله كأن يسأله الرحمة لمن كتب عليهم الخلود في نار جهنم وأن يستغفر لهم، وقد ذكر بعض أهل العلم أن من يفعل ذلك يخرج من الملة، فعلى كل مسلم أن يحذر من الوقوع في هذا الإثم العظيم والفعل الشنيع.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على المسيحيين

حكم نعت المشركين والكفار بالشهادة

إن وصف المسلمين بالشهادة وإطلاق الحكم عليهم في ذلك لا يصح، فليس كل مسلمٍ مات في ساحات الجهاد شهيد، فكيف يكون من مات على غير دين الله فلا يجوز وصفهم بالشهادة أبدًا، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله في رجل قاتل المشركين قتالًا ما قاتل أحدٌ مثله حتى قُتل: “أنَّه مِن أهْلِ النَّارِ، فأعْظَمَ النَّاسُ ذلكَ، فَقُلتُ: أنا لَكُمْ به، فَخَرَجْتُ في طَلَبِهِ حتَّى جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فاسْتَعْجَلَ المَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بالأرْضِ وذُبابَهُ بيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحامَلَ عليه فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- عِنْدَ ذلكَ: إنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ الجَنَّةِ فِيما يَبْدُو لِلنَّاسِ، وهو مِن أهْلِ النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ النَّارِ فِيما يَبْدُو لِلنَّاسِ، وهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ”.[4] فلا يجوز القول عن المشرك والكافر أنه شهيد.[5]

شاهد أيضًا: حكم تعزية غير المسلم والترحم عليه وتسميته بالشهيد

آية عدم الاستغفار للكفار والمشركين

من أدلة القرآن الكريم التي تدل على تحريم الاستغفار للمنافقين والكفار والمشركين، الآيات الآتية:

• قال تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}.[6]
• قال تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}.[7]
• قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}.[8]

بهذه الآيات الكريمة نصل لنهاية مقال حكم الاستغفار للمنافقين والكفار والمشركين، حيث تم تسليط الضوء على الحكم الشرعي في الترحم على الكافرين والاستغفار لهم ونعتهم بالشهداء، وكذلك تم ذكر الأدلة الشرعية التي تحرم ذلك في القرآن والسنة.