حكم إعاذة من استعاذ بالله

حكم إعاذة من استعاذ بالله وما هي أنواع الاستعاذة وما هي أحكامها، هو ما يجب على كل مسلم أن يعرفه ويكون على اطّلاعٍ كاملٍ عليه، فهذه الأحكام الشرعية ترتبط بالعقيدة الصحيحة، والاستعاذة بالله تكون من اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه، والمسلم من واجبه ان لا يلجأ إلا لله في كل حال، وعبر هذا المقال سيتوقف موقع المرجع لبيان ما حكم إعاذة من استعاذ بالله وما الحكمة من ذلك.

مفهوم الاستعاذة بالله

تُعرف الاسعاذة بالله أنّها الالتجاء إلى الله والاعتصام به، والالتصاق بجانبه من شر كلّ ذي شر، وهي من أمور العبادات التي أمر الله سبحانه وتعالى بها عباده الموحدين في كتابه العزيز، وقد أمرهم الله سبحانه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.[1]

شاهد أيضًا: الاخلاص هو طلب العون من الله في حصول المطلوب والنجاة من المكروه

حكم إعاذة من استعاذ بالله

إنّ الواجب على المسلم إعاذة من استعاذ بالله في أمرٍ يُمكن فيه ذلك ويمكن تحقيقه، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “مَن استعاذَ باللهِ فأعيذوه، ومَن سألَ باللهِ فأعطوه، ومن دَعاكم فأجيبوه، ومَن صنَعَ إليكم مَعروفًا فكافِئوه، فإنْ لم تَجِدوا ما تُكافِئونه، فادعوا له حتى تَرَوْا أنَّكم قد كافأتُموه”.[2] فمن سأل بالله يُعطى ولا يرد، إن كان ما يسأل منه ممكنًا، ومن استعاذ بالله يُعاذ إن كان ما يستعيذ منه ممكنًا والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم طلب هداية التوفيق من غير الله

أنواع الاستعاذة وحكمها

إن الاستعاذة تكون على أربعة أحوال كما ذكر أهل العلم، وهي كما يأتي:[4]

• الاستعاذة بالله: وهي الاستعاذة المشروعة والمطلوبة من المسلم في كل حال وفي كل وقت.
• الاستعاذة بغير الله في أمرٍ يقدر عليه المخلوق: كأن يطلب من شخص الحماية والدفاع عنه، وهذا جائز ولا حرج فيه وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة.
• الاستعاذة بغير الله بأمرٍ لا يقدر عليه إلا الله: هذا النوع من الاستعاذة هو شرك أكبر ولا يجوز وحرام على كل مسلم أن يفعله، وهو من فعل الجاهلية والله أعلم.
• الاستعاذة بالميت والغائب والجن بأي أمر: ومن يفعل هذا الأمر فإنه يدخل في الشرك الأكبر فلا يجوز للمسلم أن يستعيذ بالأموات ولا بالجن ولا بغير الحاضرين، ولا بالحاضرين في أمور لا يقدر عليها إلا الله.

حكم التعوذ بعزة الله والتوسل بها

إنّ التعوذ بعزة الله لا يجوز فالمسلم يدعو أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك بعزة الله وقدرته، ولا يقول يا عزة الله انصرينا، وقد نقل الشيخ ابن تيمية أنّ أهل العلم أجمعوا على منع ذلك، فالصفات لا تدعى بل الدعوة للأسماء، فالله سبحانه وتعالى يُدعى بأسمائه، ولا بأس أن يتعوذ بالصفات كأن يقول أعوذ برضا الله من سخطه، ولكن لا يقال يا عفو الله يا علم الله، بل يقال يا سميع يا عليم يا رحيم وغير ذلك والله أعلم.[5]

ما الحكمة من الاستعاذة بالله

إن العبد بحاجة لله في كل أمر فلا يستطيع أحد من الخلق الاستغناء عن مساعدة الله سبحانه وتعالى، فالدعاء والاستعاذة ضرورة من ضروريات الحياة والدين والعقيدة، ولا بد للمسلم أن يتقي بالله شرور الدنيا والآخرة، والتعوذ الأفضل أن لا يُصرف إلا بالله فهو المصرف للأمور كلّها، وبيده مقاليد السموات والأرض، وهو مؤتي الخير ومصرف الشر سبحانه وتعالى.

بهذا نصل لنهاية مقال حكم إعاذة من استعاذ بالله سبحانه وتعالى، الذي سلط الضوء مفهوم الاستعاذة بالله وأنواعها وحكم كل نوعٍ منها، وبيّن الحكمة من الاستعاذة بالله.